قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغيه برانده، إن نمو الاقتصاد العالمي يبدو أفضل قليلا في الوقت الحالي عن ما كان عليه خلال الأشهر القيلة الماضية.
وأضاف في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" على هامش الاجتماع الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن هناك توقعات بنمو الاقتصاد العالمي أكثر من 3 بالمئة هذا العام، كما أن اقتصاد الولايات المتحدة أظهر أداء جيدا جدا، بعد أن كان هناك مخاوف من حدوث ركود في أكبر اقتصاد بالعالم، أو مخاوف من "هبوط اقتصادي سلس".
وقال برانده: "في المقابل، لا يوجد هبوط سلس للنواحي الجيوسياسية، بل على الأرجح سيكون الهبوط صعبا إذا كان هناك أي تصعيد في الشرق الأوسط، أو في غزة، أو في أوكرانيا، إذا كان هناك تصعيد فسيكون لهذا أثر سلبي على حركة التجارة والنمو الاقتصادي العالمي".
وأوضح أن الكثير من الأمور التي تتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي والتبادل التجاري بين الدول تشوبها حالة من عدم اليقين، مشيرا إلى أنه يأمل بأن تتمكن الدول من توفير حلول للأحداث الجيوسياسية "أو حتى حلول مؤقتة"، بحسب تعبيره.
البحر الأحمر
قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي إن الأحداث التي تقع في البحر الأحمر "أمر بالغ الجدية"، موضحا أن هجمات الحوثيين على السفن التي تعبر من هناك تسببت في أضرار لقناة السويس المصرية.
وأوضح أن مصر تتكبد خسائر تصل إلى نحو 5 مليارات دولار سنويا بسبب تراجع إيرادات قناة السويس.
وأضاف برانده أن أحداث البحر الأحمر قد تتسبب أيضا في زيادة التضخم، موضحا أن دوران سفن الشحن حول إفريقيا تجنبا للمرور من خلال البحر الأحمر قد يرفع من تكلفة السلع ويثر على سلاسل التوريد، وبالتالي سينعكس هذا على التضخم.
الولايات المتحدة الأميركية
وحول تأثر التجارة العالمية في حالة فوز الرئيس السابق للولايات المتحدة، دونالد ترامب، وعودته إلى البيت الأبيض من جديد، قال برانده: "فيما يتعلق بالولايات المتحدة والانتخابات هناك، سوف نرى ما سيحدث وكيف ستتطور الأمور. السيد ترامب كان يريد فرض تعريفات جمركية بنحو 60 بالمئة على الصين ونحو 10 بالمئة على الدول الأخرى، سوف نرى ماذا سيحدث إذا عاد ترامب للبيت الأبيض. هذا العام مثير جدا لما فيه من عمليات انتخابية كثيرة".
وأضاف رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي أن العالم بحاجة لإعادة بناء الثقة في التجارة والاستثمار.
تحديات للتجارة العالمية
قال برانده: "نحن نعتقد أنه لن يكون هناك تحسن اقتصادي كامل إذا لم تتحسن الاستثمارات والنمو الاقتصادي في العالم. هذا الاجتماع الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية يتعلق بالتأكيد على أن التجارة يمكن أن تكون محركا للنمو والازدهار مرة أخرى".
وأكد برانده أن هذه الفترة شهدت تباطؤا في نمو التجارة العالمية لأول مرة منذ نحو عقد.
وقال: "اعتقد أن منظمة التجارة العالمية مهمة لحماية الاتفاقيات التي عقدناها في الماضي، حتى الآن لا يزال هناك تجارة عالمية تحدث تحت رعاية منظمة التجارة العالمية وتحت شروطها الخاصة، وبالتالي نحن نحتاج إلى التأكد من وجود نظام تجاري ثنائي الأطراف. هناك تجارة حاليا أكثر من أي وقت مضى في التاريخ والتجارة لا تزال تنمو، لكنها تنمو بشكل أبطأ من الماضي".