تتجه كل من الصين والهند للاستحواذ على حوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2023، وهو ما يؤكد الدور المتزايد لآسيا في الاقتصاد العالمي، بحسب صندوق النقد الدولي.
يتوقع الصندوق حاليا نمو منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمعدل 4.6 بالمئة خلال العام الحالي بزيادة قدرها 0.3 نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر الماضي، بعد نموها بمعدل 3.8 بالمئة خلال العام الماضي، وأغلبه بعد رفع قيود كورونا في الصين. وبحسب تقديرات الصندوق فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستساهم بأكثر من 70 بالمئة من النمو العالمي خلال العام الحالي بحسب وكالة بلومبيرغ.
وقال كريشنا سرينيفاسان مديرة إدارة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق النقد إن تعافي الاقتصاد الصيني أنعش النشاط في مختلف أنحاء المنطقة.
وأضاف أن أقوى تأثير على النمو الإقليمي كان يأتي من الطلب الصيني على السلع الاستثمارية، لكن هذه المرة "نتوقع أن يأتي أقوى تأثير من الطلب الصيني المتزايد على السلع الاستهلاكية".
دور رئيسي للاقتصاد الصيني
في الوقت نفسه، قال جيتا جوبيناث النائب الأول لرئيس صندوق النقد الدولي في وقت سابق من اليوم إن الاقتصاد الصيني سينمو بمعدل 5.2 بالمئة وهو ما يقل بشدة عن معدلات النمو قبل جائحة فيروس كورونا المستجد "لم يعد لدينا الصين التي تحقق نموا بمعدلات عالية للغاية... حتى الآن لا توجد محركات نمو كبيرة للغاية للاقتصاد العالمي ككل... إذا لم نزد الإنتاجية سنظل نعاني من النمو المنخفض".
فيما قال بيير أوليفييه غورينشا، مدير إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي، في مؤتمر صحفي الثلاثاء 11 أبريل الجاري، بشأن أحدث تقرير عن توقعات الاقتصاد العالمي "إننا نتوقع نموا (للصين) بنسبة 5.2 بالمئة عام 2023. وهذا ارتفاع من نسبة 3 بالمئة العام الماضي".
وقال غورينشا إنه نظرا لحجم الاقتصاد الصيني سيكون ذلك الارتفاع في نموه مساهما رئيسيا في النمو العالمي العام المقبل، مضيفا أن "أحد أعظم الأخبار لعام 2023" أن الاقتصاد الصيني يشهد إعادة انفتاح سريعة مع انتعاش قوي.
وقال صندوق النقد الدولي في تقرير توقعات الاقتصاد العالمي: "مع انحسار موجات كوفيد-19 (في الصين) في يناير من العام الجاري، عادت إمكانية التنقل إلى طبيعتها، وبدأت المؤشرات الاقتصادية عالية التواتر، مثل مبيعات التجزئة وحجوزات السفر، في الارتفاع".
وأضاف أنه "من المرجح أن يؤدي إعادة انفتاح اقتصاد الصين ونموه إلى آثار إيجابية غير مباشرة، مع آثار أكبر على البلدان ذات العلاقات التجارية الأقوى مع الصين والأكثر اعتمادا على السياحة الصينية".
بينما لا تزال الهند صاحبة الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموا في العالم، إلا أن توقعات صندوق النقد الدولي أقل من تقديرات بنك الاحتياطي الهندي بواقع 6.5 بالمئة، للعام. وتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الهندي بمعدل 5.9 بالمئة للعام الحالي، حيث تتحرك الهند اليوم بسرعة في تحولها لأن تصبح ثالث أكبر اقتصاد بسبب تعزيز التصنيع.
ووفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي، سينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.8 بالمئة عام 2023، أي أقل بمقدار 0.1 نقطة مئوية عن توقعاته التي صدرت في شهر يناير.
وأوضح صندوق النقد الدولي "أن عودة الاقتصاد العالمي إلى وتيرة النمو الاقتصادي التي سادت قبل موجة الصدمات في عام 2022 واضطراب القطاع المالي في الآونة الأخيرة أمر بعيد المنال بشكل متزايد".