حققت منصة "ديزني بلاس" انتعاشاً هذا الصيف مع استقطابها سبعة ملايين مشترك جديد منذ نهاية يونيو، فيما تراهن شركة الترفيه العملاقة على المحتوى ذي الجودة العالية وخفض تكاليفها لجعل نشاطها المرتبط بالبث التدفقي مربحاً.
وبعد ثلاثة أرباع متتالية، شهدت تراجعاً في أعداد المشتركين، طمأنت "ديزني بلاس" المستثمرين من خلال هذه المكاسب التي فاقت التوقعات.
وباتت المنصة تضم 112,6 مليون مشترك، من دون احتساب النسخة الهندية من الخدمة (المسؤولة بشكل رئيسي عن الانخفاض)، بحسب بيان النتائج الفصلية الصادر عن المجموعة في كاليفورنيا الأربعاء.
كما خفضت منصات البث التدفقي الثلاث التابعة للمجموعة ("ديزني بلاس" و"إي اس بي ان بلاس" و"هولو") بشكل كبير خسائرها التشغيلية على مدار عام واحد، إلى 420 مليون دولار للفترة من يوليو إلى سبتمبر، بدلا من 1,47 مليار دولار في صيف 2022.
وأكد رئيس الشركة بوب أيغر خلال مؤتمر مع المحللين الأربعاء، أن "تحويل خدمات البث التدفقي إلى محرك نمو مربح" يشكل أولوية لديه.
وفي العام الماضي، أكدت الشركة أن "ديزني بلاس" ستحقق الربحية في عام 2024.
وأشاد رئيس الشركة بـ"الجهود" التي تبذلها ديزني على صعيد إعادة الهيكلة والكفاءة. وقال "نسير على الطريق الصحيح لتحقيق تخفيضات في التكاليف بنحو 7,5 مليارات دولار، أي أكثر من المتوقع بمقدار مليارَي دولار".
وقد استغنت ديزني بالفعل عن 8000 وظيفة.
كما أدى الإضراب التاريخي في هوليوود، الذي شل الإنتاج لأشهر، إلى تحقيق وفورات.
من ناحية المحتوى، وعد بوب أيغر ببرمجة "متوازنة تجمع بين تتمات لأعمال مشهورة جدًا ومسلسلات وأفلام أصلية جديدة عالية الجودة، بدءًا من ويش"، وهو فيلم رسوم متحركة يبدأ عرضه في الصالات السينمائية في نوفمبر.
نقص في "النوعية
وقال أيغر: "مع بدء الجائحة، كنا بصدد زيادة إنتاجنا بشكل كبير. لطالما كنت أعتبر أن الكمية يمكن أن تؤثر سلباً على النوعية، وأعتقد أن هذا بالضبط ما حدث".
وأضاف: "نخفض جميعنا النفقات، بما يشملني أنا لتقليل الإنتاج والتركيز أكثر على النوعية".
كما تعول ديزني على تنويع مصادر الدخل، إذ استقطبت نحو 5,2 مليون مشترك في الصيغة التي تتضمن إعلانات منذ إطلاقها قبل عام تقريبا، وعلى سياسة أكثر صرامة في ما يتعلق بمشاركة كلمات المرور بين المستخدمين.
وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها لدى نتفليكس، لكنها لن تؤتي ثمارها "قبل 2025" في ديزني، بحسب تقديرات رئيس الشركة.
وتعوّل ديزني أيضاً على عرض جديد يجمع بين "ديزني بلاس" ومحتويات من منصة "هولو" في الولايات المتحدة لتحسين هوامشها في مجال البث التدفقي. وشدد أيغر على أن هذا "سيقلل من تكاليف اكتساب العملاء ويقلل عدد إلغاء الاشتراكات".
وأعلنت شركة ديزني، المساهم الأكبر في منصة هولو التي تضم محتويات موجهة أكثر للبالغين، الأسبوع الماضي عن شراء الحصة التي كانت تفتقر إليها (ثلث الشركة مقابل 8,6 مليار دولار) من شركة "ان بي سي يونيفرسال" التابعة لمجموعة "كومكاست".
ومع ذلك، يتوقع المحلل لدى "إنسايدر إنتلجنس" بول فيرنا حدوث "توترات محتملة مع كومكاست" بشأن السعر الذي تم التفاوض عليه قبل خمس سنوات.