أتمت الإمارات مفاوضات بشأن اتفاق "شراكة اقتصادية شاملة" مع جمهورية الكونجو، وهو ثاني اتفاق معلن مع دولة أفريقية خلال أسبوع واحد.
وأكد الدكتور ثاني الزيودي، أن دولة الإمارات تواصل توسيع قاعدة شركائها التجاريين حول العالم، مع التركيز على قارة إفريقيا باعتبارها واحدة من أهم المناطق الواعدة للنمو الاقتصادي.
وقال الوزير: "تمتلك الكونغو برازافيل اقتصاداً واعداً غنياً بالموارد الطبيعية، وتتمتع بموقع إستراتيجي في منطقة غرب وسط إفريقيا وتربط بين العديد من الدول ذات الاقتصادات والأسواق الحيوية، كما أن لدى الدولتين رغبة مشتركة في تحقيق نمو اقتصادي مستدام طويل الأجل، ويمكنهما العمل معاً لتحقيق هذا الهدف وتحسين نفاذ تجارتهما غير النفطية للأسواق الإقليمية والعالمية".
وأضاف الزيودي، أن التوصل إلى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والكونغو برازافيل، يعد محطة مهمة في علاقات الصداقة المتنامية بين البلدين، ويفتح مجالات واسعة لمجتمعي الأعمال في الجانبين لبناء شراكات طويلة الأجل واستكشاف الفرص التجارية والاستثمارية، حيث يمكن لدولة الإمارات أن تكون بوابة لصادرات الكونغو برازافيل نحو الأسواق الخليجية والعربية والإقليمية، وبالمثل يمكن أن تشكل الكونغو برازافيل بوابة لدولة الإمارات نحو أسواق وسط إفريقيا، بالإضافة إلى أن الاتفاقية ستفتح نافذة جديدة أمام الاستثمارات الإماراتية الباحثة عن فرص واعدة في القارة السمراء.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد والمالية، جان بابتيست أونداي: "ليس لدي أدنى شك في أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع دولة الإمارات، والتي أنجزنا اليوم محادثاتها بنجاح وتوصلنا إلى بنودها النهائية ستسهم بشكل كبير في جلب استثمارات جديدة لتوفير التمويل اللازم للعديد من المشاريع الواعدة في الكونغو برازافيل بما يحقق المصالح المتبادلة، بالإضافة إلى أنها ستحفز تدفقات التجارة غير النفطية بين الدولتين الصديقتين".
وتستهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات الكونغو برازافيل بعد إتمام المحادثات بنجاح وبالتالي إبرامها رسمياً ثم دخولها حيز التنفيذ لاحقاً إلى الإسهام في زيادة تدفقات التجارة غير النفطية بين الدولتين، والتي سجلت 2.1 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، بنمو 134 بالمئة مقارنة بالنصف الأول من عام 2022.
كما تستهدف تسهيل تدفق الاستثمارات بين البلدين، والتي تتوزع على عدد من القطاعات الحيوية.
وكانت الدولتان قد وقعتا في مارس الماضي على ثلاث اتفاقيات اقتصادية شملت:
- اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي.
- اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمار.
- اتفاقية للنقل الجوي.
وتقع الكونغو برازافيل المعروفة رسمياً باسم جمهورية الكونغو في غرب وسط إفريقيا، وتحدّها الغابون والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا، وتعد سادس أكبر منتج للنفط في إفريقيا.
وسجلت القيمة الإجمالية للتجارة غير النفطية بين الإمارات والكونغو برازافيل حوالي 2.2 مليار دولار في عام 2022، بنمو 5 بالمئة مقارنة بعام 2021 ونمو قدره 29 بالمئة، و26 بالمئة مقارنة بعامي 2020 و2019 على التوالي.
وبحسب بيانات عام 2022، تعد الكونغو برازافيل الشريك التجاري الثاني عشر لدولة الإمارات ضمن الدول الإفريقية غير العربية، حيث تبلغ حصتها حوالي 4 بالمئة من التجارة غير النفطية لدولة الإمارات مع هذه الدول، في حين كانت الإمارات خلال العام المذكور ثامن أكبر سوق لصادرات الكونغو برازافيل بحصة تبلغ 2 بالمئة من إجمالي صادراتها، وحلت الإمارات في المركز الثالث عشر كأكبر سوق لواردات الكونغو برازافيل بحصة بلغت 2 بالمئة.
وتبلغ حصة الإمارات نحو 72 بالمئة من التجارة غير النفطية للكونغو برازافيل مع الدول العربية.
وأبرمت الإمارات منذ عام 2021 مجموعة من اتفاقات التجارة والاستثمار والتعاون الثنائية، تسمى اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وقطاعات الاقتصاد.
واستكملت الإمارات الأسبوع الماضي بنجاح المحادثات من أجل التوصل لاتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع جمهورية موريشيوس، كانت الأولى من نوعها للإمارات مع دولة إفريقية.