عادت سوق العملات المشفرة إلى دائرة الضوء من جديد هذا العام بسبب الأزمة المصرفية العالمية، حيث تضاعف سعر البتكوين تقريبًا منذ انخفاضها إلى حوالي 15 ألف دولار في أواخر العام الماضي، مع ارتفاع عملة الإيثريوم أيضا.
ولتأكيد هذا التفاؤل، قال الرئيس التنفيذي لشركة البلوكشين والدفع "ريبل"، براد جارلينجهاوس، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية إنه متفائل للغاية بشأن مستقبل العملات المشفرة.
وأضاف: "لو كان أحدهم أخبرني بأن الأسواق ستشهد العام الماضي، إخفاق عملة تيرا لونا وانهيار منصة FTX، وانهيار مصارف مرتبطة بالعملات المشفرة في أميركا، ومع ذلك ستعود البتكوين لمستويات 27 أو 28 ألف دولار، فإنني لم أكن لأصدق ذلك".
وبالنظر إلى مرونة العملات المشفرة، قال جارلينجهاوس: "الكثير من الناس ينظرون إليها على أنها مخزن للقيمة على المدى البعيد أو حتى ملاذا آمنا، الآن لا أعرف كيف ستتطور الأمور خلال عام أو عامين، لكن بالنظر إلى المدى البعيد فإن هذه التقنيات وجدت لتبقى، لأنها تخدم أغراضا محددة".
وأكد أن مجتمع العملات المشفرة، كلما ركز على حل المشاكل الحقيقية واستخدامات هذه العملات، كلما تمكنت الصناعة من الازدهار.
وفيما يخص أزمة البنوك الأميركية، قال براد: "اعتقد أن حالة عدم الاستقرار في البنوك كانت محركا رئيسيا للعملات المشفرة منذ بدايتها، ولو عدنا للورقة البيضاء الخاصة بالبتكوين، التي كتبها ساتوشي ناكاموتو (الشخص الذي يعتقد أنه أسس وطور البتكوين)، سنجد أن هذه العملة خرجت من أوجاع أزمة البنوك في عامي 2008 و2009".
وأضاف "أعتقد أن مشكلات البنوك ستنعكس في زيادة الاهتمام بالعملات المشفرة، ولا أعتقد أن هذا يختلف عما نشاهده في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة".
ومع حدوث الانهيارات الأخيرة في قطاع المصارف الأميركية، قال جارلينجهاوس، "ما الذي يعنيه هذا لمكانة الدولار الأميركي كعملة احتياطيات؟ أعتقد أنه لا يزال من المبكر التنبؤ بذلك، وأعتقد أننا في العادة نبالغ في التقييم التغييرات التي تحدث في غضون خمس سنوات، ونقلل من تقييم التغيرات التي تحدث في عشرة وعشرين عاما".
وأضاف، "لو أخبرتني قبل سنوات أن الإنترنت سيبدأ بالانتشار، وسأتمكن بمجرد الضغط على زر هاتفي من الحصول على الآيس كريم على باب بيتي في غضون عشرين دقيقة، لم أكن لأصدق ذلك، وهذا مانحن عليه اليوم".
ويرى مؤسس شركة "ريبل" أنه الصعب التنبؤ أين سينتهي المطاف بالبلوكشين والعملات المشفرة، "لكنني أعرف أنها وجدت لتبقى، وأنها ستواصل النمو".
"الكريبتو" والقضاء
في ديسمبر من عام 2020، أسقطت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، قنبلة على صناعة الكريبتو من خلال مقاضاة شركة "ريبل"، بالإضافة إلى اثنين من كبار المديرين التنفيذيين في الشركة، وبسؤال براد جارلينجهاوس عنها، قال "القضية بدأت قبل نحو عامين ونصف، وبالتأكيد كان الأمر محبطا وبطيئا، لكن الأخبار الجيدة أنه بنهاية هذه الرحلة، سيكون آخرون في صناعة الكريبتو في بدايتها، لكن بالنسبة لنا، سيكون الأمر في نهايته".
وعن ما إذا كانت القضية ستستمر لمدة أطول من ذلك، قال جارلينجهاوس، "في السابق قلت إن الأمر قد ينتهي في غضون شهرين إلى ستة أشهر، تم إطلاع القضاء بشكل كامل على التفاصيل، والقرار موجود على طاولتهم الآن، لكن من الصعب تحديد جدول زمني للقضاة الفيدراليين، ومع ذلك أنا متفائل أننا قد نرى القرار قبل نهاية الربع الثالث".
"ريبل" ودبي
وحول تواجد الشركة في دبي، قال الرئيس التنفيذي إنهم اختاروا الإمارة قبل نحو ثلاثة أعوام لسببين، الأول هو أن عملاء الشركة يتواجدون في المنطقة، حيث أن 20 بالمئة من أعمال الشركة تحدث بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف "الحكومة هنا توفر سياسات وقواعد واضحة، وعالميا نشاهد دولا مثل الإمارات تنخرط في تنظيم أسواق العملات المشفرة وتوفر الوضوح، الأمر برمته يتعلق بالوضوح لأن رواد الأعمال يحتاجون لمعرفة القواعد التي سيبنون عليها أعمالهم".