طرحت فرنسا الجمعة الأهداف الطموحة للقمة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد التي تنظمها الأسبوع المقبل على أمل المساهمة في "تحول حقيقي للنظام" لمكافحة تغير المناخ والفقر.
ستكون النقاشات التي ستجري في 22 و23 يونيو في باريس بين حوالى مئة دولة بينها خمسون دولة يمثلها رئيسها أو رئيس حكومتها، تقنية وشاقة من إعادة هيكلة الديون وحقوق السحب الخاصة والصناديق السيادية والبنوك المتعددة الأطراف.
وباريس باعتراف الرئاسة الفرنسية "لا تملك القدرة على اتخاذ القرار" وحدها وتريد أن تكون "منصة" للمضي قدما في كل هذه المواضيع، الأمر الذي ينبغي أن يؤدي إلى رسم "خارطة طريق".
نتيجة لذلك، على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقف وراء هذه المبادرة التي اطلقها في نوفمبر مع رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي خلال قمة كوب 27 في مصر، أن يشدد على الحاجة إلى "صدمة تمويلية" لإثبات أن "لا أحد سيضطر لان يختار بين محاربة الفقر وعدم المساواة والاستثمار لحماية كوكب الأرض".
في غياب قرار رسمي في باريس، فإن الأولوية الفرنسية هي إعطاء "زخم" و"دينامية وزخم سياسي" للحلول التي تتعثر أحيانا في مفاوضات تقنية للغاية.
ضريبة على الشحن البحري
حاليا يتركز الاهتمام على إجراء قد يخرج بقوة من اللقاء الباريسي: ضريبة دولية على انبعاثات الكربون من صناعة الشحن البحري "التي هي اليوم معفية تماما من الضرائب سواء لجهة ايراداتها أو انبعاثاتها" كما ذكر الجانب الفرنسي.
وأكدت مستشارة لإيمانويل ماكرون أن "الحاجات هائلة للغاية" لدرجة أن ثمة "حاجة إلى موارد جديدة". وأضافت "نأمل أن نعطي زخما سياسيا حقيقيا في باريس" لهذه الضريبة "التي تتحملها جزر مارشال وجزر سليمان منذ عشر سنوات".
قبل أسبوعين من اجتماع حاسم للمنظمة البحرية الدولية (IMO)، يبقى الأمل بإعطائها "صدى جديدا لتفضي إلى قرار طموح".
وبحضور العديد من ممثلي المجتمع المدني، ستطرح مسألة "إعادة تنظيم" المؤسسات المالية التي ولدت في بريتون وودز في الولايات المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية.
سيحضر رئيس البنك الدولي الجديد أجاي بانغا والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا القمة التي قد ينتهزانها "لإعادة الاتفاق على ولايتيهما" و"توضيح خارطة الطريق" كما ذكر الإليزيه.
والهدف هنا أيضا هو التوصل الى تعبئة مزيد من الموارد.
في صلب اللعبة دور المقرضين من بنوك التنمية المتعددة الأطراف والجهات المانحة للبلدان الأكثر ضعفا، من إفريقيا جنوب الصحراء إلى أميركا اللاتينية.
وممن أكدوا حضورهم القمة، الرئيس البرازيلي لولا الذي "يجسد" بحسب باريس "هذا المزيج من محاربة الفقر وحماية الكوكب"، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الذي سيشارك في اختتام القمة ويترقب اعلانه حول قضية إعادة هيكلة ديون بعض البلدان الأفريقية مثل زامبيا.
ستكون القمة فرصة لماكرون الذي سيكثف اللقاءات المنفردة ويستقبل جميع الضيوف مساء الخميس الى مأدبة عشاء في قصر الإليزيه، لاظهار جهوده لضم الدول الناشئة الى النقاشات العالمية. وكذلك للاستمرار في محاولة إقناع المشاركين بالضغط على روسيا لوقف حربها في أوكرانيا.