سعي الصين المستمر لملئ الفراغ الذي تركته واشنطن وراءها منشغلة بمشاكلها الاقتصادية، يترجم على أرض الواقع، فالرئيس الصيني، شي جين بينغ، كشف الجمعة، عن خطة طموحة للمساعدة في بلوغ آسيا الوسطى المستوى التالي من التنمية، في مجالات تشمل البنية التحتية وتعزيز التجارة، مع تجنب "التدخل الخارجي" في الوقت نفسه.
وقال شي في خطاب ألقاه في قمة الصين وآسيا الوسطى التي عقدت بشمال غرب الصين، إن بلاده على استعداد لتنسيق استراتيجيات التنمية مع دول آسيا الوسطى الخمس، وهي كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، وبذل جهود مشتركة لتعزيز التطوير في البلدان الستة جميعا.
وقال شي في مؤتمر صحفي في وقت لاحق مع نظرائه في آسيا الوسطى "أضافت هذه القمة زخما جديدا لتنمية وإنعاش الدول الست، وضخت طاقة إيجابية قوية في السلام والاستقرار بالمنطقة".
وتابع "سوف نتبنى بشكل مشترك إطار عمل جديدا من التعاون التكاملي بشدة ورفيع المستوى والمفيد للجميع".
وتمتلك الجمهوريات السوفيتية الخمس السابقة، شبكة من الممرات التجارية، يمكن للصين أن تستخدمها كطرق بديلة لنقل الوقود والغذاء وسلع أخرى في حالة حدوث اضطرابات عالمية.
وخلال القمة، قال شي إن "العالم يحتاج إلى تمتع آسيا الوسطى بالاستقرار والازدهار والتناغم والتواصل الجيد".
وأعلن شي أن الصين سترفع مستوى الاتفاقيات الثنائية في مجال الاستثمار مع دول آسيا الوسطى، وستزيد حجم الشحن عبر الحدود مع المنطقة على نحو شامل.
وأضاف أن بكين ستشجع الأعمال التجارية الممولة من الصين في آسيا الوسطى للمساعدة على خلق المزيد من فرص العمل المحلية، وبناء مستودعات خارجية في المنطقة، وإطلاق خدمة قطارات خاصة تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية في آسيا الوسطى.
وسجلت التجارة بين الصين وآسيا الوسطى رقما قياسيا بلغ 70 مليار دولار العام الماضي، وجاءت قازاخستان في المقدمة بمبلغ 31 مليار دولار.
ويأتي حرص الصين على تعزيز الروابط الاقتصادية مع سعيها لتحقيق مستويات أعلى من الأمن الغذائي وأمن الطاقة.