متاعب لا تنتهي تواجهها منصّة بينانس - أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم –، إذ تعاني المنصّة العملاقة متاعب جمّة هي الأكبر منذ تأسيسها عام 2017.

بدأت المتاعب تلاحق "بينانس" بعد تضييق بكين الخناق على تداول العملات المشفرة، وبعد انتقال المنصّة إلى اليابان عانت أيضاً قيوداً جديدة ولوائح صارمة، واليوم تواجه اتهامات بغسيل الأموال، وتحقيقات من قبل السلطات الأميركية.

التحديات المتصلة التي تواجه بورصة بينانس ألقت العملاء في غياهب التشكك وعدم اليقين، حيال ما ينتظر مستقبل المنصّة العملاقة، لا سيّما مع ما يتبدى من نذر انهيار، يراه بعض المختصين قريباً، فيما يعتقد آخرون أن ما تتعرض له محض زوبعة فنجان سرعان ما ستتلاشى وتسترد المنصّة كامل عافيتها.

أخبار ذات صلة

ضبط عصابة "هوغ بول" في مصر.. وتلك العقوبات التي تنتظرهم
"باينانس" تتعهد بإصدار تقرير عن احتياطياتها خلال أسبوعين
بعد انهيار "FTX".. يلين تؤكد ضرورة تنظيم سوق العملات المشفرة
عمليات سحب غامضة بـ662 مليون دولار من منصة "FTX" بعد إفلاسها

ما أهمية "بينانس"؟

حسب بيانات منصّة كوين ماركت كاب، المختصة في تعقب القيم السوقية للعملات الرقمية، فإنّ أهمية بورصة بينانس تكمن في أنّ:

  • حجم التداول اليومي بها بلغ نحو 76 مليار دولار في أغسطس 2022
  • لدى "بينانس" ما يربو عن 90 مليون عميل حول العالم
  • يمكن للمستخدمين شراء أصولهم الرقمية وبيعها وتخزينها
  • يمكن للعملاء أيضاً الوصول إلى أكثر من 350 عملة مشفرة مدرجة وآلاف أزواج التداول

رغم المخاوف التي يبديها البعض من مخاطر قد تؤدي إلى انهيار "بينانس"، يقلل الخبير الاقتصادي أحمد معطي من فرص هذه الاحتمالية، نافياً أن تكون المنصة مهددة بالإفلاس، واصفاً الوضع الحالي الذي تعانيه بـ "مرحلة عدم اليقين".

البتكوين قد يعود من جديد وينتشلك من الفقر

 

وفي تصريحات خاصة لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية، يعزي معطي استبعاده احتمالية انهيار "بينانس" إلى أنّ المنصّة لديها احتياطي نقدي دولاري ومن عملات أخرى، مما يحدّ من مخاطر الإفلاس، وهو عكس حال المنصات الشبيهة التي تعرضت للانهيار مثل: FTX.

ويقول الخبير الاقتصادي إنّ ما تعانيه "بينانس" يرجع إلى:

  • تراجع مجال الاستثمار في العملات المشفرة بشكلٍ عام، لا سيَّما أنّ ثمة تراجع كبير تشهده هذه السوق.
  • انخفاض قيمة عملة بيتكوين إلى نحو 22 ألف دولار أميركي بعدما وصلت في بعض الأوقات إلى 65 ألف دولار أميركي
  • تراجع قيمة عملة بينانس نفسها على إثر فرض وزارة الخزانة الأميركية قيوداً صارمة عليها

ويشير معطي إلى أنّ ما تمر به "بينانس" هو أزمة قد تؤدي فقط إلى إغلاق فروع في الدول التي لا تقنن تداول العملات المشفرة كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن المنصة في ذات الوقت لديها فروع في دول عديدة تسمح بعمليات التداول، وهو ما يحدّ من مخاطر الانهيار.

مجموعة "تسانغ": العملات المشفرة تواجه أزمة ثقة

 ورغم استبعاده احتمالية الانهيار، يقول الخبير الاقتصادي أحمد معطي، إن حدوث مثل هذا الأمر يضعنا أمام سيناريو مخيف، فمن المحتمل أن تنهار ثقة العملاء في السوق، وقد تفقد سوق العملات المشفرة ما لا يقل عن نصف حجمها، ومن المحتمل حينها أن تصل قيمة عملة البيتكوين - على سبيل المثال - إلى حوالي 10 آلاف دولار.

ويرى معطي أنّ بينانس هي البورصة المتبقية الوحيدة للعملات المشفرة، وليس ثمة أي منصة أخرى يمكن أن تحل محلها بعد انهيار بقية البورصات.

مكاسب بلوك تشين

من جانبه، يرى ماتياس هافنر، رئيس وحدة البلوك تشين والعملات المشفّرة بمركز "سويس إيكونوميكس" للأبحاث الاقتصادية بسويسرا، أنّ انهيار "بينانس" سيكون له تأثير قوي للغاية على السوق، وسيكون أقرب إلى أزمة مالية عالمية، فضلاً عن دفع البعض للابتعاد عن الاستثمار في الأصول المشفرة، لكن في نفس الوقت قد يدفع هذا الانهيار تقنية البلوك تشين قدماً.

ويضيف هافنر لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية أنّ "بينانس" هي بورصة وصاية، إذ يجب على العملاء الوثوق بها، لكن تقنية البلوك تشين لا تستدعي الوثوق في أي شخص، مما يعزز من الأفكار التي تستخدم تقنية البلوك تشين.

أخبار ذات صلة

فيزا وماستركارد تؤجلان خططا للعملات المشفرة بعد ضربات للسوق
العملات المشفرة "صداع" في رأس مجموعة العشرين.. هل من مخرج؟

وتقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" هي إحدى التقنيات التي أتاحها التوزيع العالمي لقدرة الحوسبة. ببساطة، هي دفتر الأستاذ الرقمي الذي يتم فيه تسجيل المعاملات. على سبيل المثال، يتم تسجيل عملة البيتكوين والعملة المشفّرة زمنياً وبشكل علني.

ويعدّ الجانب العام لهذا التبادل هو الأكثر إثارة للاهتمام. في الأساس، أصبح بإمكان أي شخص في العالم الآن تنزيل الكود وبدء "التعدين" للحصول على عملة البيتكوين أو المشاركة في أفكار جديدة للشبكات مبنية على منصة إيثريوم، وهي عملية لا مركزية لا تحتاج إلى بورصة وصاية كما هو الحال في "بينانس".

يقول ماتياس هافنر: "في التعاملات اللامركزية لا يحتاج العملاء إلى الوثوق في وسيط، وأيضاً في التعاملات المختلطة، يكون العملاء هم أصحاب أصولهم في معظم الأوقات".

ويستطرد: "رأينا هذا التحول بعد انهيار منصة FTX، حيث تراجعت قيمة العملات المشفرة، وهجر السوق الكثير من العملاء، لكن في نفس الوقت، التفت العملاء إلى منصات تعتمد تقنيات بلوك تشين مثل: منصّة يونيسواب، وهي شركة ومنصّة لا مركزية لتبادل العملات المشفرة، فيما لجأ البعض إلى منصات أكثر تنظيماً مثل "كوينباس"، بعيداً من الكيانات المركزية غير المنظمة أو صاحبة الحدّ الأدنى من التنظيم".

Exness:ارتفاع العملات المشفرة يجذب المستثمرين لتعويض خسائرهم