توقع وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المزروعي، أن تشهد أسواق النفط نموا قويا في الطلب خلال الفترة المقبلة مع استمرار تعافي الطلب خاصة في الدول الآسيوية، محذرا في لقاء مع سكاي نيوز عربية، على هامش مؤتمر أوبك الدولي المنعقد في فيينا، من مخاطر نقص الاستثمارات في أسواق النفط وتداعياتها على المعروض.
"الخطر الأكبر في سوق النفط، هو عدم الاستعداد للزيادة القادمة في الطلب.. فالشركات العالمية يُضغط عليها حتى لا تزيد استثماراتها.. في حين أن هناك نموا مضطردا في الطلب"، بحسب ما قاله المزروعي.
وزير الطاقة الإماراتي، قال أيضا إن "أسواق النفط تخسر سنويا حوالي 8 ملايين برميل بسبب الانخفاض الطبيعي في إنتاج الحقول، ومن ثم فإنه من الضروري أن يقوم أحد بالاستثمار من أجل الحفاظ على مستوى الإنتاج، هذا بخلاف تلبية النمو في الطلب".
وأشار الوزير إلى أن المخزونات العالمية تتراجع أيضا، وهي أقل من متوسط الخمس سنوات بـ 100 مليون برميل، وأن عدم قيام الدول بزيادة قدراتها الإنتاجية للنفط سيتسبب بأزمة معروض.
وأضاف المزروعي أنه "على عكس كل ما يقال عن الوصول إلى ذروة الطلب على النفط، فإن الطلب تسارع ونما بنسبة 2 بالمئة، وهو معدل أعلى من نسبة النمو في العشر سنوات السابقة، لكن في المقابل هناك تراجع كبير في الإنتاج، وبوتيرة أعلى من الفترات السابقة، وهذا أكثر شيء يقلقنا".
وقال وزير الطاقة إن كثير من الدول تعتمد على الإمارات كمُصدّر موثوق ومأمون للنفط خاصة في الأسواق الآسيوية التي تشهد نموا كبيرا في الطلب، متوقعا أن "الطاقة الإنتاجية لدى دولة الإمارات سيكون لها حاجة مستقبلية، وستستهم في تأمين شركائنا الذين يعتمدون علينا في الحصول على الطاقة وخاصة في آسيا".
وأضاف: "إذا لم تقم دول مثل الإمارات، بزيادة قدراتها الإنتاجية، سوف يواجه العالم بارتفاع كبير في الأسعار".
وقال المزروعي إن تحالف "أوبك+" الذي يضم 23 دولة تنتج ما يقرب من 40 بالمئة من الإنتاج العالمي، لديها المصداقية التي تجعلها مرجعا لأسواق النفط، مضيفا أن المجموعة ستظل قوية وستواصل عملها في الحفاظ على موازنة السوق.
التوجه للاقتصاد الأخضر
أكد وزير الطاقة الإماراتي، أن الإمارات توازن دائما بين دورها كمورد معتمد ومأمون للأسواق العالمية في مجال النفط، في ظل الحاجة إليه كفترة انتقالية، لكن تركيزها في النمو من ناحية الطاقة هو على الطاقات المتجددة.
"توجهنا في دولة الإمارات توجه أخضر ومستدام، ولكن مع مراعاة وموازنة دورنا كمصدر مأمون لكثير من دول العالم في مجال النفط الذي يحتاجه العالم"، بحسب ما قاله المزروعي في حديثه مع سكاي نيوز عربية.
وأشار المزروعي إلى تحديث استراتيجية الطاقة الإماراتية لعام 2050، والتي عززت مستهدفاتها بمضاعفة قدراتها لإنتاج الطاقة المتجددة 3 مرات حتى عام 2030، والوصول إلى الحياد المناخي الكامل في عام 2050، والتخلص تماما من الاعتماد على الفحم، بما يلبي رؤية الإمارات التي ستعرضها في كوب 28.
وتستهدف الاستراتيجية استثمار 200 مليار درهم (53 مليار دولار) في قطاع الطاقة، كما أن ستحقق وفرا للدولة بنحو 100 مليار درهم حتى عام 2030.
وبخصوص استراتيجية الهيدروجين التي اعتمدتها الإمارات قال المزروعي إن بلاده ستكثف استخدام الهيدروجين في الصناعات الثقيلة من أجل تقليل بصمتها الكربونية، والتوسع في إنتاج الهيدروجين وتصدير جزء كبير منه.