أطلقت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" قمرين اصطناعيين صغيرين من قاعدة إطلاق صواريخ في نيوزيلندا الاثنين، في مهمة لمتابعة الأعاصير.
ولا يتجاوز وزن القمرين الاصطناعيين خمسة كيلوغرامات، وسيتمركزان على ارتفاع نحو 550 كيلومتراً، سيتبعهما في غضون نحو أسبوعين، قمرين اصطناعيين آخرين لإكمال مجموعة الأقمار الاصطناعية في هذه المهمة التي أطلق عليها تسمية "تروبيكس".
وستكون هذه المجموعة من الأقمار الاصطناعية، قادرة على المرور كل ساعة فوق أعاصير المحيط الهادئ، في حين تمر الاقمار الاصطناعية الحالية مرة كل ست ساعات.
وأوضح العالِم في "ناسا"، ويل مكارتي، في مؤتمر صحافي، أن هذه الأقمار الاصطناعية، ستتيح للعلماء عدم "الاكتفاء برصد ما يحدث في لحظة معينة فحسب، بل معرفة كيفية تغير الوضع ساعة بساعة".
وأضاف "سنبقى بحاجة إلى الأقمار الاصطناعية الكبيرة، ولكن ما يمكن أن نحصل عليه من هذه المهمة هو معلومات إضافية إلى تلك التي توفرها أصلاً أبرز أقمارنا الاصطناعية".
وتساهم هذه المعلومات، التي تجمعها الأقمار الجديدة عن هطول الأمطار، ودرجة الحرارة والرطوبة، في تحسين التوقعات الجوية، ولا سيما الأماكن التي سيصل فيها الإعصار إلى اليابسة وبأي شدة، وبالتالي الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء المحتملة للسكان الذين يعيشون على السواحل.
وكان من المفترض اساساً، أن تضمّ الكوكبة ستة أقمار اصطناعية بدلاً من أربعة، لكن القمرين الأولين فُقدا عندما تعطل صاروخ من شركة "استرا" الأميركية بعد وقت قصير من إقلاعه العام الماضي.
وأدى الإعصار، "إيان"، الذي اجتاح فلوريدا عام 2022 إلى مقتل العشرات، وتسبب بخسائر تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار، وهي أكبر كارثة مناخية شهدها العالم العام الماضي.
وفي وقت سابق، قدر مكتب إدارة الكوارث الطبيعية الأميركي، تكلفة الدمار الذي أحدثته الأعاصير في الولايات المتحدة بين الأعوام 1980 و2021 بنحو 2.15 تريليون دولار، وبأكثر من 742 مليار دولار، خلال الأعوام الخمس الماضية حتى نهاية عام 2021.