يبدو أن نقص إمدادات العراق من المياه في الفترة الحالية، قد يؤدي لتعطيل بعض من الخطط التنموية، التي تحاول البلاد عبرها تعظيم الموارد غير النفطية، فبالرغم من الأمطار الغزيرة التي هطلت على العراق هذا العام، إلا أن جفاف الأرض جعلها تمتص كل هذه الأمطار.
هذه الأمطار، أنقذت محصول القمح هذا الشتاء، فقد قال مسؤول بوزارة الزراعة، الخميس، إن العراق اشترى ثلاثة ملايين طن من القمح من المزارعين حتى الآن، ويتوقع العراق أن يبلغ محصول القمح المحلي ما بين أربعة و4.5 مليون طن هذا الموسم.
لكن شح المياه، يهدد زراعة الأرز، بأن تصبح شيئاً من الماضي، فقد نقلت رويترز عن مسؤول بوزارة الزراعة العراقية، الخميس، إن زراعة الأرز تم تقييدها هذا الموسم في وسط وجنوب البلاد بسبب نقص إمدادات المياه.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أكد مسؤولون عراقيون، إن على بغداد وضع حد لأساليب الري القديمة التي "تهدر" كميات المياه المتناقصة، خصوصاً محصول أرز "العنبر" الشهير الذي يجب أن يبقى غاطساً في الماء طوال شهور الصيف، وتم تقليص زراعته بنحو 90 في المئة العام الماضي، حيث يكاد يختفي من الأسواق حالياً رغم الطلب الكبير عليه محلياً وفي بلدان الخليج.
وفي كردستان المعروفة بجبالها الخصبة، تتراجع مناسيب المياه الجوفية إلى حد كبير، وقال مسؤولون إن الحفر بدأ يصل إلى 800 م للوصول إلى الماء، بينما كان بمعدل 300م حتى قبل بضعة أعوام، وجرى تعديل التعليمات التي تخص حفر الآبار، وتقييدها بوجود حاجة ملحة وشروط صارمة.
وفي مارس الماضي، أطلقت وزارة الموارد المائية تحذيراً قالت فيه إن وضع البلاد "بات على المحك"، وإن المخزون المائي وصل إلى مراحل "حرجة"، وذلك بسبب عدم التزام دول الجوار بضخ حصة العراق المائية، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في نهرَي دجلة والفرات.
وللخروج من هذه الأزمة، دعا أعضاء من مجلس النواب السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة إلى استخدام ورقة الضغط الاقتصادي على دول المنبع لتأمين الحصة المائية وإنقاذ الأراضي الزراعية.