يعود الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ساحة الاقتصاد الخميس عبر كشف استراتيجيته لـ "تسريع إعادة تصنيع" فرنسا على أمل جعل الناس ينسون أزمة نظام التقاعد، فيما يعتبره "أم المعارك" لطي صفحة "أم الإصلاحات".
ويشكل ذلك بداية سلسلة من التحركات تتمثل بزيارة الى الشمال الجمعة ثم قمة شعارها "اختر فرنسا" الاثنين.
وكشف الرئيس الفرنسي أهدافه في مقابلة مطولة مع أسبوعية "تشالنج"، مشيرا إلى أن إعادة التصنيع هي "أم المعارك"، بعدما عمل بجد على إصلاح نظام التقاعد الذي تصفه السلطة التنفيذية منذ فترة طويلة بأنه "أم كل الإصلاحات".
وقال ماكرون إن "إعادة التصنيع تعني خلق القوة الشرائية وتمويل نموذجنا الاجتماعي وبناء مستقبل لأطفالنا وجذب الابتكار والمواهب من جميع القطاعات وتقليل العجز في التجارة الخارجية".
وأضاف "إذا لم ننتصر في معركة التصنيع فلن نتمكن من كسب معركة التوظيف الكامل وإعادة الآفاق والمشاريع إلى المناطق وبالتالي تعزيز وحدتنا الوطنية مرة أخرى".
ويشيد ماكرون بنتائج سياسته الاقتصادية خلال السنوات الست الماضية، معتبرا أنها "متجانسة" بعد "عقود" من "عدم التناسق" و"الجبن".
وقال "خلال ست سنوات قمنا بتوفير 1.7 مليون فرصة عمل مع أكثر من 300 مصنع أنشئت منذ 2017".
ويشير رئيس الدولة إلى هذه النتائج بينما ما زال الاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد الذي يقضي برفع السن القانونية من 62 إلى 64 عاما، مستمرا.
وحدد موعد جديد للتعبئة ضد المشروع في السادس من يونيو بمبادرة من النقابات. ومنذ صدور هذا الإصلاح رسميا يلجأ المحتجون إلى طرق الأواني خلال تنقلات ماكرون أو أعضاء الحكومة.
وبعد ظهر الخميس في قصر الإليزيه، أمام رواد الصناعة الفرنسيين، يفترض أن يكشف ماكرون الخطوط الرئيسية لمشروع قانون "الصناعة الخضراء" الذي سيعرض على مجلس الوزراء الثلاثاء وإجراءات تنفيذ هذا التسريع والتمويل.
ووعد في المقابلة مع المجلة خصوصا "بإجراءات مفرطة في التبسيط" من أجل "خفض مهل" إنشاء هذه المؤسسة الصناعية الجديدة في فرنسا "بمقدار النصف".
ورأى أنه لتحقيق ذلك يجب "إعادة استثمار المزيد في المواقع الجاهزة لتعزيز استخدام الأراضي الصناعية المهملة".
وقال إن "الأساس هو البساطة والسرعة لا سيما في مواجهة الصين والولايات المتحدة".
وتعتزم السلطة التنفيذية البرهنة على أنها تضع الوسائل في مواجهة خطة واشنطن الهائلة لصالح الصناعة وانتقال الطاقة في الولايات المتحدة وقانون خفض التضخم ولكن كذلك في مواجهة صعود القوة الصينية.
وقد يكون بين هذه الإجراءات إصلاح المكافأة البيئية المدفوعة لمشتري السيارات الكهربائية لتفضيل الأنواع المنتجة في فرنسا.
وسيتوجه الرئيس إلى الشمال الجمعة لزيارة مصنع دانكرك للألمنيوم "أكبر منتج للألمنيوم الأساسي في أوروبا"، بحسب الإليزيه.
واعتبرت الرئاسة المرفأ الشمالي "رمزًا للإنعاش الصناعي" حيث يوجد 41 مشروعًا استثماريًا أجنبيًا منذ 2017 يسمح بإيجاد أو حماية نحو 16 ألف وظيفة على مدى عشر سنوات.
كما سيضفي إيمانويل ماكرون "الطابع الرسمي على الاستثمارات الجديدة"، بما في ذلك إنشاء المجموعة التايوانية "برولوجيوم" لمصنع رابع لبطاريات السيارات الكهربائية في فرنسا، على أن يبدأ الإنتاج اعتبارًا من نهاية 2026.
ويأتي هذا الاستثمار في إطار الإعلانات المتوقعة الاثنين في الدورة السادسة لقمة "اختر فرنسا" التي تنظم في قصر فرساي.
ويهدف هذا الاجتماع السنوي الذي أطلقه إيمانويل ماكرون في 2018 إلى جذب الاستثمار الأجنبي إلى البلاد.
وهذا العام، أكد أكثر من 200 رئيس شركة أجنبية مشاركتهم "وهو رقم قياسي"، بحسب الإليزيه، "أكثر من خمسين بالمئة منهم" يشاركون للمرة الأولى.
وتتوقع الرئاسة "رقماً قياسياً في المبالغ الاستثمارية المعلنة" التي بلغت 10.8 مليارات يورو (11.7 مليارات دولار) العام الماضي على دورتين.