يزداد يوما بعد يوم اهتمام المغرب بصناعة بطاريات السيارات الكهربائية من خلال العمل على جذب استثمارات أجنبية في هذا المجال الذي يشهد منافسة عالمية.
وكان رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي قد كشف عن قرب بناء مصنعين لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية المتداولة في المغرب باستثمارات ضخمة.
ويدعم المغرب في هذا التوجه امتلاكه احتياطات وفيرة من المواد الخام التي تدخل في تصنيع البطاريات الكهربائية مثل الكوبالت والفوسفات، إلى جانب توفر مصادر إنتاج الطاقة الخضراء.
وسيُمكن تصنيع البطاريات الكهربائية محليا، المغرب من احتلال مكانة مهمة في مجال إنتاج السيارات الكهربائية ومواكبة التحولات التي يشهدها سوق السيارات العالمي وخاصة الأوروبي الذي يستقبل 90 بالمئة من الصادرات المغربية.
ويراهن المغرب على أن تصل طاقته الإنتاجية في قطاع السيارات الكهربائية إلى 120 ألف سيارة خلال 3 سنوات، بينما تتراوح قدرته الإنتاجية الحالية بين 40 إلى 50 ألف سيارة سنويا.
إمكانية مهمة
يرى الخبراء أن إنتاج المغرب للبطاريات الكهربائية التي تشكل نحو 30 بالمئة من تكلفة صناعة السيارات الكهربائية من شأنه أن يثبت ريادة المملكة القارية في سوق السيارات، ويتيح لها مواكبة توجه شريكها الأوربي للتحول نحو "المركبات النظيفة" بحلول عام 2035.
يقول مدير مختبر هندسة النظم المتقدمة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالقنيطرة، إدريس فجلي، إن تصنيع المغرب البطاريات لدعم قطاع السيارات الكهربائية يتماشى مع التوجه العالمي لتحقيق الحياد الكربوني والتحول نحو الطاقات النظيفة.
ويتابع فجلي في تصريحات لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن المغرب يملك الإمكانيات التي ستساعده على النجاح في هذا المجال ومن بينها بعض المعادن الأساسية التي تدخل في هذه الصناعة.
وأضاف أن القرب الجغرافي للمغرب من أوروبا إلى جانب التجربة المهمة التي راكمها في سوق السيارات واليد العاملة المؤهلة، من بين العوامل التي تؤهل المملكة لأن تصبح رائدة على المستوى القاري في هذا المجال.
مواكبة التحول العالمي
وكان وزير الصناعة المغربي رياض مزور، قد أعلن أن المملكة تتفاوض مع شركات مصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية بهدف إنشاء مصنع ضخم في المملكة.
وأشار الوزير في تصريحات سابقة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتحول إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2035 معتبرا أن هذا الأمر "لا يطرح أمامنا خيار أخر سوى أن نصبح منتجين لبطاريات السيارات الكهربائية".
ويؤكد إدريس فجلي، أن صناعة البطاريات الكهربائية ستسهم في رفع قدرات التصنيع المحلي للسيارات الكهربائية في المغرب لتصل نسبة المكونات المنتجة محليا إلى حوالي 80 في المئة.
ويضيف أن جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال صناعة البطاريات يجب أن توازيه مفاوضات من أجل نقل التكنولوجيا، إلى جانب العمل على الاستفادة من تجربة بعض الدول في هذه الصناعة وعلى رأسها الصين التي تهيمن على إنتاج البطاريات
تحسين مناخ الأعمال
ويشدد الخبراء الاقتصاديون على أن جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال صناعة البطاريات التي تعتبر العنصر الأساسي في صناعة السيارات الكهربائية يجب أن يوازيه تحسين مناخ الأعمال وتسهيل عملية الاستثمار.
يؤكد إدريس الفينة، رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية بالرباط، أن صناعة بطاريات السيارات الكهربائية من بين المجالات التي تعرف تطورا كبيرا وتنافسا عالميا في ظل البحث المتواصل على تخفيض تكلفة إنتاج هذه البطاريات وتجويد فعاليتها.
ويضيف الفينة في تصريح لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن المغرب يسعى إلى مواكبة الديناميكية التي يعرفها هذا السوق الواعد من خلال جذب استثمارات ضخمة في المجال وذلك عن طريق توظيف الإمكانات والخبرات التي يتوفر عليها.
ويشير الخبير الاقتصادي، إلى أن المغرب ومن خلال ميثاق الاستثمار الجديد يدعم مجال التكنولوجيا والتي تتضمن صناعة بطاريات السيارات الكهربائية من خلال توفير مناخ أعمال مناسب للاستثمار حتى يصبح قبلة شركات السيارات الكهربائية.
ويعتبر الفينة، أن هذا التوجه المغربي يشير إلى وجود رغبة من أجل خلق صناعة متكاملة خاصة بالسيارات الكهربائية التي تشكل مستقبل القطاع الذي احتلت فيه المملكة مراكز الريادة قاريا وإقليميا.