كشفت مصادر إسرائيلية عن تأثير الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر، على عمل بعض الموانئ الإسرائيلية.
وتقطع الهجمات المستمرة التي تشنها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، الشرايين الحيوية للاقتصاد العالمي، مما أجبر شركات نقل بحري كبرى على تحويل الطرق بعيدا عن منطقة باب المندب والبحر الأحمر، الأمر الذي ضاعف 3 مرات مدة وصولها إلى الموانئ الإسرائيلية.
وتقول الجماعة اليمنية إنها تستهدف المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر ردا على الهجمات العنيفة على قطاع غزة، المستمرة منذ نحو 140 يوما.
وفي تصريحات لموقع "آي 24" الإخباري الإسرائيلي، قالت ختام سلامة من إدارة التخطيط الاستراتيجي بميناء حيفا الإسرائيلي: "طبعا أثرت الجمات على عملنا، وأعتقد أنها أثرت على كل المنطقة. ستصل السفن في نهاية المطاف لكنها تستغرق وقتا أطول مما كان في الوضع الطبيعي".
وتابعت: "على سبيل المثال، السفينة التي تستغرق أسبوعا في العادة تستغرق 3 أسابيع الآن. في الميناء نحاول أن نلبي أكثر الطلبيات مع تقليل عدد السفن القادمة إلينا. وصلت إلينا سفينة كبيرة اليوم (الجمعة) وكنا ننتظرها منذ ما يقرب 3 أسابيع".
ولفت "آي 24" إلى أن ميناء حيفا المملوك لمجموعة شنغهاي للموانئ الدولية الصينية، وعلى عكس الموانئ الإسرائيلية الأخرى، يشهد حراكا تجاريا.
ونقل الموقع عن مشغل رافعة في الميناء واصف أنطون، قوله: "كعمال في الميناء الحرب لم تأثر علينا. هذه الحرب أثرت أكثر على ميناء أسدود. العمل هنا زاد لأن السفن التي كانت تذهب الى ميناء أسدود باتت تأتي إلينا، لذلك العمل زاد بالميناء".
ودفع الوضع الأمني المقلق شركات التأمين إلى فرض رسوم إضافية على الحاويات، تماشيا مع تكاليف الرحلة ومدتها التي تضاعفت، بالإضافة إلى مخاطر الحرب.
ووفقا لـ"آي 24"، ضاعف هذا الوضع العمل في الميناء الإسرائيلي.
وتعلق سلامة على الأمر قائلة: "نعمل على تنسيق الورديات، مع التجهيزات، مع السفن القادمة إلى الميناء والتواصل مع شركات الشحن التي نبرم معها اتفاقيات. نحاول تلبية الطلبيات. يعمل الميناء 24 ساعة في 7 أيام تماشيا مع حالة الطوارئ هذه. هذه الحالة تلزمنا أن نعمل أكثر وبطاقة أعلى".
وفي السياق ذاته، قالت هيئة الضرائب الإسرائيلية، إنها تعوض السفن التي تعرضت لأضرار الحرب بنسبة 100 بالمئة، إلا أن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ستبقي الوضع على ما هو عليه، في ظل ربط جماعة الحوثي سلامة السفن بإنهاء الصراع.
وقد تحولت أكثر من 500 سفينة حاويات تعد ربع سعة شحنات العالم عن البحر الأحمر، وسط خسائر تتصاعد ومناشدات دولية للحوثيين لوقف استهداف السفن.
وتشير أرقام أوردتها تقارير غربية إلى تصاعد الأضرار عربيا وعالميا، من جراء تصعيد حوثي غير مسبوق في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، على خلاف ما ذكرت الجماعة بأن تكلفة تصعيدها سيكون الأعلى على إسرائيل، بهدف إيقاف حربها المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.