استمرت أسعار معظم السلع الغذائية الرئيسية بالعالم في مسار التراجع الذي سلكته منذ يوليو من 2021، فقد انخفض مؤشر الأسعار العالمية للغذاء الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" للشهر الثاني عشر على التوالي في مارس ليتراجع بذلك 20.5 بالمئة حتى الآن عن الذروة التي سجلها قبل عام في أعقاب انطلاق شرارة الأزمة الأوكرانية.

وقالت المنظمة الجمعة إن مؤشرها، الذي يرصد أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، بلغ 126.9 نقطة في المتوسط الشهر الماضي مقابل 129.7 نقطة لشهر فبراير، وهي أدنى قراءة منذ يوليو 2021.

أخبار ذات صلة

أسعار الغذاء حول العالم تتراجع للشهر الحادي عشر في فبراير
الفاو: أسعار الغذاء العالمية تتراجع للشهر العاشر على التوالي

وعزت المنظمة هذا الانخفاض إلى عوامل منها وفرة الإمدادات وتراجع الطلب على الواردات وتمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

أخبار ذات صلة

وزير خارجية روسيا: موسكو تعتبر تمديد اتفاق الحبوب "معقدا"

وبالرغم من استمرار هذا الاتفاق، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي إن العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية تزداد صعوبة، وأضاف أنه ناقش مع نظيره التركي ما وصفه لافروف بأنه "تقاعس" في تنفيذ بنود اتفاق الحبوب في البحر الأسود.

وأوضحت المنظمة، أن تراجع المؤشر يعكس انخفاض أسعار الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان، وهو ما عوض ارتفاع أسعار السكر واللحوم.

وقال ماكسيمو توريرو كبير الاقتصاديين في الفاو "بينما انخفضت الأسعار على المستوى العالمي، فإنها لا تزال مرتفعة للغاية وتستمر في الارتفاع في الأسواق المحلية، مما يفرض تحديات إضافية على الأمن الغذائي".

وأضاف "هذا هو الحال بشكل خاص في البلدان النامية المستوردة للغذاء، حيث يتفاقم الوضع بسبب انخفاض قيمة عملاتها مقابل الدولار أو اليورو وتزايد أعباء الديون".

الغذاء العالمي في خطر.. والزراعة هي الحل

أخبار ذات صلة

شح المياه في الوطن العربي.. الأسباب والمخاطر المتوقعة
فاو: السودان يحتاج لاستيراد 3.5 مليون طن من القمح في 2023

وكان البنك الدولي قد خصص في تقرير له الجمعة جزءا كبيرا حول الآثار طويلة الأجل لارتفاع الأسعار وانعدام الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي قال فيه أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية محليا سيؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المنطقة، والذي لايشكل مصدر قلق فوريا فحسب، بل له تداعيات على مدى الأجيال.

وانخفض مؤشر الفاو لأسعار الحبوب 5.6 بالمئة على أساس شهري في مارس، مع تراجع القمح 7.1 بالمئة، والذرة 4.6 بالمئة، والأرز 3.2 بالمئة.

أخبار ذات صلة

رغم استمرار الحرب.. صادرات الحبوب الأوكرانية ترتفع في فبراير

وتراجعت الزيوت النباتية ثلاثة بالمئة بانخفاض نحو 47.7 بالمئة عن المستوى الذي سجله المؤشر في مارس 2022، بينما تراجع مؤشر الألبان 0.8 بالمئة.

على النقيض من ذلك، ارتفع السكر 1.5 بالمئة إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2016، متأثرا بمخاوف من احتمال تراجع الإنتاج في الهند وتايلاند والصين. وزاد مؤشر أسعار اللحوم 0.8 بالمئة.

إنتاج القمح

وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، رفعت الفاو توقعاتها للإنتاج العالمي من القمح في 2023 ليصبح حاليا عند 786 مليون طن وهو ما يقل 1.3 بالمئة عن مستويات عام 2022 لكنه مع ذلك يعد ثاني أكبر إنتاج على الإطلاق.

أخبار ذات صلة

أسعار القمح الروسي تتراجع وسط زيادة الصادرات

وقالت المنظمة "من المتوقع أن تقترب المساحات المزروعة من مستويات قياسية في آسيا، بينما تؤثر ظروف الجفاف على شمال أفريقيا وجنوب أوروبا".

كما رفعت الفاو تقديراتها للإنتاج العالمي من الحبوب لعام 2022 إلى 2.77 مليار طن، بانخفاض 1.2 بالمئة فقط عن العام السابق.

ويتوقع أن يصل الإنتاج العالمي من الأرز في موسم 2022-2023 إلى 516 مليون طن، وهو ما يقل 1.6 بالمئة عن المحصول القياسي لموسم 2021-2022.

وقدرت الفاو أن يبلغ الاستهلاك العالمي للحبوب في 2022-2023 2.78 مليار طن، بانخفاض 0.7 بالمئة عن 2021-2022. ومن المتوقع أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بنهاية موسم 2022-2023 بنسبة 0.3 بالمئة من مستوياتها في بدايته إلى 850 مليون طن.