أعلن الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات، عن إبرام شراكة مع مايكل بلومبرغ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بطموحات وحلول المناخ، ومؤسِّس شركتَي بلومبرغ الخيرية وبلومبرغ إل بي.
وتهدف الشراكة إلى تعزيز العمل المناخي من جانب المدن والشركات والمؤسسات المالية والمجتمع المدني، وذلك قبل الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 وأثناء فعالياتها.
وسيكون مؤتمر الأطراف COP28 محطة مهمة في العمل المناخي حيث سيشهد إجراء الحصيلة العالمية التي تعد أول تقييم شامل للمساهمات المحددة وطنياً للأطراف الموقِّعة على اتفاق باريس والتقدم المحرز في تنفيذ أهداف الاتفاق، بما في ذلك هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "يسرنا إطلاق هذه الشراكة النوعية مع مؤسسات مايكل بلومبرغ والتي تتزامن مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 الذي نسعى أن يشكل نقلة نوعية تضع العمل المناخي على مسارٍ واقعي ومنطقي لتحقيق النتائج المنشودة".
وأضاف : "سنركز على أن يكون COP28 مؤتمراً لجميع الأطراف ونحن نعمل على تحقيق هذا الهدف... من الواضح أن أي طرف بمفرده، بما في ذلك الحكومات، لا يستطيع اتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة. لذلك، فإننا نتبع نهج الشراكة والتعاون مع جميع القطاعات، لأننا بحاجة إلى تضافر جهود كافة مكونات المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المؤسسات الإنسانية والجامعات والمدن ومنظمات المجتمع المدني ومجموعات حماية الطبيعة والقطاعات الصناعية، وغيرها".
وقال الجابر: " كلنا ثقة بأن الشراكة بين رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 وبلومبرغ ستسهم في حشد وتوحيد جهود فئات المجتمع العالمي لدعم مؤتمر COP28 في تحقيق التحول الجذري الذي نحتاجه من أجل التقدم في العمل المناخي العالمي".
من جانبه، قال مايكل بلومبرغ: " حتى وقت قريب، الحكومات الوطنية كانت هي الوحيدة المشاركة في الحوار العالمي بشأن المناخ، لكن المدن والمجتمعات المحلية والولايات والمناطق والشركات والمستثمرين هم الذين قادوا طريق العمل لخفض الانبعاثات. وكلما بذلنا المزيد من الجهد لدعمهم وتمكينهم، زادت قدرتنا على تسريع وتيرة التقدم، وهذا بالضبط ما تقوم به مؤسسة بلومبرغ الخيرية".
وتابع : "بفضل الدور القيادي الذي قامت به هذه المجموعات، سيكون لها لأول مرة دور رسمي في مؤتمر الأطراف COP28 الذي يقام العام الجاري، مما قد يمثل نقطة تحول تاريخية في الجهود والمساعي العالمية الهادفة لمواجهة تغير المناخ. ويسر مؤسسة بلومبرغ الخيرية أن تنضم إلى دولة الإمارات والدكتور سلطان الجابر لاغتنام الفرصة، ومساعدة كل هذه المجموعات على اتخاذ إجراءات جريئة في الأشهر المقبلة، وتمهيد الطريق لمؤتمر أطراف ناجح".
ويمتلك بلومبرغ سجلاً عالمياً استثنائياً في دعم العمل المناخي في المدن وجذب التمويل المناخي من القطاع الخاص، والتصدي لأصعب تحديات الانبعاثات في العالم، وسيركز من خلال هذه الشراكة على تحفيز العمل المناخي عبر ثلاث مسارات رئيسية خلال مؤتمر الأطراف COP28، تعمل كلها في الفترة التي تسبق انطلاق فعاليات المؤتمر وأثناء انعقاده في دبي وهي:
- تحفيز المدن والدول للعمل على المستوى الوطني، وذلك بالشراكة مع شبكة المدن الأربعين القيادية للتغير المناخي C40، وميثاق رؤساء المحليات والمدن العالمي للمناخ والطاقة، وتحالف القادة الداعمين للعمل المناخي في الولايات الأمريكية "America Is All In"، والتحالف العالمي الهادف لتحقيق الحياد المناخي "Under 2 Coalition"، ودعم القادة المحليين - بما في ذلك رؤساء البلديات والمحافظون والرؤساء التنفيذيون - لاتخاذ إجراءات مناخية طموحة، والسعي إلى الريادة المناخية، وجمع التمويل للمشروعات الحضرية المتعلقة بالمناخ، وتقديم حلول مناخية قابلة للتطوير، وتعزيز التعاون على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية لتسريع تنفيذ العمل المناخي في جميع أنحاء العالم.
