تعرضت الأسواق الآسيوية لعاصفة قوية، بعد أن تقدمت مجموعة إيفرغراند الصينية العملاقة للتطوير العقاري بطلب للحصول على الحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة، وفق ما جاء في وثائق قضائية، في إجراء يهدف إلى حماية أصولها في هذا البلد بانتظار التوصل إلى اتفاق لإعادة هيكلة ديونها الطائلة.

ودخل مؤشر هانغ سانغ في هونغ كونغ الجمعة في منطقة السوق الهابطة، ليغلق منخفضة بأكثر من 2 بالمئة، ويفقد أكثر من 21 بالمئة من أعلى مستوياته منذ بداية العام، بعد أن أعلنت شركة العقارات الصينية بطلب الحماية من الإفلاس في محكمة أميركية.

وهبطت أغلب أسواق آسيا والمحيط الهادئ الجمعة إذ قام المستثمرون بتقييم بيانات التضخم اليابانية لشهر يوليو والضربات الجديدة على قطاع العقارات في الصين.

مؤشر نيكي 225 الياباني تراجع عند الإغلاق بنسبة 0.55 بالمئة عند 31450.76، ليسجل 4 جلسات من الخسائر في الجلسات الخمس الماضية، بينما أغلق مؤشر توبكس منخفضًا 0.7٪ بالمئة عند 2237.29 بعد صدور قراءة التضخم.

وتكبد المؤشر نيكي الياباني، أكبر خسارة أسبوعية في ثمانية أشهر.

أخبار ذات صلة

أسبوع عاصف للأسهم الأميركية مع ارتفاع الفائدة ومخاوف الصين
تصعيد جديد.. أميركا تشدد ضوابط تصدير هذه المواد إلى الصين

من الريادة إلى الإفلاس

مجموعة إيفرغراند التي كانت في الماضي أهم مطوّر عقارات في الصين تواجه صعوبات في 2021 نتيجة ديون هائلة تخطت 300 مليار دولار، بعدما عززت السلطات الصينية تدابيرها لضبط القطاع العقاري.

وتحولت الشركة العملاقة إلى رمز للأزمة الحادة التي يعانيها القطاع العقاري في الصين حيث يساهم بشكل كبير في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بينما يخشى كثيرون من أنه قد ينعكس على الوضع الاقتصادي الدولي.

تأثّرت العديد من كبرى شركات التطوير العقاري بتلك الأحداث في ظل فشلها في استكمال مشاريع سكنية، ما أدى إلى اندلاع تظاهرات ورفض بعض أصحاب الأملاك تسديد قروضهم.

وفي آخر طلب تم رفعه في نيويورك، تقدّمت "تيانجي القابضة" و "سينري جرني" Scenery Journey اللتان تعد إيفرغراند الشركة القابضة النهائية بالنسبة لهما، بطلب حماية تحت الفصل 15 الذي يوفر آليات لتسوية عدم الملاءة في الحالات التي تطال أكثر من دولة.

وتعمل المجموعة منذ أشهر على خطة لإعادة هيكلة ديونها في الخارج وقدمت اقتراحا بهذا الصدد في وقت سابق هذه السنة.

تعطي الخطة للدائنين خيار استبدال ديونهم بسندات جديدة تصدرها الشركة وأسهم في فرعين هما "مجموعة إيرفغراند لخدمات العقارات" Evergrande Property Services Group و"مجموعة إيفرغراند لمركبات الطاقة الجديدة" Evergrande New Energy Vehicle Group.

أخبار ذات صلة

أسهم أوروبا في طريقها لخسارة أسبوعية متأثرة بالصين والفائدة
نيكي الياباني يتكبد أكبر خسارة أسبوعية في 8 أشهر بسبب الصين

تخلّفت إيفرغراند عن سداد سنداتها في 2021، ما أثار مخاوف من إمكانية انتقال العدوى.

وأشارت آخر وثائق صادرة عن المحكمة إلى إجراءات إعادة هيكلة في هونغ كونغ.

وقال مدير الأبحاث لدى "معهد الأبحاث والتطوير إي هاوس تشاينا" يان يوجين لفرانس برس إن مساعي إيفرغراند "توازي البحث عن وسيلة أفضل لإعادة هيكلة ديونها".

وأضاف "الواقع أن نشاط إيفرغراند التجاري ما زال متواصلا بكل تأكيد. في نهاية المطاف، لديها مسؤولية هائلة تتمثّل بضمان تسليم المنازل التي تم بيعها سلفا".

إجراءات لدعم القطاع

أعلنت إيفرغراند في يوليو خسائر صافية تزيد عن 113 مليار دولار للسنتين 2021 و2022.

وبلغت استحقاقات المجموعة حوالى 340 مليار دولار أواخر العام 2022، مع قروض قدرها 85 مليار دولار. بلغ مجموع الأموال النقدية التي كانت متوفرّة لدى الشركة حينذاك حوالى ملياري دولار.

أطلقت إصلاحات صينية مرتبطة بالسكن أواخر التسعينات العنان لازدهار قطاع العقارات، خصوصا بفضل التقاليد الاجتماعية التي تعتبر امتلاك عقار شرطا للزواج.

لكن بكين باتت في السنوات الأخيرة تعتبر الديون الضخمة المتراكمة على كبرى شركات القطاع مصدر خطر غير مقبول بالنسبة لنظام الدولة المالي وسلامتها الاقتصادية بالمجمل.

وفي مسعى لتخفيف مديونية القطاع، شددت السلطات منذ العام 2020 بشكل تدريجي شروط حصول المطورين على القروض، ما أدى إلى تجفيف مصادر تمويل الشركات المديونة أساسا.

أعقب ذلك إعلان عدة شركات، لا سيما إيفرغراند، تخلفها عن السداد، ما قوّض ثقة المستثمرين وانعكس سلبا على القطاع.

وتواجه شركة عقارات صينية عملاقة أخرى هي كانتري غاردن الآن خطر التخلف عن السداد الشهر المقبل بعدما أشارت الشركة إلى "ضبابية كبيرة في سداد سندات".

سعت بكين مؤخرا إلى دعم القطاع عبر خفض أسعار الرهن العقاري وتخفيف الضوابط وتقديم المزيد من القروض للمطوّرين.