تستعد مراكش المغربية، لاستضافة اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، الأسبوع المقبل، والتي تحضرها النخبة المالية العالمية، وذلك بعد شهر من الزلزال المميت الذي وقع الشهر الماضي.
وعلى مقربة من مقر الاجتماعات في المدينة، حيث الأضرار الناجمة عن الزلازل أقل حدة، جرى بالفعل ترميم سور البلدة القديمة وتغطية مئذنة سقطت وإزالة الأنقاض وتشذيب المروج وزراعة الزهور.
لكن في جبال الأطلس الكبير حيث قُتل معظم ضحايا الزلزال وعددهم زهاء ثلاثة آلاف، يعيش قرويون في خيام، دون أن يتسنى سوى لقليلين منهم إيجاد حمامات أو مراحيض تعمل، على مساعدات حكومية بينما يحاولون مواصلة حياتهم التي قلبها الزلزال رأسا على عقب.
ووعدت السلطات بتعويض ضحايا الزلزال بما يتضمن دفع راتب شهري قدره 250 دولارا لكل أسرة وآلاف الدولارات لإعادة بناء المنازل المدمرة. وتوزع خياما وبطانيات وتنشئ مستشفيات ميدانية وتزيل الأنقاض.
وتعتزم الحكومة استثمار 12 مليار دولار في إعادة الإعمار والبنية التحتية على مدى خمس سنوات في المنطقة التي دمرها الزلزال. ووافق صندوق النقد الأسبوع الماضي على قرض بقيمة 1.32 مليار دولار، طُلب قبل الزلزال، للحماية من الكوارث المتعلقة بالمناخ.
عودة السياحة
من المتوقع أن يحضر أكثر من عشرة آلاف شخص اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بناء على طلب مباشر من الحكومة المغربية، وقالت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك إن الرباط أعطت ضمانات بأن المؤتمر لن يعطل أعمال الإغاثة.
وكان من المقرر عقد الاجتماع السنوي في مراكش قبل وقت طويل من وقوع الزلزال، ومن المتوقع أن يتناول القضايا العالمية لا سيما تخفيف عبء الديون عن كاهل البلدان الفقيرة والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن النزاعات بين الولايات المتحدة والصين.
ويُنظر إلى الاجتماع الآن على أنه مهم لجذب السياح إلى المغرب، ودعم قطاع حيوي لمراكش الخلابة والمناطق المحيطة بها التي ضربها الزلزال.
وفي ساحة جامع الفنا الشهيرة بالمدينة، حيث يحتشد السكان المحليون والسياح أمام فناني الشوارع وأكشاك السوق للاستمتاع بالأكل المحلي وحلقات الموسيقى، قال حميد بنعدي من محل للعصائر إنه يأمل أن تساعد الاجتماعات في إعادة الزوار
وأضاف "كان العمل بطيئا بعض الشيء ولكن الآن والحمد لله بدأت الحياة الطبيعية تستأنف تدريجيا".
وتم الإعلان عن سعر الإقامة لليلة واحدة في غرفة نوم مزدوجة بفندق المأمونية التاريخي في مراكش خلال اجتماعات صندوق النقد هذا الأسبوع بمبلغ 20 ألف درهم مغربي (1900 دولار).