ناشد الصليب الأحمر، الثلاثاء، جمع أكثر من 100 مليون دولار لتقديم المساعدة التي يحتاجها المغرب بشدة، بعد أيام من زلزال قوي أودى بحياة أكثر من 2800 شخص.
وقالت كارولين هولت، مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، "نسعى للحصول على 100 مليون فرنك سويسري (112 مليون دولار) حتى نتمكن من تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت، والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية".
وأضافت أنّ الأموال مطلوبة من أجل "الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة والمأوى والاحتياجات الأساسية". وتابعت "نحن بحاجة للتأكد من أننا نتجنّب موجة ثانية من الكوارث".
في هذه الأثناء، واصلت فرق البحث والإنقاذ من داخل المغرب وخارجه الثلاثاء، أعمال الحفر بين أنقاض المنازل المبنية من الطوب، على أمل العثور على علامات حياة، في سباق مع الزمن.
وكان زلزال الجمعة الذي بلغت قوته 6,8 درجة الأكثر دموية الذي يضرب الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ زلزال العام 1960، والذي دمّر مدينة أغادير على ساحل المحيط الأطلسي، ممّا أسفر عن مقتل ما بين 12 ألف و15 ألف شخص.
ولقي ما لا يقل عن 2862 شخصاً حتفهم وأصيب أكثر من 2500 آخرين في المأساة الأخيرة، وفقاً لحصيلة رسمية صدرت في وقت متأخر الاثنين.
وأذِن المغرب لفرق الإنقاذ من بريطانيا وقطر وإسبانيا والإمارات بتقديم المساعدة له.
ودافعت هولت الثلاثاء عن الوتيرة البطيئة التي تستقبل فيها المملكة مزيداً من المساعدات الدولية.
وأشارت إلى أنّ "هذا حدث ساحق.. كان من شأنه أن يربك العديد من المجتمعات".
وأضافت أنّ "التنسيق والدراسة المتأنّية في هذه اللحظة أمر أساسي".
كذلك، أكدت أنّ "(الأمر) معقّد للغاية للوصول إلى هذه المناطق التي يصعب الوصول إليها، وما زالت الاحتياجات تتزايد".
وقالت "لذلك أعتقد أن الحكومة المغربية تتخذ خطوات حذرة في ما يتعلق بالانفتاح وقبول عروض الدعم الثنائية... (وتركّز) على نافذة البحث والإنقاذ قبل أن تغلق هذه النافذة للأسف، وهو ما سيتمّ بالتأكيد في الساعات المقبلة".
وكانت تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، قد توقعت أن المغرب يواجه خسائر محتملة تصل إلى 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي إثر الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق متفرقة من البلاد، ومن المرجح أن تتراوح الخسائر بين مليار دولار و10 مليارات دولار، وفقا للأرقام التي أعلنت عليها هذه الهيئة.
وأدى الزلزال القوي إلى تدمير مبان ودفع سكانا بمدن كبرى إلى ترك منازلهم في أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من ستة عقود.
وألحق الزلزال أضرارا بمبان في مراكش، أقرب مدينة كبيرة إلى مركز الزلزال، حيث أمضى السكان ليلتهم في العراء، خائفين من العودة إلى منازلهم.
وسقطت مئذنة مسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.