لم يكن الحديث عن أزمة أو اضطرابات في القطاع المصرفي العالمي على قائمة أي توقعات لعام 2023، وخلال أسبوعين فقط انقلبت الصورة رأسا على عقب وباتت البنوك اليوم مصدر القلق الرئيسي في الاقتصاد العالمي.
انهيار بنك SVB كان بمثابة الشرارة التي أشعلت نيران الذعر بين المستثمرين والمودعين لتكون النتيجة وصول الأزمة إلى خمسة بنوك تقريبا. لكن ماذا لو كان هذا مجرد بداية؟
تخارج المستثمرين من أسهم القطاع المالي يوحي بوجود نوع من القلق، أسهم هذا القطاع على مستوى العالم فقدت نحو تريليون دولار من قيمتها السوقية منذ بداية الشهر الحالي حتى يوم الجمعة الماضي.
من جانبه، يرى ريان ليمند الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نيوفيجن لإدارة الثروات أن السوق الأميركي في وضع أكثر سوءا مما عليه في الأسواق الأوروبية، بسبب الأنظمة والقوانين الأكثر صرامة في أوروبا.
وقال في حديث خاص لـ اقتصاد سكاي نيوز عربية، "إن أزمة 2008 بدأت في أوروبا وتحديدا بالبنك البريطاني نورثرن روك لتمتد بعد ذلك إلى أميركا مع انهيار بنك ليمان براذرز، اليوم الأزمة في كريدي سويس أكبر مما تشهده البنوك الأميركية".
"ما يحدث هو بداية.. وقد تكون هناك تصدعات.. الأزمة ستمتد لكننا نستبعد أن تكون بنفس السوء الذي شهدته الأزمة المالية العالمية في 2008، نتوقع أن يكون هناك ضعف اقتصادي ومالي ومصرفي في أميركا على جميع المستويات، لكن نستبعد حدوث انهيارات" بحسب تعبير ريان ليمند الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نيوفيجن لإدارة الثروات.
وعن تحرك الفيدرالي برفع معدلات الفائدة بوتيرة متسارعة وتأثيرها على البنوك والسندات، قال ريان، إن جيروم باول كان صريحا للغاية في شهادته أمام الكونغرس، إذ قال إن الفيدرالي بحاجة إلى تباطؤ الاقتصاد للسيطرة على آفة التضخم.
وبحسب ريان، من ضحايا تباطؤ الاقتصاد الأميركي:
- البنوك التي تدار بشكل سيئ وليست لديها إدارة مخاطر تقوم بعملها بشكل مناسب
- شركات الزومبي... وهي شركات مثقلة بالديون، لا يكفي دخلها لتغطية جميع نفقاتها، إذ بالكاد تكون قادرة على تلبية خدمة ديونها دون القدرة على سداد الدين نفسه، تعتمد هذه الشركات بشكل عام على الائتمان الذي تمنحه لها البنوك لضمان بقائها، مما يجعلها في حالة اعتماد مستمر على السيولة التي يوفرها لها الدائنون، سواء كانوا بنوكا خاصة أو مؤسسات عامة.
وأوضح ريان أن نحو 25 في المئة من شركات مؤشر ستاندرد آند بورز500 هي من الشركات الزومبي.
وقال إن مسؤولية البنوك المركزية تكمن في الحفاظ على استقرار الأسعار والاستقرار المالي إلا أن البنوك المركزية فشلت في تحقيق الأمرين.
وشدد على ضرورة استمرار البنوك المركزية برفع الفائدة لكبح التضخم. مشيرا إلى أن التسهيلات الأميركية التي قدمت للبنوك بعد أزمة SVB محت نحو 50 في المئة من التشديد النقدي الذي قام به الفيدرالي في حربه ضد التضخم.