- دعم أجندة عمل مؤتمر الأطراف COP28 للانتقال في قطاع الطاقة، وتأكيداً على تصريحات الدكتور سلطان الجابر الأخيرة، ستهدف الشراكة إلى دعم انتقال واقعي ومسؤول في قطاع الطاقة، وتعزيز تنفيذ إجراءات أكثر فعالية من قبل مختلف القطاعات والصناعات كثيفة الانبعاثات بما يساعد على وضعها على مسار الحياد المناخي.
- تسريع وتعزيز تطوير مصادر الطاقة النظيفة وجمع رأس المال، عبر الشراكات القائمة مع كلٍ من "تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري"، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ومنظمة الطاقة المستدامة للجميع (SEforAll)، حيث سيعمل بلومبرغ على تعزيز بيئات السياسات المناخية المفضلة من خلال البيانات والبحوث والدعوة لدعمها، وتعزيز مرافق إعداد المشروع، وإنشاء آليات التمويل المختلط لجذب التمويل من القطاع الخاص.
وستعمل الشراكة أيضاً على مشاركة أول وفد عالمي لرؤساء البلديات في قمة قادة العالم خلال مؤتمر الأطراف COP28 وإدراج الأولويات والمساهمات المناخية المحلية في برنامج المؤتمر.
وفي وقت سابق اليوم، دعا الدكتور سلطان بن أحمد الجابر ومايكل بلومبرغ رؤساء البلديات وقادة المدن في مختلف أنحاء العالم إلى تسليط الضوء على الدور المهم والكبير للمدن في مكافحة تغيّر المناخ ومناقشة مسارات قيادة جهود المستوى دون الوطني في العمل المناخي خلال مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات.
ويرسِّخ هذا الالتزام الجديد من مايك بلومبرغ عمله الدؤوب منذ فترة طويلة ضمن جدول أعمال الأمم المتحدة للمناخ، ويهدف إلى المساعدة في تلبية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاتخاذ إجراءات حاسمة قادرة على إحداث نقلة نوعية قبل مؤتمر الأطراف الذي تستضيفه الإمارات العربية المتحدة العام الجاري في مدينة إكسبو دبي.
وضمن الشراكة، ستستضيف مؤسستا بلومبرغ الخيرية وبلومبرغ إل بي، الأحداث وتدعمان الحوارات عبر القطاعات لتعزيز المساهمات العالمية من الجهات الوطنية الفاعلة، بما في ذلك المدن والمؤسسات المالية والشركات والمجتمع المدني، وضمان اندماجها بشكل أفضل في مناقشات المناخ العالمية.
وستوفر بلومبرغ أيضاً سلسلة من الأدوات والبيانات والموارد للجهات الوطنية الفاعلة لدعم الانتقال العالمي للاقتصادات بالكامل وتوسيع نطاق الاستثمار في الطاقة النظيفة.
وستتعاون بلومبرغ إل بي، وبلومبرغ الخيرية، أيضاً مع المنظمات والبرامج في دولة الإمارات على تعزيز المشاركات الثقافية والمجتمعية التي ستساهم في إلهام العمل المناخي المحلي، وإشراك الشباب، وخلق إرث دائم لمؤتمر الأطراف COP28 في المنطقة.
بلومبرغ.. دور محوري في التغير المناخي
يحظى مايكل بلومبرغ بتقدير على المستوى العالمي لعمله في مكافحة تغير المناخ وتسريع الانتقال في قطاع الطاقة، حيث كرَّس جهوده منذ فترة طويلة لتعزيز القدرات على مواجهة تداعيات تغير المناخ من خلال عمله عبر منظمة الأمم المتحدة، ومساعيه لدعم الطموحات والحلول المناخية في مؤتمرات الأطراف السابقة.
ويتضمن التزام بلومبرغ بدعم وتعزيز أجندة العمل المناخي للأمم المتحدة عمله على معالجة فجوة التمويل، بالإضافة إلى نشر تقييمات سنوية للإجراءات الأميركية لخفض الانبعاثات بما يتفق مع أهداف اتفاق باريس، وحشد جهود صانعي التغيير والقادة المؤثرين عبر الحكومة والشركات وقطاعات التمويل والتكنولوجيا والإعلام والفن للمساعدة على تسريع الانتقال في قطاع الطاقة، وإلهام العمل المناخي المحلي، وجذب التمويل المناخي، وحماية المحيطات.
وبلغت استثماراته في معالجة قضايا المناخ والبيئة حتى الآن أكثر من 1.5 مليار دولار.