تكثف مصر جهودها لزيادة إنتاج العلف الحيواني محليا، مستغلة في ذلك محصول قصب السكر والنخيل؛ تفاديا لتكرار أزمة نقص العلف الحادة التي قاست منها الشهور الأخيرة خلال استيراده، وأثرت بشكل كبير على أسعار اللحوم.
ووفق خبراء في الزراعة والإنتاج الحيواني تحدثوا لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن أزمة العلف التي اشتدت لأسباب، منها تداعيات حرب أوكرانيا وارتفاع سعر الدولار، تعالجها الحكومة بـ3 طرق:
• استخراج العلف محليا من عدة محاصيل.
• واستنباط أنواع جديدة في مراكز البحوث.
• زيادة طاقة المصانع في الإنتاج.
وفي ذلك يقول مدير مصنع العلف بأرمنت في محافظة الأقصر جنوبي مصر، الدكتور محمد عبد الرحمن، إن المصنع، المنشأ منذ 25 سنة، يُمكنه إنتاج 8 آلاف طن سنويًا من العلف، ويستهدف إنتاج 15 ألف طن مع تشغيل وردية عمل ثانية يوميا.
وينتج العلف من "ذرة صفراء"، "نخالة قمح"، "باجاس قصب"، "كسب بذرة القطن"، "مولاس"، "درنات بنجر مجفف"، "حجر جيرى"، "ملح طعام يوريا"، و"كبريت زراعي".
تحديات الإنتاج
هذه السرعة المطلوبة لمضاعفة الإنتاج تواجه تحديات، كما يوضح عبد الرحمن، منها البحث عن البدائل المحلية، مثل إضافة مواد لمخلفات قصب السكر بدلًا من فول الصويا المستورد من الخارج بأسعار مرتفعة، كمخلفات البنجر، وجمع 500 لـ1000 طن سنويا من نوى البلح، بجانب إضافة بذرة القطن وكُسب العباد.
وعند الاضطرار للاستيراد يتم استيراد كسب الفول السوداني من السودان لقربه الجغرافي من مصر؛ ما يقلل كلفته وأسعاره، وبالفعل تم التعاقد مع شركة سودانية لتوريد كسب الفول السوداني بكمية 300 طن شهريًا، كما إن كسب الفول السوداني يحتوي على بروتين أعلى من فول الصويا، وفق المسؤول المصري.
مراحل التصنيع العلف
تمر عملية الإنتاج داخل المصانع، حسبما يوضح محمد عبد الرحمن، بالمراحل الآتية:
• نقل الباجاس "بقايا القصب بعد عصره".
• فرمه قبل عملية الفلترة ثم عزل المواد الناعمة منه.
• إضافة مواد جديدة قبل تخزينه.
• حساب المواد على الميزان وخلطها معًا في الخلاط.
• نقلها إلى المكبس.
• إضافة البخار مرتين للتعقيم ولتسهيل عملية التصنيع، وُتصنع على شكل أصابع ساخنة.
• ترسل لمرحلة التبريد.
• وأخيرا التعبئة والنقل إلى المخازن والمزارعين.
استنباط أنواع جديدة
تزرع مصر 340 ألف فدان من قصب السكر، يذهب محصول 240 ألف فدان منها إلى المصانع لاستخراج السكر، بما يعادل 8 مليون طن، تعطي كمية تتراوح ما بين 820- 840 طن سنويًا من السكر، بحسب الدكتور أيمن العش، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية التابع لمركز البحوث الزراعية.
النخيل ومصادر جديدة
بما أن مصر رائدة في زراعة النخيل، خاصة في محافظتي أسوان والوادي الجديد، فإنه بحثت طرقا جديدة لتصنيع العلف الحيواني من هذا المحصول، كما يقول سيد عبد المحسن، الباحث بمركز البحوث الزراعية.
ويوضح، أنه ضمن الفوائد الكبرى للنخيل هي استخراج العلف منه، بتجميع نواتج النخيل ثم فرمها، مع إضافة مواد زراعية أخرى، وتُستعمل لإطعام الحيوانات من المواشي والعجول وحتى الطيور.
وفي تصريحات تلفزيونية، قال الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن أزمة العلف الحيواني ظهرت منذ أكتوبر الماضي بسبب حرب أوكرانيا، وناقشتها القيادات العليا للبحث عن حلول، ومنها تكليف العلماء في مركز البحوث الزراعية لاستنباط أنواع جديدة من العلف لا تحتاج مياه كثيرة.