الطلب القوي الذي شهده قطاع أجهزة الكمبيوتر الشخصية أثناء إغلاقات وباء كورونا، بدأ بالانحسار مثل الوباء، فالناس بدأو بالعودة لمكاتبهم، وعادت صورة الأعمال لسابق عهدها.
فقد شهدت شحنات جميع شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر مجتمعة تراجعا بنسبة 29 بالمئة خلال الربع الأول لتصل إلى 56.9 مليون وحدة، منخفضة إلى ما دون مستويات أوائل عام 2019، ما يمثل بداية صعبة لهذا العام بالنسبة لشركات صناعة أجهزة الكمبيوتر، التي لا تزال تواجه تخمة في المخزون غير المباع، وفقًا لتقرير شركة "آي دي سي" للأبحاث.
الأثر الأكبر من هذا التراجع وقع على عملاق التكنولوجيا "آبل"، حيث تراجعت مبيعاتها من أجهزة الكمبيوتر الشخصية بنسبة 40.5 بالمئة خلال الربع الأول، كما سجلت "لينوفو" و"ديل" انخفاضًا بأكثر من 30 بالمئة، فيما انخفضت مبيعات "إتش بي" بنسبة 24.2 بالمئة، وهو ما يظهر أنه لم تنج أي علامة تجارية رئيسية من التباطؤ.
وفيما يتعلق بعام 2024، توقع باحثو "آي دي سي" للأبحاث انتعاشًا محتملاً لصانعي أجهزة الكمبيوتر، مدفوعًا بمزيج من الأجهزة القديمة التي ستحتاج إلى استبدالها وتحسن الاقتصاد العالمي.
الانفاق الاستهلاكي
التباطؤ في الإنفاق الاستهلاكي خلال العام الماضي أدى لانخفاض ملحوظ في شحنات الهواتف الذكية، وتراكم التخمة بين أكبر موردي شرائح الذاكرة في العالم، فشركة "سامسونغ" للإلكترونيات التي توفر ذاكرة للأجهزة المحمولة بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة الأسبوع الماضي، أعلنت أنها قلصت إنتاج الذاكرة بعد أن سجلت أرباح هي الأدنى منذ الأزمة المالية لعام 2009.
وبالرغم من استنفاد مخزون الشركات في الأشهر القليلة الماضية إلا أن شركة "آي دي سي" أكدت في تقريرها أن المخزونات ستبقى عند مستويات مرتفعة في منتصف العام وربما في الربع الثالث.
أشباه الموصلات
هذا التراجع في مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية انعكس على مبيعات شركات أشباه الموصلات العالمية، فقد سجلت شركة "tsmc" التايوانية تراجعًا بنسبة 15% في إيراداتها خلال مارس مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي لتبلغ حوالي 4.78 مليار دولار وهو أول انخفاض للإيرادات الشهرية منذ مايو 2019.
كما شهدت منافستها "UMC" هي الأخرى انخفاضا في إيراداتها لشهر مارس بنسبة 20.1 بالمئة، لتبلغ قيمة مبيعاتها قرابة 581 مليون دولار خلال مارس.