قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن العقوبات التي فرضها الغرب فشلت في التسبب بانهيار الاقتصاد الروسي وزعزة استقراره.
وأضاف في خطاب حالة الاتحاد أمام عدد من النواب والمسؤولين الروس، أن "الغرب يحاربنا على الجبهة الاقتصادية، ولن ينجح"، مشيرا إلى أن الدول الغربية توقعت أن ينكمش الاقتصاد الروسي بمعدلات كبيرة تصل إلى 20 بالمئة، بينما في الواقع جاء الانكماش بنسبة 2.1 بالمئة فقط في 2022.
وقال بوتين: "روسيا تواجه خطرا وجوديا ومن المستحيل هزيمة بلادنا في أرض المعركة".
وأشار إلى انخفاض معدلات البطالة لمستويات متدنية تاريخية عند 3.7 بالمئة، وزيادة إنتاجية محاصيل الحبوب الروسية لأكثر من 150 مليون طن منها 100 مليون طن من القمح، ما سمح لروسيا بتصدير كميات غير مسبوقة من الحبوب بحوالي 60 مليون طن في السنة.
وقال بوتين إن "الاقتصاد الروسي أثبت أنه أقوى بكثير من تقديرات الغرب، وأنه قادر على التغلب على جميع المخاطر"، وإن العقوبات الغربية تسببت بارتفاع أسعار كل شيء في بلادهم، وإن المواطنون في الغرب هم من يدفعون ثمن هذه العقوبات.
وأضاف أن روسيا توسعت في علاقتها مع العديد من الدول في الشرق الأوسط وآسيا، متوقعا زيادة التعاون مع الهند وإيران وباكستان.
وأشار إلى أن روسيا تعتزم استثمار أكثر من 4.5 تريليون روبل (60 مليار دولار) في قطاع الغاز، وأن بلاده ستطور موانئ البحر الأسود وبحر آزوف، وستوسع علاقتها الخارجية، وستبني ممرات لوجستية جديدة.
وقال بوتين إن حصة الروبل الروسي في التعاملات الدولية تضاعفت، وأن نصف التعاملات التجارية مع "الدول الصديقة" تتم في الوقت الحالي عبر الروبل، مضيفا أن روسيا ستعمل مع شركائها على بناء نظام مستقل عن الدولار.
واقترح بوتين تشكيل صندوق تعويضات لضحايا ومتضرري الحرب، دون أن يعلن مزيد من التفاصيل.
وقال بوتين إنه يجب منع هروب رؤوس الأموال إلى الخارج والعمل على استثمارها في تطوير الاقتصاد الروسي، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل على خفض الفائدة لدعم قدرة الأسر على الاقتراض، وإنها ستطرح برامج استثمارية للمواطنين للحفاظ على مدخراتهم.
ووجه بوتين اتهامات للغرب بأنه المسؤول عن التصعيد في أوكرانيا، وقال: "هم من بدأوا الخرب وفعلنا كل شيء لمنعها".
وأضاف: "تدفقات المال الغربية للحرب لا تنحسر والغرب أخرج الجني من المصباح".