أكدت وزيرة الخزانة الأميركي جانيت يلين في كلمة يفترض أن تلقيها الخميس ونشر نصها مسبقا، أن الولايات المتحدة تريد "علاقة اقتصادية بناءة وعادلة" مع الصين مع تمسك واشنطن بموقفها في الدفاع عن أمنها القومي.
وتأتي الكلمة التي ستلقيها يلين في جامعة جونز هوبكنز في واشنطن فيما لا يزال التوتر مرتفعا بين أكبر اقتصادين في العالم.
فقد اتهم وزير الخارجية الصيني الجديد تشين غانغ الشهر الماضي واشنطن بإثارة التوتر بين القوتين محذرا من "نزاع ومواجهة"، بعد اللقاء بين رئيسة تايوان تساي إنغ ون برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في ولاية كاليفورنيا، بعد أسبوع من تكريمها في نيويورك بجائزة القيادة.
غير أن يلين أكدت تمسك الولايات المتحدة بقناعتها المتمثلة بالدفاع عن قيمها والأمن القومي. وقالت "في هذا السياق، نسعى إلى علاقة اقتصادية بناءة وعادلة مع الصين".
كما أكدت ضرورة أن يتمكن البلدان من "مناقشة القضايا الصعبة بصراحة" والعمل سويا إذا كان ذلك ممكنا.
وبعدما شددت على ضرورة أن تكون "المنافسة الاقتصادية الصحيحة" عادلة لتصبح مستدامة، قالت يلين "سنواصل الشراكة مع حلفائنا ردا على ممارسات الصين الاقتصادية غير العادلة".
وأضافت أن الصين وسعت نطاق دعمها للمؤسسات المملوكة من الدولة والشركات المحلية الخاصة من أجل "السيطرة على منافسين أجانب".
"مخاوف على الأمن والقيم"
رغم أن بعض إجراءات الأمن القومي الأميركي قد تكون لها انعكاسات اقتصادية، أكدت يلين إن تلك الخطوات "تدفعها فقط مخاوفنا على الأمن والقيم". وأضافت "ليس هدفنا استخدام هذه الأدوات من أجل تحقيق تفوق اقتصادي تنافسي".
ورفضت يلين فكرة أن تكون إجراءات الأمن القومي الاميركية تهدف إلى خنق التحديث الاقتصادي والتكنولوجي للصين.
وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد انتقد في وقت سابق الولايات المتحدة معتبرا أنها تقود مساع لاحتواء وقمع الصين.
وتلقت طموحات الصين التكنولوجية ضربة من جراء قيود فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، فيما شددت السلطات الصينية على ضرورة الابتعاد عن الصادرات المتعلقة بقطاعات تعتبر رئيسية للأمن القومي، مثل أشباه الموصلات.
ورغم الخلافات بين الطرفين شددت يلين الاربعاء على الحاجة للتعاون أيضا في تحديات عالمية ملحّة.
تواجهت واشنطن وبكين في السنوات الماضية في قضايا التجارة وحقوق الإنسان وسواها، وساءت العلاقات بدرجة أكبر هذا العام عندما أسقطت الولايات المتحدة منطادا صينيا قالت إنه يُستخدم لأغراض التجسس، وهو ما نفته الصين بشدة.
وبينما وافق البلدان على تعزيز التواصل في قضايا الاقتصاد الكلي إلى جانب التعاون في مسائل المناخ وأزمات الديون، شددت يلين على ضرورة "بذل المزيد من الجهود".
وأضافت "ندعو الصين إلى الوفاء بوعدها التعاون معنا في تلك القضايا، ليس خدمة لنا، إنما بدافع واجبنا والتزامنا المشترك تجاه العالم".
مؤشر مقلق
كما قالت يلين الخميس إنّ "شراكة الصين غير المحدود" ودعمها لروسيا "مؤشّر مقلق على أنّها ليست جادّة بشأن إنهاء الحرب" في أوكرانيا.
وشدّدت على أنّه من الضروري ألا تقدّم الصين وغيرها لروسيا الدعم المادي أو المساعدة للتهرب من العقوبات، محذّرة من عواقب وخيمة.
وعلى الرّغم من الخلافات بين الطرفين، شدّدت يلين الأربعاء على الحاجة للتعاون أيضاً في مواجهة تحديات عالمية ملحّة.
وتواجهت واشنطن وبكين في السنوات الماضية بشأن قضايا التجارة وحقوق الإنسان وسواها. وساءت العلاقات هذا العام عندما أسقطت الولايات المتّحدة منطاداً صينياً فوق أراضيها قالت إنه يُستخدم لأغراض التجسس، وهو ما نفته الصين بشدة.
وبينما وافق البلدان على تعزيز التواصل في قضايا الاقتصاد الكلّي إلى جانب التعاون في مسائل المناخ وأزمات الديون، شدّدت يلين على ضرورة "بذل مزيد من الجهود".
وأضافت "ندعو الصين إلى الوفاء بوعدها بالتعاون معنا في تلك القضايا، ليس خدمة لنا، إنّما بدافع واجبنا والتزامنا المشتركين تجاه العالم".
وقالت يلين إنها تفكر في السفر إلى الصين في الوقت المناسب، معربة عن أملها في الانخراط في "حوار جوهري" مع نظيرها الجديد ومعتبرة أنّ من شأن هذا الأمر أن يساعد في "وضع الأساس لإدارة علاقاتنا الثنائية على نحو مسؤول".
وفي ما يتعلق بالاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي، قالت يلين إنّ الولايات المتحدة ستتّخذ كل الخطوات الضرورية لضمان امتلاك النظام المالي الأقوى في العالم والأكثر أمانًا.