وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء إلى الصين في زيارة دولة تستمر ثلاثة أيام على ما أعلن قصر الإليزيه، في أول رحلة له إلى هذا البلد منذ 2019.

وسيجري ماكرون محادثات الخميس مع نظيره الصيني شي جينبينغ تشارك في جزء منها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وينتقل الجمعة إلى كانتون في جنوب الصين.

وتريد باريس "إحياء" التبادل والحوار على كل المستويات مع الصين بعد انقطاع ناجم خصوصا عن القيود الصارمة جدا التي فرضتها بكين في إطار مكافحتها وباء كوفيد-19.

مبادلات تجارية واستثمارات

جاء برنامج الزيارة الفرنسية إلى الصين تحت شعار "الوحدة الأوروبية شرط أساسي لبناء شراكة متوازنة مع الصين".

ويصحب الرئيس الفرنسي أيضا عشرات الخبراء الاقتصاديين ورؤساء الشركات الفرنسية بهدف دعوة الشركات الصينية لزيادة استثماراتها في فرنسا ودول الاتحاد ولفسح المجال أمام الشركات الأوروبية ولا سيما الفرنسية للاستثمار في الصين.

يرافق الرئيس الفرنسي نحو ستين رئيس شركة فرنسية منها إيرباص وكهرباء فرنسا وفيوليا مع تركيز على الانتقال في مجال الطاقة وهي من التحديات الكونية التي تعتبر باريس أنه ينبغي التقدم في إطارها مع بكين. ويتوقع أن يتخلل هذه اللقاءات توقيع اتفاقات.

وأوضحت أوساط ماكرون أن الرئيس ينوي الاستمرار بالدفع باتجاه "ولوج أفضل إلى السوق الصينية" و"أجواء منافسة عادلة" على غرار ما فعل في زيارتيه عامي 2018 و2019.

في عام 2022، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين وفرنسا أكثر من 81.2 مليار دولار. حاليا، تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لفرنسا في آسيا، وسادس أكبر شريك على مستوى العالم.

في حين تعتبر فرنسا ثالث أكبر شريك تجاري للصين داخل الاتحاد الأوروبي. كما تعمل الصين وفرنسا بنشاط على تعزيز الاستقرار والتنمية في العالم.

وأصبحت فرنسا أول دولة تنشئ آلية مع الصين للتعاون بين الشركات في كلا البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق. وتغطي مشاريع التعاون الثنائي البنية التحتية وحماية البيئة والطاقة الجديدة، بقيمة إجمالية تزيد عن 1.7 مليار دولار.

وبحسب بيانات الجمارك الصينية، فقد بلغت الصادرات الصينية إلى فرنسا نحو 45 مليار دولار خلال عام 2022.. خلال الـ 26 عامًا الماضية، زادت صادرات الصين إلى فرنسا بمعدل سنوي قدره 9.82 بالمئة، من 4.16 مليار دولار في عام 1995 إلى 45 مليارا في العام الماضي.

فيما بلغت الصادرات الفرنسية إلى الصين نحو 35 مليار دولار في العام الماضي، وخلال الـ 26 عامًا الماضية، زادت صادرات فرنسا إلى الصين بمعدل سنوي قدره 9.29 بالمئة، من 2.76 مليار دولار في عام 1995 إلى 35 مليار دولار في عام 2022.

النزاع في أوكرانيا

ستتناول محادثاته السياسية في هذا البلد الحرب في أوكرانيا التي يمكن لموقف الصين منها أن "يغير" اتجاهها جذريا، بحسب أوساط الرئيس الفرنسي.

وقبيل توجّهه إلى الصين أجرى الرئيس الفرنسي محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جو بايدن، أعربا خلالها عن أملهما بأن "تنخرط الصين معنا في جهود مشتركة لتسريع وضع حدّ للحرب في أوكرانيا وإرساء سلام مستدام"، وفق مسؤولين فرنسيين.

كما يعتقد الإليزيه أن الصين بسبب قربها من روسيا "هي البلد الوحيد في العالم القادر على أن يؤثر بشكل مباشر وجذري على النزاع باتجاه أو بآخر".