قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر الأطراف "COP28"، عدنان أمين، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن التركيز على الحلول والنتائج وتحقيق الأهداف، سيكون هو الأولوية الرئيسية للنسخة الحالية من مؤتمر الأطراف الذي سيعقد هذا العام في الإمارات، حتى يكون "نقطة فارقة" في العمل المناخي.
"حتى الآن، عقد 27 مؤتمر COP، والقادم سيكون رقم 28، وفي كل دورة كان هناك شكل من أشكال التقدم التدريجي، لكن في الوقت نفسه تفاقمت أزمة التغير المناخي بسرعة قياسية، وعلى نطاق واسع جداً، لذلك يمكن القول إن مسار مؤتمرات الأطراف حول المناخ لم تتمكن من مواكبة التغيرات المتسارعة للمناخ، ولم تقدم حلولاً للمشكلات المستعصية، التي جلبتها هذه التغيرات"، بحسب ما قاله أمين.
الرئيس التنفيذي للنسخة الحالية من مؤتمر الأطراف، قال: "نريد من مؤتمر COP28 في الإمارات أن يكون نقطة فارقة، وأن يكون مؤتمراً مميزاً، يركز على الحلول والنتائج، وألا يكون على غرار المؤتمرات السابقة، بل يخلق ديناميكية جديدة تتيح اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة التغير المناخي، قائمة على إطار استثماري جديد، ندرك فيه يقيناً أن الاستثمار في مناخ المستقبل سيكون هو السبيل لتحقيق نمونا الاقتصادي".
ومن المقرر أن تعقد قمة "COP28" في دبي بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر.
الرئيس التنفيذي لـ"COP28"، قال في المقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن المؤتمر سيركز على عدد من المجالات، أولها نجاح انتقال الطاقة، وتقليص الانبعاثات الكربونية، وكذلك إصلاح آلية تمويل المشاريع التي تستهدف مواجهة التغير المناخي، وأيضا إصلاح المؤسسات الدولية المالية
لتوفير التمويل للمشاريع المناخية.
قطاع النفط والغاز
قال الرئيس التنفيذي لـ"COP28"، إن قطاع النفط والغاز جزء من مشكلة التغير المناخي في العالم، وبالتالي لا يمكن أن يتم التوصل لحل فعال من دون إشراكه في عملية تحول الطاقة.
"قطاع صناعة النفط والغاز حول العالم بدأ يدرك أنه يجب أن يكون جزءاً من حلول مواجهة التغير المناخي وليس جزءاً من المشكلة... ما نحن بصدد فعله هو الانخراط مع أقطاب صناعة النفط والغاز.. يجب أن يشاركوا في النقاشات، وينبغي أن يكونوا تقدميين، وأن يكونوا مُدركين لمسؤولياتهم ومستعدين لتحملها"، بحسب ما قاله أمين.
وأضاف أمين: "ما نريد فعله في مؤتمر الأطراف هو إيجاد بيئة من هذا النوع حيث يمكننا بدء نقاشات بناءة وجعل قطاع النفط والغاز يتعهد بالتزاماته ليفي بها.. فهذا سيفضي حتماً إلى تحريك عجلة التحول إلى انبعاثات أقل، بوتيرة أسرع بكثير من الوتيرة التي دَأَبْنَا عليها حتى الآن".
وأشار الرئيس التنفيذي لـ"COP28"، إلى ضرورة التصرف بمسؤولية فيما يتعلق بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، لصالح مصادر الطاقة المتجددة، مستنكرا الدعوات التي تطالب بوقف الاستثمار في الوقود الأحفوري أو التخلص منه فورا، لما لذلك من تأثير سيئ على الاقتصاد العالمي والأضرار التي قد يلحقها بالفئات الأضعف والأفقر حول العالم.
