أثار انهيار بنك "سيليكون فالي" الأميركي، مخاوف جمة بشأن موقف شركات التكنولوجيا التي أصبحت تواجه "خطرا جسيما" إزاء تداعيات الأزمة الراهنة، في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة بخطوات حثيثة للحد من الأضرار.
سياق الأحداث
سرعان ما اتجهت الأنظار إلى العديد من الشركات التي كان يدعمها بنك "سيليكون فالي"، والتي ينتمي معظمها لقطاع التكنولوجيا، مع تنامي المخاوف بشأن ما إذا كانت ستكون قادرة على استرداد أموالها ودفع رواتب موظفيها.
وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فدائما ما كان يصف بنك "سيليكون فالي" نفسه بأنه "منظومة شاملة لأصحاب الرؤى التقنية"، أكثر من كونه مجرد بنك، و"شريكا ماليا عبر القروض، وإدارة العملات".
أهمية البنك
- وبنك "سيليكون فالي" هو أكبر مقرض للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في العالم، إذ تخصص في إقراض الأعمال التجارية في مراحلها المبكرة، وجمع ما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية المدعومة من الشركات الأميركية التي تم إدراجها في أسواق الأسهم العام الماضي.
أساليب "عنيفة"
اعتبر محللون أن الأساليب التي نفذها البنك على مدار السنوات الماضية "عنيفة"، لكن بالنظر للنتائج المُحققة، فإن الأعمال التجارية مع 44 بالمئة من شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية المدعومة من الشركات الأميركية والتي تم طرحها للاكتتاب العام الأخير، حققت نموا بشكل عام.
يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة البورصات الأوروبية تراجعها الإثنين، مسجلة أسوأ جلسة في السنة على وقع المخاوف من انتشار العدوى إلى القطاع المصرفي، بعد إفلاس مصرفين أميركيين.
كما تهاوى سعر سهم بنك "فيرست ريبابليك" الأميركي بأكثر من 65 بالمئة، مع بدء التداول في "وول ستريت"، مما أدى إلى تراجع أسهم بنوك أخرى.
رد فعل المتداولين
ويرى المحلل المالي والاقتصادي، أحمد عز، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية "، أن "المتداولين على أسهم التكنولوجيا سيتجهون لبيع الأسهم، ومن ثم فإن توزيع المحافظ سيتغير، لتكون أكثرها في شركات ناشئة ذات سعر عادل مُصحح بعد الانهيار".
ويضيف: "الأمر نفسه سينطبق على المتداولين في البنوك التي تستثمر أو تُقرض بنسبة كبيرة بالشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا، والذين سيتجهون للبيع أيضا"، مرجعا ذلك إلى أن تلك البنوك، وإن لم تتضرر من الأزمة، ستكون "مجبرة على الالتزام باحتياطي عالٍ، للمحافظة على وزن نسبي للمخاطر، طبقا للقوانين العالمية والمحلية".
وتمتلك شركات الأسهم الخاصة، ومن بينها "Vista Equity Partners" و"Insight Partners" و"Thoma Bravo" العشرات من شركات المحافظ التي تتعامل مع بنك "سيليكون فالي".
وكان هذا البنك بمثابة المؤسسة المفضلة للشركات الناشئة المدعومة من أبرز الشركات الاستثمارية.
سبب الإفلاس
عز يوضح أن إفلاس "سيليكون فالي"، ناتج عن "أزمة في إدارة السيولة، وليس لسوء الاختبار أو التقييم للشركات العاملة في القطاع التكنولوجي"، لافتا إلى أن تلك الشركات التابعة "ستتأثر بالطبع من إفلاس هذه المصارف".
ويستطرد: "المشكلة ليست في الشركات ولكن في البنوك. ومن المهم للمتداولين على أسهم الشركات العاملة بقطاع التكنولوجيا دراسة مدى تأثير الأزمة على كل شركة بعينها".
شركات يدعمها "سيليكون فالي"
- "روكو": وهي شركة تكنولوجيا أميركية، تقوم بتصميم أجهزة بث الفيديو والتلفزيون الذكي، وتطوير برامج الوسائط المتعددة، ولديها حوالي 487 مليون دولار من 1.9 مليار دولار في مصرف سيليكون فالي، أي حوالي 26 في المائة من أموالها.
- "بلوك فاي": وهي شركة خدمات مالية، تقدم قروضا مدعومة بالعملات المشفرة، ولديها 227 مليون دولار في بنك سيليكون فالي، وفقا لطلب بالإفلاس تقدمت به.
- "روبلوكس": منصة للألعاب عبر الإنترنت تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، وقالت إن حوالي 5 في المائة من أموالها النقدية، البالغة 3 مليارات دولار (حتى 28 فبراير) كانت محفوظة في بنك سيليكون فالي.
- "سيركل": شركة لتكنولوجيا المدفوعات، وهناك 3.3 مليار دولار من أصل 40 مليار دولار من احتياطيات العملة المشفرة المرتبطة بالدولار الأميركي بقيت في بنك سيليكون فالي.
- "إكسسوم للأدوية": شركة أدوية ومستحضرات طبية قالت إن لديها ودائع نقدية كبيرة في بنك سيليكون فالي، وفي بنك آخر.
- "إيتسي": منصة للتجارة الإلكترونية حذرت من أن بعض مدفوعات الإيداع قد تأخرت، ومن غير المعروف عدد البائعين الذين تأثروا بالتأخيرات.
- "كامب": متجر للألعاب المملوك للقطاع الخاص ومقره نيويورك، ودعا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لطلب المساعدة، بعد ساعات فقط من إغلاق المنظمين لبنك سيليكون فالي.