نجحت نظارة أبل للواقع المختلط "فيجن برو" (Vision Pro) في جذب أنظار العالم اليها منذ ظهورها الأول خلال افتتاح مؤتمر أبل للمطورين في 5 يونيو 2023.
هذه النظارة التي خطفت أضواء المهتمين في العالم التقني، استغرقت عملية تطويرها عدة سنوات، وهي نتاج أكثر من 5 آلاف براءة اختراع، مكنتها من التمتع بمواصفات غير مسبوقة في هذا المجال، وذلك بحسب الوصف الذي قدمته أبل.
ورغم أن Vision Pro تم الكشف عنها في منتصف عام 2023، إلا أن موعد طرحها الرسمي في الأسواق لم يتم تحديده بعد، إذ أكتفت أبل بالإشارة فقط الى أن هذا الأمر سيتم في وقت قريب من عام 2024، وهذا ما يطرح تساؤلات عن سبب عدم قدرة أبل على تحديد موعد واضح والالتزام به، لطرح Vision Pro حتى لو كان ذلك في عام 2024.
ابتكار جديد من أبل
يقول خبير التحول الرقمي، ربيع سعادة، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن عدم قدرة أبل على تحديد موعد واضح لإطلاق نظارتها الذكية الجديدة هو أمر لا مفر منه، ويحدث دائماً في حالات إطلاق المنتجات غير المسبوقة، فنظارة Vision Pro لا تمثل ترقية لمنتج موجود في السوق، بل هي ابتكار جديد من أبل.
وأشار إلى أنه عندما أعلنت أبل عن أول هاتف آيفون في عام 2007، كانت هناك فترة انتظار امتدت لخمسة أشهر، قبل أن يصبح المنتج متاحاً في السوق، كما أنه عندما تم الكشف عن أول ساعة Apple Watch في عام 2014، كان على المستخدمين الانتظار لسبعة أشهر، قبل أن تصبح متاحة في الأسواق.
عدم التمكن من كتم السر
ويشرح سعادة أن إحدى الأسباب التي تجبر مختلف الشركات، على الإعلان عن منتجاتها المبتكرة قبل طرحها في الأسواق بعدة أشهر، هو عدم قدرتها على الحفاظ على سرية المنتج، عند دخوله مرحلة التصنيع على نطاق واسع، وبالتالي فإن أبل كانت أمام خيارين، إما أن تعلن مبكراً عن Vision Pro قبل دخولها مرحلة الإنتاج الكبير، مع عدم القدرة على تحديد موعد واضح لطرحها، وإما أن تدع المسربين يعلنون عن النظارة.
وبحسب سعادة فإن السبب الثاني الذي يمنع أبل من تحديد موعد طرح نظارتها للواقع المختلط، هو عدم جهوزية "البنية التحتية الرقمية" الخاصة بالنظارة، فشركة أبل تحتاج لوجود تطبيقات تدعم نظام تشغيل Vision Pro غير التطبيقات التابعة للشركة، مثل فايس تايم أو سفاري، وهذا الأمر غير متوفر حالياً ويحتاج لعدة أشهر ليصبح ممكناً، مشيرا إلى أنه من هنا يمكن فهم سبب إعلان أبل عن نظارتها الجديدة، خلال مؤتمرها للمطورين، فصانعة الآيفون بحاجة الآن لإقناع المطورين بإنشاء تطبيقات ثلاثية الأبعاد، وهذا ما قد يحتاج لفترة تصل إلى 6 أشهر بحد أدنى.
تعقيدات متوقعة خلال عملية التصنيع
ويرى سعادة أن السبب الثالث لعدم قدرة أبل، على تحديد موعد طرح Vision Pro، يعود إلى التعقيدات أو المشاكل التي قد تظهر خلال عمليات التصنيع واسعة النطاق للنظارة، فأي خلل غير متوقع قد يحدث خلال إنتاج Vision Pro، سيدفع بالشركة إلى تأجيل الموعد الذي تم تحديده، ولذلك كان خيار أبل بترك موعد طرح نظارتها مفتوحاً على جميع الاحتمالات، وذلك إلى حين تأكدها أن الأمور لناحية الإنتاج، تسير على ما يرام.
ويؤكد سعادة عدم وجود ضمانات بأن Vision Pro ستكون جاهزة بحلول بداية 2024، حيث من المرجح أن تحتاج النظارة لفترة تتراوح بين 9 و10 أشهر، كي تكون جاهزة بما يتناسب مع المعايير التصنيعية التي تعتمدها أبل، إذ من المرجح أن تصل Vision Pro إلى السوق الأميركية أولاً في ربيع 2024، وخلال هذا الوقت سيقوم المطورون بتكثيف العمل، على تطبيقاتهم الخاصة، لتحقيق الانتقال السلس إلى صناعة التطبيقات ثلاثية الأبعاد الخاصة بنظارة الواقع المختلط.