حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الثلاثاء، من أن الاتحاد الأوروبي يجب أن "يضاعف جهوده"، لتجنب التأخر في السباق العالمي للذكاء الاصطناعي، الذي أصبح "الحدود الجديدة للقدرة التنافسية".

وقالت في كلمة ألقتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، "من يأتي أولاً يُخدَم أولاً، وقد بدأ السباق بالفعل: تعتمد قدرتنا التنافسية المستقبلية على دمج الذكاء الاصطناعي في أنشطتنا اليومية".

أخبار ذات صلة

مديرة صندوق النقد: الذكاء الاصطناعي قد يوفر "فرصا رائعة"
المناخ والفوضى والحرب.. ملفات تهيمن على أجندة دافوس 2024

وشددت على أن "الذكاء الاصطناعي قادر على تعزيز الإنتاجية بوتيرة لم تكن معروفة من قبل (...) هذه الحدود الجديدة للقدرة التنافسية. وأوروبا في وضع جيد يسمح لها بأن تصبح بطلة في الذكاء الاصطناعي الصناعي الذي يُستخدم لتحويل البنى التحتية الحيوية".

وفي حين تتصدر الولايات المتحدة والصين حتى الساعة المشهد على صعيد تطوير هذه التقنيات، قالت فون دير لايين "يجب على أوروبا مضاعفة جهودها وإظهار الطريق نحو الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي".

وقد وافق الاتحاد الأوروبي في ديسمبر بعد مفاوضات صعبة، على تشريع غير مسبوق على المستوى العالمي لتنظيم الذكاء الاصطناعي، بهدف تشجيع الإبداع مع الحد من الانتهاكات المحتملة لهذه التكنولوجيات.

وفي مواجهة تطوّر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأميركية (مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، و"بارد" من غوغل)، أبدت دول الاتحاد الأوروبي خشيتها من أن يؤدي التنظيم المفرط إلى القضاء على مشاريع الشركات الأوروبية في مهدها، ومن بينها "أليف ألفا" في ألمانيا و"ميسترال إيه آي" في فرنسا، من خلال جعل تطوير هذه التقنيات مكلفاً للغاية.

وينص النص النهائي على قواعد ملزمة للجميع، لضمان جودة البيانات المستخدمة في تطوير الخوارزميات والتحقق من أنها لا تنتهك حقوق المؤلف، وتعزيز القيود على الأنظمة المعنية الأكثر قوة في المجالات الحساسة.

بالنسبة لأورسولا فون دير لايين، فإن هذا التشريع "يؤسس مناخا من الثقة" من خلال التعامل بشكل منفصل مع المواقف "عالية الخطورة"، مثل تحديد الهوية البيومترية في الوقت الحقيقي، ما "يسمح بالابتكار في جميع المجالات الأخرى".

وقالت فون دير لايين، إن الاتحاد الأوروبي لديه "200 ألف مهندس من ذوي الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي"، وهو "تركيز أكبر من الولايات المتحدة أو الصين".

وأضافت أن الدول السبع والعشرين في الاتحاد تتمتع "بميزة تنافسية هائلة في البيانات الصناعية"، من خلال تقديم إمكانية "تدريب الأنظمة باستخدام بيانات ذات جودة لا مثيل لها".

وتابعت فون دير لايين قائلة "نريد الاستثمار في هذا المجال" وتعزيز وصول الشركات الأوروبية الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة في القارة، بالإضافة إلى "مساحات البيانات المشتركة بجميع لغات الاتحاد الأوروبي"، لكي يعمل الذكاء الاصطناعي "أيضاً لغير الناطقين باللغة الإنكليزية".

ملفات "ملتهبة" على طاولة أعمال منتدى دافوس 2024