بين معدل تضخم مرتفع يناهز 59.5 بالمئة لعام 2022 بحسب البنك المركزي السوري، وآثار زلزال مدمر ضرب البلاد في فبراير الفائت، يستقبل السوريون عيد الفطر المبارك بروحٍ منهكة، ومساعي أهل الخير التي لا تتوقف لرسم بسمة العيد ولو عنوة.

ويضع الاقتصاد السوري بحالته المتداعية السوريين في عين العاصفة، فبحسب نشرة مرصد الاقتصاد السوري، التي يصدرها البنك الدولي:

  • من المتوقع أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 3.2 بالمئة في العام 2023، بعد انخفاضه بنسبة 3.5 بالمئة في العام 2022.
  • من المتوقع أن يؤدي النزاع وارتفاع تكاليف المدخلات وشح المياه إلى الحد من إنتاج المحاصيل.
  • قد يؤدي نقص الوقود إلى إضعاف التصنيع وتعطيل النقل والخدمات.
  • كما يُتوقع أن ينخفض معدل التضخم، لكنه سيظل مرتفعاً في عام 2023، بسبب انتقال أثر أسعار الصرف واستمرار نقص الغذاء والوقود والمزيد من تقليص الدعم.

أخبار ذات صلة

البنك الدولي يتوقع انكماش اقتصاد سوريا بـ 5.5 بالمئة في 2023
البنك الدولي: الزلازل سببت أضرارا بـ5 مليارات دولار في سوريا

تحوّلات منتظرة

يقول العضو السابق في مجلس الشعب السوري، شريف شحادة، إنّ كافة دول العالم تواجه مشكلات عديدة وليس الشعب السوري فقط، بعد الأزمات الاقتصادية العالمية التي طرأت علينا في السنوات الماضية، ولكن سوريا لها خصوصية من حيث معاناتها مع الحصار الأميركي، الذي امتد عمره لأكثر 10 سنوات، وهذا الحصار أثر بشكل ملحوظ على معنويات ومعيشة السوريين.

ويتابع في حديث خاص لموقع " اقتصاد سكاي نيوز عربية: "السوريون يستقبلون عيد الفطر المبارك في العام الحالي وهم متفائلون بأن ثمة تحولات جذرية تجري في المنطقة، وهناك تفاعلاً واسعاً من قبل المواطنين حول عودة سوريا إلى الأمة العربية مرة أخرى، ولذلك ينظرون حالياً بعين التفاؤل إلى القادم، ولكن ينقصهم فرحة انضباط الأسعار في الأسواق السورية، وعودة الحياة إلى شكلها الطبيعي.

رقابة تموينية

ويؤكد "شحادة" أنّ الأسواق السورية تعاني من ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، رغم عدم وجود أي نقص بها، ولكن الغلاء ضرب الأسواق بسبب جشع معظم التجار السوريين، واستغلالهم للأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وذلك فضلاً عن العقبات التي تقف في وجه الشعب السوري، بسبب الحصار الأميركي والأوروبي الذي كان قاسياً للغاية، وأثر بالسلب على جميع مناحي الحياة في سوريا، وتتركز أبرز الأضرار في:

  • غياب الطعام والسلع الأساسية عن الشعب السوري وبالأخص الفقراء
  • ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة
  • النقص الشديد في الدواء، ومعاناة المواطنين مع الأمراض المختلفة.

ويشير العضو السابق في مجلس الشعب السوري، إلى الرقابة التموينية التي تشنها الوزارات المعنية بهذا الأمر في سوريا، ومحاولاتها المتواصلة في وقف التجار السورية عند حد معين، حتى يتم السيطرة على جشع التجار الذي لا يمكن تصوره، ومراقبتهم داخل الأسواق، بهدف الحفاظ على حقوق الشعب السوري في ظل الأزمات الاقتصادية التي طرأت عليه.

