أظهر مسح، الأربعاء، أن تراجع أنشطة الشركات في منطقة اليورو تباطأ هذا الشهر، لكن التحسن في توقعات قطاع الصناعات التحويلية قابله انخفاض حاد في قطاع الخدمات المهيمن على المنطقة.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الصادر عن ستاندرد اند بورز جلوبال إلى 47.9 نقطة هذا الشهر من 47.6 في ديسمبر، وهو ما يقل قليلا عن نتائج استطلاع أجرته رويترز وتوقع أن يبلغ المؤشر مستوى 48 نقطة، لكنه ظل أقل من مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش للشهر الثامن.
وقال كريستوف ويل من "كومرتس بنك": "تؤكد بيانات اليوم وجهة نظرنا بأن الضعف الاقتصادي في منطقة اليورو سيستمر لفترة أطول من المتوقع من قبل غالبية الاقتصاديين والبنك المركزي الأوروبي".
ووفقًا لاستطلاع أجرته رويترز مؤخرًا، من المتوقع أن ينمو اقتصاد الاتحاد بنسبة 0.1 بالمئة هذا الربع.
وشهدت ألمانيا وفرنسا، أكبر اقتصادات الاتحاد، تحسنا في مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية، ولكن تدهورا في مؤشرات الخدمات الخاصة بهما.
كما شهدت شركات الخدمات البريطانية انتعاشا آخر في النمو هذا الشهر، مما يزيد من علامات التعافي المتواضع في الاقتصاد الراكد، على الرغم من أن المصانع المتعثرة تتعرض الآن لضربة من التأثير التضخمي للتوترات في البحر الأحمر.
وعطلت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر حركة الشحن، وانخفض مؤشر مواعيد التسليم أدى لتراجع مؤشر مديري المشتريات للمصانع في منطقة اليورو بشكل كبير وكان أقل من 50 للمرة الأولى منذ عام.
قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي يواجه خطر ارتفاع أسعار المستهلكين وتباطؤ النمو بسبب هذه الاضطرابات، على الرغم من أنه لم يشعر بعد بأثر اقتصادي.
التضخم
وكانت هناك أدلة على ارتفاع التضخم مرة أخرى مع ارتفاع مؤشرات أسعار المدخلات والمخرجات.
وارتفع مؤشر أسعار الإنتاج إلى 54.2 من 53.8، وهو أعلى مستوى له منذ مايو من العام الماضي.
ومن المرجح أن يخيب ذلك آمال صناع القرار في البنك المركزي الأوروبي الذين يحرصون على إعادة التضخم إلى هدفهم البالغ 2 بالمئة.
وقال برادلي سوندرز من كابيتال إيكونوميكس: "الضغوط التضخمية لا تزال مرتفعة للغاية. وهذا سيكون مصدر قلق لصانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي، الذين يركزون بشكل خاص على تضخم الخدمات كمقياس لضغوط الأسعار المحلية".
وانخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 48.4 من 48.8 في ديسمبر، مخالفا التوقعات في استطلاع أجرته رويترز لارتفاعه إلى 49.0.
ومع ذلك، تحسن التفاؤل بشأن العام المقبل وقفز مؤشر توقعات الأعمال إلى 59.8 من 58.3، وكان آخر ارتفاع في مايو.