واصلت عملة بتكوين المشفرة ارتفاعاتها القوية، خلال تعاملات الخميس، وتجاوزت مستوى 52 ألف دولار، وهو الأعلى منذ أكثر من عامين، لتزيد مكاسبها منذ بداية العام على 22 بالمئة.
وأدت هذه الارتفاعات إلى زيادة القيمة السوقية لأكبر عملة مشفرة إلى أكثر من تريليون دولار، كما أنها أعطت دفعة للقيمة السوقية للأصول الرقمية جميعا والتي ارتفعت فوق تريليوني دولار لأول مرة منذ أبريل 2022.
وفي مطلع الأسبوع الجاري ارتفعت عملة بتكوين فوق مستوى 50 ألف دولار، وهو حاجز نفسي مهم، قد يمهد لموجة صعود جديدة للعملة، التي تلقت دعما أيضا من توقعات خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
وبحسب منصة "كوين بيس"، فقد وصل سعر بتكوين خلال تعاملات اليوم إلى حوالي 52.2 ألف دولار، ومع ذلك فهي لا تزال بعيدة عن قيمتها التاريخية المسجلة في نوفمبر 2021، البالغة قرابة 68 ألف دولار.
وتعرضت صناعة العملات المشفرة إلى عدة ضربات منذ 2022، أبرزها انهيار بنوك إقراض عملات مشفرة ومنصات على رأسها سيليسوس وFTX، واتهام رؤساء منصات بغسل الأموال والاحتيال.
وعقب الارتفاعات التي شهدتها بتكوين منذ بداية العام، فإنها قد استعادت جميع خسائرها منذ الانهيار الداخلي للعملة المستقرة TerraUSD في مايو 2022، والذي أطلق موجة من الإخفاقات التي ساعدت في النهاية على إسقاط بورصة FTX.
لماذا صعدت الأسعار؟
يعود الارتفاع الأخير في أسعار بتكوين إلى التفاؤل بأن موافقة الولايات المتحدة، الشهر الماضي، على الصناديق المتداولة في البورصة للبتكوين، الأمر الذي أدى إلى قبول أكبر في تبني العملة.
وفي 11 يناير الماضي، وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، على تغيير القواعد للسماح بإنشاء صناديق تداول بيتكوين في الولايات المتحدة، وهي خطوة طال انتظارها ستمنح المستثمرين العاديين إمكانية الوصول إلى العملة المشفرة.
تأتي الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة بعد عام شهد إجراءات إنفاذ قانون كبيرة ضد شركات العملات المشفرة وقادة الصناعة، بما في ذلك إدانة مؤسس "FTX" سام باكمان فرايد وإجراءات متعددة ضد منصة بينانس ومؤسسها.
كما يأتي الارتفاع، وسط زيادة شهية المستثمرين نحو الاستثمارات عالية المخاطر، والتوقعات بخفض أسعار الفائدة على الدولار الأميركي خلال وقت لاحق من النصف الثاني 2024.
وظهرت تسعة صناديق بتكوين فورية متداولة في البورصة الأميركية، إذ تعد إمكانية الوصول إلى صناديق الاستثمار المتداولة أسهل وقانونية أكثر، فيما اجتذبت حتى الثلاثاء الماضي ما يزيد عن 9 مليارات دولار، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ.
تنصيف بتكوين
والسبب الرئيسي الثالث لصعود العملة المشفرة، يتمثل في تنصيف بتكوين "Bitcoin Halving"، وهي عملية تتم كل أربع سنوات، ومن المقرر أن تتم في أبريل المقبل.
والتنصيف، هو تخفيض قيمة العائدات لمعدني بتكوين، وهو ما سيقود إلى خفض كمية البتكوين التي يتلقاها المعدنون، والتي تتحقق من خلال المعاملات على blockchain.
وغالبا ما يُنظر إلى هذا الحدث على أنه دعم للأسعار بناء على حالات حصلت خلال السنوات الماضية، لأنه يقلل من معروض بتكوين المتاح للبيع في الأسواق.
توقعات متفائلة
ومطلع الشهر الجاري، أجرت شركة Finder المالية ومقرها المملكة المتحدة، مسحا شمل 40 متخصصا في سوق العملات المشفرة، توقع معظمهم ارتفاع بتكوين، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.
وبحسب المسح، فمن المتوقع أن تصل عملة بتكوين إلى مستوى قياسي جديد قدره 88000 دولار، بحلول منتصف العام الجاري، قبل أن تستقر عند 77000 دولار في نهاية 2024.
ووجدت أنه من المرجح أن يصل متوسط سعر بيتكوين إلى 87875 دولارا في 2024، ويتوقع عدد أقل من الخبراء أن يرتفع إلى 200 ألف دولار.
على الجانب الآخر، فإن متوسط أدنى سعر يمكن أن تصل إليه عملة بتكوين بحلول نهاية 2024، هو 35734 دولارا، حسبما ذكر التقرير.
وفوق ذلك، يتوقع المسح أن ترتفع العملة إلى 122688 دولارا في عام 2025 و366935 دولارا في عام 2030.