هوت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2021، على وقع مخاوف في الأسواق العالمية من تداعيات أزمة انهيار البنوك الأميركية، فيما تراجعت أسهم مصرف "كريدي سويس" بشكل حاد، واقتربت تكلفة تأمين سنداته ضد مخاطر التخلف عن السداد من مستوى التعثر.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 3.20 دولار أو 4.1 بالمئة إلى 74.25 دولار للبرميل بحلول الساعة 13.33 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس 74.01 دولار كأدنى مستوى منذ ديسمبر.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 2.86 دولار أو 4 بالمئة إلى 68.47 دولار للبرميل، بعد أن وصل أيضا إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر 2021.
ويأتي هذا التراجع رغم التوقعات الإيجابية لحركة التداول، نتيجة للأرقام التي تظهر أن النشاط الاقتصادي الصيني انتعش في الشهرين الأولين من عام 2023 بعد إنهاء الإجراءات الصارمة لمواجهة "كوفيد 19".
تداعيات انهيار البنوك
واعتبر خبراء ومراقبون في مجال الطاقة أن التراجع الحاد لأسعار النفط خلال الساعات الأخرى، يرجع إلى التأثر بتداعيات انهيار بنك "سيليكون فالي"، والمخاوف بشأن وضع "كريدي سويس"، وتفاقم الأزمة المالية التي من شأنها أن تؤثر على الطلب على الوقود.
وعدد المدير التنفيذي لمركز كوروم للدراسات في لندن طارق الرفاعي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب الانخفاض الكبير لأسعار النفط في نقاط محددة:
السبب الأول: انهيار بنك "سيليكون فالي" والأزمة البنكية الراهنة في أميركا تعني أن هناك تقليصا في السيولة بالأسواق، بسبب المخاوف والمخاطر المتعلقة بالقطاع المصرفي في البلاد، والآن نرى بعض هذه المخاوف في أوروبا أيضا.
حينما نرى هذا الخوف وارتفاع المخاطر وتقليص السيولة، نلاحظ تراجع الكثير من السلع والأصول الأخرى مقارنة بالملاذات الآمنة مثل الدولار والذهب.
السبب الثاني: ارتفاع أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية، حيث بدأ المستثمر الآن في التركيز على مدى تأثير ارتفاع أسعار الفائدة حول العالم من أوروبا إلى أميركا على الاقتصاد العالمي، والتساؤلات بشأن الركود الاقتصادي ومدى تأثيره بخصوص الطلب على النفط وسعره.
مخاوف تنتقل للنفط
هذا ما ذهب إليه تاماس فارجا من "بي في إم" للسمسرة النفطية، الذي قال لـ"رويترز" إنه "من الواضح أن المخاوف من العدوى تكتسب قوة، ونتيجة لذلك أصبح الدولار أقوى والأسهم أضعف، والأمر نذير سيئ للنفط".
كما ذكر كريغ إرلام من شركة "أواندا" للسمسرة، أن أزمة "كريدي سويس" والمخاوف المصرفية الأوسع تلقي بثقلها على المعنويات بالأسواق، إضافة لكون "التوقعات غير مؤكدة إلى حد كبير، وهذا يؤثر على أسعار النفط على المدى القصير".
وينتظر المستثمرون الآن بيانات مخزونات النفط الأميركية الرسمية في وقت لاحق من الأربعاء، لمعرفة ما إذا كانت ستؤكد زيادة 1.2 مليون برميل في مخزونات النفط الخام التي أبلغ عنها معهد البترول الأميركي، الثلاثاء.
وقدم التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، دعما من خلال التوقع بزيادة الطلب الصيني على النفط، بعد يوم من رفع "أوبك" توقعاتها المتعلقة بنمو الطلب الصيني لعام 2023.