ارتفعت السيولة النقدية "الكاش" لشركة التابعة للملياردير الأميركي وارن بافيت، بيركشاير هاثاواي، إلى مستوى قياسي جديد بلغ 157.2 مليار دولار، مدعومة بأسعار الفائدة المرتفعة وندرة الصفقات المغرية، التي يمكن للمستثمر الملياردير وارن بافيت أن يستثمر أمواله فيها.
قالت الشركة التي يقع مقرها في أوماها بولاية نبراسكا، السبت إن الادخار – الذي احتفظت به بيركشاير إلى حد كبير في سندات الخزانة قصيرة الأجل – وصل إلى أعلى مستوى له منذ الربع الثالث من عام 2021.
في سياق متصل، أعلنت المجموعة عن أرباح تشغيلية بلغت 10.76 مليار دولار خلال الربع الثالث المنتهي في 30 سبتمبر الماضي، فيما يمثل قفزة بنحو 40 بالمئة بالمقارنة مع العام السابق، حيث استفادت من تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على الاحتياطيات النقدية.
على الرغم من تكثيف آلة الاستحواذ في بيركشاير في السنوات الأخيرة، إلا أن الشركة لا تزال تكافح من أجل العثور على العديد من الصفقات الكبيرة التي عززت من شهرة وارن بافيت في السنوات الماضية، مما ترك له أموالا أكثر مما يستطيع إعادة استثمارها بسرعة.
بعد التراجع أثناء وباء كورونا، قام بافيت منذ ذلك الحين بشراء أسهم في شركة أوكسيدنتال بتروليوم وأبرم صفقة بقيمة 11.6 مليار دولار لشراء شركة Alleghany Corp. كما اعتمد بافيت بشدة على إعادة شراء الأسهم وسط ندرة البدائل الجذابة، قائلاً إن هذه الإجراءات تفيد المساهمين. ولم يؤدِ قلة الصفقات إلى إضعاف حماس المستثمرين اتجاه الشركة.
وصلت أسهم الشركة من الفئة B إلى مستوى قياسي في سبتمبر حيث سعى المستثمرون إلى مجموعة متنوعة من أعمالها كتحوط ضد تدهور الظروف الاقتصادية. وعلى الرغم من أن الأسهم قلصت بعض هذه المكاسب، إلا أنها ما زالت مرتفعة بنسبة 14 بالمئة تقريبًا للعام بأكمله.
واستثمرت الشركة أيضًا 1.1 مليار دولار على عمليات إعادة شراء أسهمها في هذه الفترة، ليصل إجمالي الأشهر التسعة الأولى من العام إلى حوالي 7 مليارات دولار.
تعمل الشركة وتستثمر في جميع قطاعات الاقتصاد الأميركي، وتمتلك شركات بما في ذلك Geico وBNSF وDiry Queen وSee’s Candies، مما يعني أن المستثمرين ينظرون إلى الشركة كواجهة على الصحة الاقتصادية الأوسع.
وقالت بيركشاير إن شركات التأمين التابعة لها حققت أرباحًا قدرها 2.42 مليار دولار، مقابل خسارة في الفترة نفسها من العام السابق، عندما كانت صناعة التأمين تتعرض للكوارث.
كما سجلت وحدة Geico التابعة للشركة، والتي عانت من عدم الربحية طوال عام 2022، أرباحًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث قلصت نفقات الإعلان بنسبة 54 بالمئة منذ بداية العام حتى الآن. ومع ذلك، انخفضت أرباح BNSF، عمليات السكك الحديدية، بنسبة 15 بالمئة وسط انخفاض أحجام الشحن وارتفاع تكاليف التشغيل غير المتعلقة بالوقود.
سجلت شركة بيركشاير أرباحا تشغيلية أقوى على الرغم من تحذير بافيت في اجتماعه السنوي في أوماها في مايو الماضي من أن الأرباح في غالبية وحداتها التشغيلية يمكن أن تنخفض هذا العام، مع اقتراب "فترة لا تصدق" بالنسبة للاقتصاد الأميركي من النهاية.
ومع ذلك، فإن الوتيرة القوية التي اتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة ساعدت الشركة على جني عائد أكبر على الأموال النقدية التي تخزنها في المقام الأول في سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل.