استطاعت الصين في وقت قصير الاستحواذ على أكثر من 31 بالمئة من عقود البنية التحتية في إفريقيا بعد أن كانت هذه العقود في جعبة الولايات المتحدة وأوروبا في تسعينات القرن الماضي.

وقال تقرير نشرته صحيفة "ساوث تشينا بوست مورنينج" الصينية، الأحد، إنه في التسعينيات فازت الشركات الغربية بنحو 8 عقود من أصل 10 لبناء البنية التحتية في إفريقيا.

أجهزتنا بين الصين.. الديمقراطيين والجمهوريين

 

وسلط التقرير الضوء على الخطوات التي اتخذتها الصين لقنص هذه الاستثمارات من أوروبا وأمريكا قائلا:

  • الولايات المتحدة وأوروبا كانتا تستحوذان على 85 بالمئة من استثمارات البنية التحتية في تسعينيات القرن الماضي في إفريقيا.
  • بدأ ذلك يتغير حين اتبعت الصين استراتيجية "الخروج"، وتعني تشجيع الشركات الصينية على المغامرة في الخارج؛ بحثًا عن الأسواق والمواد الخام.
  • بحلول عام 2013 عندما أصبح شي جين بينغ رئيسًا للصين كانت الشركات الغربية تدير 37 بالمئة من مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، والصين تدير 12 بالمئة.
  • الآن استحوذت الشركات الصينية على 31 بالمئة من عقود البنية التحتية مقارنة بنسبة 12 بالمئة للشركات الغربية.
  • الشركات الصينية قامت ببناء مشاريع بمليارات الدولارات في جميع أنحاء القارة، تضمنت موانئ وسكك حديدية وطرق سريعة وجسور وسدود كهرومائية في إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها بكين.
  • مشروعات البنية التحتية الصينية في دول إفريقيا جنوب الصحراء بلغ إجماليها 155 مليار دولار على مدار العامين الماضيين.
  • الصين هي أيضًا أكبر شريك تجاري لإفريقيا بـ 250 مليار دولار بعد أن قلصت دول في القارة التبادل التجاري مع الولايات المتحدة إلى 62 مليار فقط.
  •  الصين كانت أكثر ابتكارًا في تمويلها وكانت أسرع بشكل كبير.
  •  هذه الاستثمارات منحت بكين نفوذًا سياسيا في إفريقيا.

أخبار ذات صلة

كيف أثّرت خطة المناخ الأميركية على العلاقات التجارية؟
الصين..فيضانات تتلف محاصيل الذرة والأرز وتهدد بزيادة الأسعار

الطمأنينة والثقة

يُرجع جاسر مطر، الباحث في العلاقات الدولية، قدرة الصين على الاستحواذ على كل هذه المشاريع في فترة قصيرة في إفريقيا إلى أنها وضعت إستراتيجية قوية جعلتها "شريكا موثوقا به" في القارة.

ويضيف موضحا:

  • الصين لم تتدخل سياسيا في أمور دول القارة، على عكس الولايات المتحدة وأوروبا، ما وفر جوا من الطمأنينة تجاه الصين.
  • مثال على ذلك موقف بكين الدبلوماسي المتوازن من أزمة النيجر الحالية (لم تصرح بتأييد الانقلاب وفي نفس الوقت لم تؤيد فرض عقوبات على النيجر، فيما سارعت دول في أوروبا لفرض عقوبات وأوقفت واشنطن التعاون في التدريب العسكري).
  • هناك دول في إفريقيا متخوفة من التعاون مع أوروبا والولايات المتحدة، خاصة وأن تقارير صحفية تحدثت عن أن الإرهابيين ينفذون هجمات دقيقة على المرافق والبنية التحتية؛ ما جعل حكومات تتساءل وتستنتج أن هناك تسريبا لأسرار المرافق.
  • تواجد الصين في القارة يتضمن تقديم منح مالية وقروض ميسرة لتأسيس البنية التحتية من طرق وموانئ وسكك حديد وخلافة، وإدارة مؤسسات وموانئ لصالح الدول.

أخبار ذات صلة

بايدن: الصين "قنبلة موقوتة" بسبب مشاكلها الاقتصادية

أهمية إفريقيا للصين

بدوره، يلفت الخبير الاقتصادي، يوسف التابعي، إلى أهمية قارة إفريقيا بالنسبة للصين، ولماذا اتجهت بسياسة "الخروج" إليها أولا:

  • الصين تعي تماما أهمية إفريقيا كمورد أساسي للمعادن الهامة والنفط.
  • إذا استحوذت الصين على معادن إفريقيا ستكون رائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية.
  • لذلك قدمت الصين نفسها لقادة القارة باعتبارها مستثمر يريد مكاسب اقتصادية متبادلة، وذلك على عكس الولايات المتحدة وأوروبا اللتين استغلتا غياب منافس لهما في السابق، وقدموا خدمات مشروط بالطاعة السياسية.