محت الأسهم العالمية حوالي 3 تريليونات دولار من قيمتها السوقية خلال الثلاثة أسابيع المنتهية في الحادي والعشرين من أغسطس الجاري، متجهة نحو تسجيل أسوأ أداء شهري في حوالي عام، بضغط من ضعف البيانات الاقتصادية الصينية والتي جاءت مخيبة للتوقعات، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع تكاليف الاقتراض الأميركية على معنويات المستثمرين.
ووفقًا لبيانات "ريفينيتف" التي حللتها المنصة الاستثمارية "إيه جيه بيل" ونقلتها "فاينانشال تايمز"، فقد مؤشر الأسهم الأميركية "إس أند بي 500" والأوروبي "ستوكس 600" والصيني "سي إس آي 300" معًا حوالي 2.8 تريليون دولار أو حوالي 5 بالمئة من قيمها الإجمالية خلال الثلاثة أسابيع المنتهية في الحادي والعشرين من أغسطس.
وعلى الرغم من ارتداد مؤشر الأسهم العالمية "إم إس سي آي" فإنه يتجه نحو تسجيل أسوأ أداء شهري منذ سبتمبر الماضي.
وكانت أسهم قطاع التكنولوجيا من أكبر الخاسرين في بورصة وول ستريت خلال أغسطس الجاري، وخسرت أسهم آبل 10 بالمئة في أول 3 أسابيع من أغسطس فيما خسرت تسلا 13 بالمئة.
وتكبد مؤشر ناسداك المركب أطول سلسلة خسائر أسبوعية، 3 أسابيع على التوالي، للمرة الأولى منذ ديسمبر الماضي.
يذكر أن قطاع الطاقة الأميركي هو الوحيد الذي ارتفع في شهر أغسطس حتى الآن.
وتأتى التراجعات وسط توقعات ببقاء الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول ومخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني.
ويأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع عوائد السندات العالمية في الأسابيع الأخيرة، إذ قفز عائد السندات الأميركية لأجل عشر سنوات هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياته في 16 عامًا، وصعد عائد نظيرتها اليابانية إلى أعلى مستوى في أكثر من 9 سنوات.
والعام الماضي، كان شهر أغسطس هو الأضعف أداء في 7 أعوام، وعانت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في بورصة وول ستريت أكبر انخفاضات من حيث النسبة المئوية منذ عام 2015.
تاريخيا خلال شهر أغسطس، كان أداء مؤشر داو جونز الصناعي، على مدار 90 عامًا منذ بدء التداول عليه (من عام 1896 حتى عام 1986)، في المتوسط أفضل بأربع مرات مقارنة بالأشهر الأخرى، حيث تفوق شهر أغسطس على متوسط الأشهر الأخرى بنسبة 1.4 نقطة مئوية. لكن في السنوات التي تلت العام 1986، كان شهر أغسطس هو أسوأ شهر بالنسبة لسوق الأوراق المالية، متخلفا عن أداء السوق في متوسط الأشهر الأخرى بنسبة 1.7 نقطة مئوية. في الواقع، منذ عام 1986، كان الأداء في شهر أغسطس أسوأ بالنسبة لسوق الأوراق المالية حتى مقارنة بشهر سبتمبر، الذي اشتهر على نطاق واسع بسمعته بأنه الشهر الأكثر تخارجا والأعلى خسارة على مدار العام.