يبدو أن الثورة التي أحدثها ظهور الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، المتمثل بـ Generative AI أو "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، ستحول مختلف الأجهزة الإلكترونية التي نمتلكها إلى أجهزة قديمة الطراز، وغير قادرة على مواكبة المتطلبات التقنية للتكنولوجيا الجديدة.
فوسط تركيز الخبراء والمحللين على كيفية تغيير تكنولوجيا "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، لطبيعة العمل واحتمالية تأثير ذلك على الوظائف المتاحة للبشر، يجهل البعض أن التغييرات التي سنراها بدءاً من اليوم وصاعداً، لن تقتصر مفاعيلها على ظهور الروبوتات والبرمجيات الذكية، بل ستمتد لتشمل مختلف الأجهزة التي نستخدمها يومياً، من الهاتف إلى التلفاز وصولاً إلى أجهزة الحاسوب الشخصي أو اللاب توب، وغيرها الكثير من الأجهزة الإلكترونية.
هذا ما أعلنه رئيس "إتش بي"
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة HP إنريكي لوريس، في حديث لـ CNBC، عن أن "الذكاء الاصطناعي التوليدي" سيغير بشكل جذري صناعة الكمبيوتر الشخصي، ما سيؤدي إلى ظهور نوع جديد من الكمبيوترات، التي يمكن لها إنشاء جداول بيانات وتحليل البيانات في ثوانٍ، بدلاً من قيام المحللين بتمضية ساعات بالتفكير في الأرقام، كما كشف أن هذه الأجهزة ستكون قادرة على إنشاء حوار حول النتائج التي توصلت إليها.
فرصة لدفع الابتكار
وقال لوريس إنه عمل في صناعة أجهزة الكومبيوتر لسنوات عديدة، ولكنه لم يرَ قط فرصة لدفع الابتكار كالتي يراها الآن، والتي ستؤدي إلى تغيير هوية الكمبيوتر الشخصي كما نعرفها، مشيراً إلى أن HP تعمل على تصميم أجهزة كمبيوتر تدعم الذكاء الاصطناعي، ما سيحدث تغييراً كبيراً في هذه الفئة، متوقعاً طرح هذه الأجهزة في السوق ابتداءً من عام 2024.
التغيير سيطال كل الأجهزة
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة "تكنولوجيا" مازن الدكاش، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ما يحدث حالياً قد لا يستوعبه البعض، فيما يشكك البعض الآخر بصحته، ولكن الحقيقة تبقى أن العالم حالياً في مرحلة انتقالية، التي تسبق حدوث تعديل شامل للسوق، فالذكاء الاصطناعي التوليدي، سيدخل في إنتاج تصميمات لأي شيء مستقبلاً، وخاصة أجهزة الإلكترونيات، إذ أن التغيير لن يشمل فقط أجهزة الحاسوب الشخصي، بل معظم الأدوات الكهربائية التي نستخدمها بشكل يومي وحتى البرادات والغسالات.
أسلوب جديد للتواصل مع الحاسوب
ويكشف الدكاش أن رئيس شركة HP أعطى لمحة سريعة، عن الهوية الجديدة لأجهزة الحاسوب الشخصي التي سنراها في 2024، وما قاله مجرد بداية في ثورة، ستشهدها هذه الأجهزة في المستقبل القريب، على صعيد الأداء والسرعة والشكل، وحتى التواصل بينها وبين الإنسان
وتوقع أن نصل إلى مرحلة، يتم فيها التواصل بين الإنسان والحاسوب بأساليب جديدة، فإضافة إلى لوحة المفاتيح أو الفأرة، فإن الحاسوب سيكون قادراً على تلقي الأوامر والتفاعل بالصوت، فتكنولوجيا "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، بإمكانها جعل الحواسيب تتبادل أطراف الحديث مع الإنسان.
أجهزتنا الذكية ستفقد بريقها..
ويرى الدكاش أن العالم سيشهد أيضاً تغييراً في طريقة تزويد المعلومات للحاسوب، وكيفية عرض الجهاز للنتائج التي توصل إليها، مشدداً على أن التغييرات التي ستشهدها صناعة أجهزة الحاسوب، لن تنحصر بعام 2024 بل بالأعوام اللاحقة، فالأجهزة الذكية التي نمتلكها اليوم، ستفقد بريقها وستتحول إلى أجهزة عفا عليها الزمن.
الشركات مجبرة على اللحاق بركب الموجة
وبحسب الدكاش فإن البعض قد يظن أن الشركات ستستغل تكنولوجيا "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، بهدف إجبار المستخدمين على تبديل أجهزتهم، عبر جعلهم يشعرون أنها قديمة، معتبراً أن هذا الأمر غير صحيح، خاصة أننا فعلاً أمام ثورة تقنية جديدة، والشركة التي لا تلحق بركب هذه الموجة، ستجد نفسها خارج السوق، خصوصاً أن تكنولوجيا "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، تعني حصول المستخدم على سرعة وكفاءة وذكاء أكبر من السابق.
أجهزة الكمبيوتر بحاجة لمنقذ
ويختم الدكاش في حديثه بالإشارة إلى أن صناعة أجهزة الحاسوب، كانت بحاجة إلى من ينقذها من مشهد التكرار الذي شهدته في السنوات الماضية، وهذا ما حصل اليوم فـ "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، سيجدد هذه الصناعة ومختلف الصناعات الأخرى، لافتاً إلى أن السوق ستشهد تعديلاً شاملاً في نوعية السلع الإلكترونية، لكن ذلك لن يتحقق فوراً بل سيحتاج لسنوات قليلة مقبلة.