أخبار ذات صلة

سوريا.. تعديل وزاري يشمل 5 حقائب أبرزها النفط
الزلزال فاقم الأزمات.. كيف يستقبل السوريون رمضان؟

حملات إنسانية

ويشير شحادة إلى حملات التضامن المجتمعي إذ يقول: "ثمة حملات خيرية انطلقت في كافة أرجاء سوريا منذ بدء شهر رمضان، وقدمت الطعام والدواء وكل ما لديها للمواطنين السوريين، وهذه الجمعيات تقدم الكساء للمواطنين الفقراء في الوقت الحالي، بالتزامن مع قدوم عيد الفطر المبارك، حتى ترفع الضغط عن الشعب السوري الذي يعاني من ضرر كبير منذ سنوات طويلة".

ويقول "شحادة" إنّ سوق الملابس في سوريا تأثر بشكل ضخم هذا العام؛ وذلك بسبب:

  • عدم توافر الأموال من أجل إنتاج أو استيراد الملابس الجاهزة
  • نقص المساعدات والإعانات الموسمية من الخارج، مما تسبب في تدهور أوضاع سوق الملابس السورية.
  • ضعف القدرة الشرائية في سوريا بالنسبة للمواطنين، وعدم قدرتهم على شراء المستلزمات الرئيسية.
  • السوق السوداء الموازية، التي يستغل أصحابها الأزمات لاستغلال المواطنين بكل طريقة ممكنة.

وفي ختام الحديث، يشير البرلماني السوري السابق إلى بارقة أمل تلوح في الأفق، وقد تعيد الحياة إلى قطاع المنسوجات المتضرر حالياً، إذ يشير إلى أنّ صُنّاع المنسوجات السورية اليدوية بدأوا العمل مجدداً على إنتاجها داخل معاملهم الخاصة، على أمل أن تتجاوز سوريا الأزمات التي عانت منها سنوات طويلة، وتعود البلاد سابق إلى مكانتها الطبيعية.

أخبار ذات صلة

مناشدات لجمع 84 مليون دولار لدعم متضرري "الزلزال الكبير"
"طبخة الأمل".. كيف تمكنت سوريات من هزيمة الفقر عبر الإنترنت؟

أسعار باهظة

ومن جانبه، يرصد المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية السورية، محمود مرعي، الأزمات التي تهدد السوريين مع حلول عيد الفطر، فيقول إنّ البلاد تشهد معاناة قاسية للغاية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، وخاصة اللحوم الحمراء والبيضاء، بجانب المستلزمات الأخرى من الملابس والدواء.

ويضيف في حديث خاص مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": "للأسف التجار في سوريا لا يعنيهم فقط سوى الربح من المواطن السوري، الذي بات يتقاضى أجوراً زهيدة للغاية مقارنة مع أسعار المستلزمات والسلع الأساسية في الأسواق، وذلك في ظل تعرض سوريا لعقوبات اقتصادية كبيرة تؤثر بشكل واضح على حياة المواطنين، وأهمها عدم سيطرة الدولة على الموارد الأساسية من النفط، الغاز، الحبوب، والقطن".

أخبار ذات صلة

كم ستحتاج تركيا وسوريا لإعادة الإعمار؟.. خبير يحدد مدة صادمة

أمَّا عن دور الجمعيات الخيرية في سوريا، يوضح "مرعي" أنّها تلعب دوراً كبيراً في حياة السوريين، وخاصة الفقراء ومحدودي الدخل، وتتضمن: -

  • تقديم سلال غذائية للشعب السوري في ظل أزمة غلاء الأسعار.
  • كساء الأطفال والعائلات الأكثر فقراً في المناطق المتضررة.
  • تقديم مبالغ نقدية للأسر الأكثر احتياجاً.
  • توفير العلاجات اللازمة للفقراء وأصحاب الأمراض في سوريا.

ويختتم: "العقبات الاقتصادية التي فرضتها أميركا والاتحاد الأوروبي على الدولة السورية في السنوات الطويلة الماضية، لم تمنع التجار من ممارسة ألاعيبهم الماكرة في استغلال حاجة المواطنين للسلع الغذائية والمستلزمات الموسمية، وتظهر هذه السلوكيات بجلاء مع حلول عيد الفطر المبارك، حيث شهدت أسواق الملابس في سوريا ارتفاعاً شديداً في الأسعار، بحوالي 40 بالمئة، وهو ما انعكس على المواطنين، لا سيّما أصحاب الدخل المحدود منهم".

مستشار بالحكومة السورية: الزلزال كشف حجم معاناة الاقتصاد