"علينا التصرف بمسؤولية حتى ندير جيداً مسألة الخفض التدريجي للوقود الأحفوري.. أرى أن هذا الخفض التدريجي سيكون أمراً حتمياً سيتحقق لا محالة.. فظروف الأسواق والتطورات التكنولوجية تتحرك في هذا الاتجاه... والسؤال المطروح هو ما مدى سرعة تحقق ذلك؟" بحسب ما قاله أمين.
وأضاف: "علينا إذن أن نتحرك بوتيرة سريعة، مع مواصلتنا بناء نظام طاقة المستقبل، وأعتقد أن إحدى نتائج مؤتمر الأطراف المحتملة هي رؤية فاعلين كُثُر سيلتزمون بمبدأ الخفض التدريجي للوقود الأحفوري.. وكل ما علينا فعله هو التأكد من أن هذا الخفض سيُدار جيداً وبعناية ومسؤولية وبشكل عملي، لكن على نحو سريع في الوقت ذاته".
يذكر أن الرئيس المعين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، الدكتور سلطان الجابر، أعلن الاثنين، خلال معرض ومؤتمر "أديبك" في أبوظبي، أن أكثر من 20 شركة تعمل في مجال النفط والغاز تدعم دعواته للحد من انبعاثات الكربون قبل قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وحث الجابر، قطاع الطاقة على الانضمام إلى المعركة ضد تغير المناخ.
تمويل المشاريع المناخية
قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر الأطراف "COP28"، إن التمويل بمثابة جوهر الحل لمسألة التغير المناخي، وإن عدم وفاء الدول المتقدمة بالوعود التي قدمتها في المؤتمرات السابقة حيال توفير التمويل خلق حالة من عدم الثقة في نقاشات مكافحة تغير المناخ.
"إذا أردنا تحقيق نتائج إيجابية في المفاوضات المناخية علينا استعادة هذه الثقة المفقودة وهذا يبدأ أولا بضرورة إقدام الدول المتقدمة على تقديم الدليل بأنها بلغت هدف 100 مليار دولار في التمويل المناخي سنوياً"، بحسب ما قاله أمين.
وأضاف أمين: "التمويل المناخي ينبغي أن يكون مُتوافراً بتكلفة معقولة ومُتاحاً حتى يسهل الوصول إليه، لذلك نحن نعمل على الدفع باتجاه إصلاح المؤسسات المالية الدولية حتى تتيح التمويل الميسر على نطاق واسع، وهذا أمر مهم لأنه يسمح لرؤوس الأموال الخاصة بالتدفق على نطاق أوسع بكثير في العمل المناخي".
استضافة الإمارات لـCOP28
وبخصوص الانتقادات التي وجهت إلى دولة الإمارات لكونها المستضيف لهذه الاجتماعات، عزا الرئيس التنفيذي لمؤتمر الأطراف COP28، ذلك إلى نظرة البعض إلى دولة الإمارات على أنها دولة نفطية فقط، في حين أن الإمارات أصبحت تمتلك اقتصادا متنوعا للغاية، بحيث لم يعد يشكل النفط سوى 30 بالمئة فقط من الناتج المحلي لدولة الإمارات، في حين أن 70 بالمئة من الناتج هو اقتصاد غير نفطي.
وأشار إلى أن رد رئاسة الأطراف على هذه الانتقادات كان من خلال العمل والتركيز على إزالة الانبعاثات وتحول الطاقة والتمويل وإنقاذ الأرواح من خلال العمل مع جميع الأطراف ذات العلاقة لضمان أن يكون هذا المؤتمر مؤتمر الحلول والإجراءات الملموسة.
واختتم أمين لقاءه مع سكاي نيوز عربية، قائلا: "التزامنا هو أن هذه القمة ستكون القمة التي ستغير الاتجاه، كما ستكون قمة التغيير، هذه هي القمة التي يجب أن تشارك فيها، وهي قمة شاملة ستوفر حلولا، وندعو جميع دول العالم لأن تأتي في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر للمشاركة في هذه القمة لأن هذه القمة صُممت لصياغة مستقبل أفضل لنا جميعا".