أوصى صندوق النقد الدولي، الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، بضمان المساعدات الاجتماعية للفقراء فيما يواصل إصلاحاته الاقتصادية الليبرالية جدا ويسعى إلى خفض عجز الميزانية إلى الصفر.
وقالت غيتا غوبيناث، نائبة مدير صندوق النقد الدولي في مقابلة مع مجلة "لا ناسيون"، الأحد، إن "الإجراءات الملموسة المتخذة لاحترام خفض الموازنة يجب أن تعدل بشكل يضمن استمرار تقديم المساعدة الاجتماعية وعدم وقوع العبء بالكامل على عاتق الفئات الأكثر فقرا".
لدى الأرجنتين برنامج قروض بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي. وزارت غوبيناث هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، الخميس والجمعة، لتقييم التقدم الذي أحرزته ولقاء الرئيس ميلي وحكومته لكن أيضا خبراء اقتصاديين وممثلين عن منظمات اجتماعية يطالبون بمزيد من المساعدات من الدولة.
خلال شهرين ونصف الشهر من توليها السلطة، قامت الحكومة بخفض قيمة البيزو بنسبة 50 بالمئة، وتحرير الأسعار الإجمالية وإلغاء القيود التنظيمية على نطاق واسع، واقتطاعات جذرية في الميزانية في محاولة لتحقيق عجز في الميزانية قدره صفر هذا العام، واحتواء تضخم بلغت نسبته 254 بالمئة. وهناك أكثر من 50 بالمئة من الشعب الارجنتيني يعيشون تحت خط الفقر.
أكدت غوبيناث أنه "من المهم ضمان الحفاظ على القيمة الحقيقية للمعاشات التقاعدية والمساعدات الاجتماعية" رغم التضخم.
وقالت إن "الاقتصاد الذي ورثته هذه الحكومة كان على وشك الدخول في أزمة ويتطلب إجراءات جريئة وحاسمة لإخراجه من الهاوية"، مضيفة أنه على الرغم من اعتماد بعض تدابير المساعدة الاجتماعية "إلا أن تدابير أخرى ستكون لازمة لضمان ألا يقع خفض عجز الموازنة على كاهل القطاعات الضعيفة في المجتمع".
وأوضحت "نتوقع أن يمكن خفض التضخم الى أرقام فردية بحلول منتصف العام، لكنني أعتقد أن الأمر سيستغرق عاما على الأقل لإعادة التضخم إلى مستويات منخفضة، وابقاؤه على هذه المستويات حتى عام 2025 سيتطلب أيضا جهودا".
واعتبرت نائبة مدير صندوق النقد الدولي أنه "من المهم جدا الاستثمار في القدرات البشرية" مؤكدة أن "نسبة فقر الأطفال التي تزيد على 55 بالمئة أمر مقلق جدا" وأوصت "بالاستثمار أكثر في التعليم".
في ما يتعلق بخطط ميلي لدولرة الاقتصاد الأرجنتيني، اعتبرت غوبيناث أن "القرار المتعلق بمثل هذا النوع من النظام النقدي لبلد ما، هو قرار سيادي".