تقدمت شركة فيرجن أوربت بطلب الحماية من إفلاس في الولايات المتحدة بموجب الفصل رقم 11 بعد فشل شركة إطلاق الأقمار الصناعية في تأمين استثمارات جديدة.
وقدمت شركة إطلاق الأقمار الصناعية ومقرها كاليفورنيا الدعوى إلى محكمة الإفلاس الأميركية في مقاطعة ديلاوير وتتطلع لبيع أصولها.
وأعلنت الشركة، التابعة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، الأسبوع الماضي أنها ستخفض 85 بالمئة من قوتها العاملة والبالغة 750 فرداُ.
في وقت سابق من هذا العام، فشل صاروخ فيرجن أوربت في إكمال أول إطلاق قمر صناعي على الإطلاق من أرض المملكة المتحدة.
وقال رئيس شركة فيرجن أوربت، دان هارت، إنه على الرغم من أن الشركة قد "بذلت جهوداً كبيرة" للتغلب على الصعوبات المالية التي تواجهها وتأمين المزيد من التمويل، "يجب علينا في النهاية أن نفعل ما هو الأفضل للأعمال".
"نعتقد أن تقنية الإطلاق المتطورة التي ابتكرها هذا الفريق ستحظى بجاذبية واسعة للمشترين بينما نواصل عملية بيع الشركة. في هذه المرحلة، نعتقد أن التقدم للحماية من الإفلاس تمثل أفضل مسار للمضي قدمًا لتحديد عملية بيع فعالة وتعظيم القيمة وإنهائها"، بحسب تعبير هارت.
وقال إن فيرجن أوربت ستركز الآن على إيجاد مشتر للأعمال "لتوضيح مستقبل الشركة لعملائها وبائعيها وموظفيها".
البداية
تأسست شركة فيرجن أوربت في عام 2017 وهي فرع من شركة السياحة الفضائية السير ريتشارد فييرجن غالاكتك.
على عكس بعض المنافسين الذين يطلقون الصواريخ من الأرض، تستخدم "فيرجن أوربت" تقنية معروفة باسم الإطلاق الجوي، حيث يتم الإطلاق عبر مركبتها المدارية "لانشر ون" LauncherOne من ارتفاع عالٍ حيث تكون مثبتة أسفل جناح طائرة "بوينغ 747" المعدلة.
بدأت الشركة في تطوير مركبتها المدارية في "فيرجن غالاكتيك"، قبل سنوات من إنشاء عمل إطلاق الاقمار الصناعية رسمياً.
أطلقت "فيرجن أوربت" بنجاح مهمتها الأولى إلى المدار في يناير 2021 وأكملت أربع رحلات ناجحة حتى عام 2022.
ولكن في يناير الماضي فشلت محاولة إرسال قمر صناعي إلى مدار من المملكة المتحدة لأول مرة لأن محرّك وقود الصاروخ قد خرج من مكانه، ما تسبب في ارتفاع درجة حرارة أحد المحركات.
كانت الشركة تخطط لزيادة وتيرة الإطلاق هذا العام، لكن كان عليها إعادة التقييم بعد مهمة فاشلة في يناير، والتي كان من المقرر أن تكون أول إطلاق مداري من الأراضي البريطانية. لم تصل مركبتها إلى المدار بعد تعرضها لمشكلة في مرشح الوقود أثناء الرحلة، مما أدى إلى فقدان تسعة أقمار صناعية صغيرة.
سارعت شركة فيرجن أوربت المملوكة بالأساس لمجموعة فيرجن لإيجاد تمويل جديد بعد فشل صاروخ المملكة المتحدة وتوقف عملياتها الشهر الماضي للحفاظ على السيولة.
الشركة التي أدرجت أسهمها في مؤشر ناسداك في نيويورك في عام 2021، كانت عليها ديون بقيمة 153.5 مليون دولار اعتبارا من سبتمبر من العام الماضي.
وقالت الشركة الثلاثاء إن إحدى شركاتها الشقيقة فيرجن إنفستمنت ستقدم 31.6 مليون دولار من الأموال الجديدة لمساعدة فيرجن أوربت من خلال عملية العثور على مشتر.
وقد تقدمت بما يُعرف باسم الحماية من الإفلاس بموجب الفصل 11 من قانون الولايات المتحدة.
يتيح ذلك للشركة الاستمرار في العمل ومعالجة قضاياها المالية مع توفير الحماية ضد دائنيها المستحقين بأموال.
وقال هارت إنه على الرغم من المشاكل المالية، فإنه واثق من أن الشركة لديها "طريقة لجذب" المالك الجديد لأن فريقها ابتكر "أحدث تقنيات الإطلاق".
يعد ريتشارد واحداً من مجموعة صغيرة جداً من المليارديرات الذين وسعوا إمبراطورياتهم التجارية إلى إطلاق أقمار صناعية ومحاولات لريادة رحلات الفضاء التجارية.
ومن بين الآخرين جيف بيزوس، مؤسس موقع أمازون للبيع بالتجزئة على الإنترنت وكذلك مالك تويتر ورئيسه إيلون ماسك.
استثمر السير ريتشارد ومجموعة فيرجن أكثر من مليار دولار في الأعمال التجارية في محاولة لإطلاق أقمار صناعية عبر فيرجن أوربت، ولكن أيضا لتطوير "طائرات فضائية" قابلة لإعادة الاستخدام لأخذ السائحين في رحلات قصيرة إلى الفضاء المداري.
بدأت فيرجن غالاكتك ببيع التذاكر مقابل 250 ألف دولار لهذه الرحلات ويشارك فيها مشاهير على غرار نجم البوب الكندي جاستن بيبر.