قال الشريك لدى شركة "باين آند كومباني"، وسام ياسين، إن نحو 70 بالمئة من المديرين التنفيذيين بالشركات في الشرق الأوسط لديهم طموح ورغبة في تحقيق الاستدامة، وذلك بحسب استطلاع قامت به "باين آند كومباني" شمل نحو 100 رئيس تنفيذي لشركات بالمنطقة.

وأضاف ياسين في مقابلة مع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" على هامش مؤتمر الأطراف COP28، أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن نحو 3 بالمئة فقط من المديرين التنفيذيين يرون أنهم يسيرون على الطريق الصحيح لتحقيق الاستدامة، ما يعني وجود فجوة بين طموح الشركات، و سعي الشركات الفعلي لتحقيق الاستدامة.

"التغير المناخي والوصول للحياد المناخي سيكون أكبر تحول تكنولوجي واقتصادي في تاريخ البشرية، سيتطلب نحو 200 تريليون دولار  من الاستثمارات بحلول 2050، وهذه فرصة حقيقة للشركات ويجب الاستفادة منها"، بحسب ياسين، والذي أكد ضرورة تحويل طموحات الاستدامة إلى مبادرات فعلية قابلة للتحقيق على أرض الواقع، بما يشمل ممارسات مثل استخدام الطاقة المتجددة، زيادة كفاءة استخدام الطاقة، دراسة إمكانية استخدام أرصدة الكربون، وغيرها من الممارسات.

ويرى الشريك لدى شركة "باين آند كومباني" ضرورة العمل على زيادة الابتكار، وخلق حلول جديدة، إذ يرى ياسين أن الحلول الموجودة حاليا قد لا تكون كافية لتحقيق الحياد المناخي.

ياسين: المنطقة العربية من أكثر المناطق تأثرا بتغير المناخ

تحديات في طريق الاستدامة

قال وسام ياسين إن الشركات التي تعمل على تحقيق الاستدامة تواجه تحديات يمكن تلخيصها في 3 نقاط رئيسة، أولها إدراك كيفية استفادة الشركة من تحقيق الاستدامة بشكل اقتصادي.

وكمثال، أوضح ياسين أن تخفيف استهلاك الطاقة يساعد في الحلول البيئية، كما يساهم في تحسين الجانب المالي للشركة.

النقطة الثانية، وفق ياسين، هي أن تحقيق الاستدامة أمر قد يتجاوز الحدود الداخلية لبعض الشركات، وقد يمتد في بعض الأحيان إلى عمليات سلاسل التوريد التي تعتمد عليها الشركة.   

ويرى ياسين أن الحل لهذا التحدي يكمن في التأثير على الشركات الأخرى المشتركة في سلاسل الإمداد، ودفعها نحو تحقيق الاستدامة من خلال تقديم حلول تُغري الشركات لتبني نهج الاستدامة لما له من فوائد ستنعكس على الجميع.

أما النقطة الثالثة، هي قدرة الشركات داخليا على بناء القدرات اللازمة لتحقيق الاستدامة.

وأوضح ياسين أن تحقيق الاستدامة للشركات يجب أن يكون عملا جماعيا يشمل كافة فرق العمل بالشركة الواحدة، وبالتالي فبناء قدرات الاستدامة يجب أن يشمل كافة فرق وقطاعات الشركة.

"تحقيق الاستدامة ليس أمرا سهلا، ولكن البديل لعدم تحقيقها سيكون فقدان الشركة لتنافسيتها وفقدان حصتها السوقية، وأخيرا أن تختفي بالكامل إذا لم تدرك أن المسألة تتعلق بالبقاء"، بحسب قول ياسين.

المنطقة ستتأثر من التغير المناخي

قال ياسين إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستكون من أكثر الدول تأثرا بظاهرة التغير المناخي، وبالتالي فإن المنطقة يجب أن تكون في ريادة العمل لحل الأزمة المناخية.

وأوضح أن 60 بالمئة من الدول العربية بدأت تساهم بالفعل في العمل المناخي من خلال وضع مستهدفات للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

ياسين: التوجه نحو تحقيق الاستدامة يسير بطريقة بطيئة بالمنطقة