واصلت البورصة التركية مكاسبها القوية التي سجلتها في مستهل جلسة الأربعاء لتصل إلى نحو 9 بالمئة، وهذه هي أولى جلسات التداول في إسطنبول بعد أن تم إيقاف التداول لمدة خمسة أيام في أعقاب هزات أرضية مدمرة دفعت البلاد لاتخاذ إجراءات لتفادي تهاوي أسعار الأسهم.
وعلقت بورصة إسطنبول التداول في أسواق الأسهم والمشتقات بعد يومين من الهزات الأرضية التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة.
وشهدت بورصة إسطنبول تراجعاً نسبته 16.2بالمئة خلال أول ثلاثة أيام بعد الزلزال (من 6 إلى 8 فبراير)، قبل أن يتم إلغاء تعاملات يوم الثلاثاء، وتعليق العمل بالبورصة لمدة خمسة أيام عمل.
وأصدرت السلطات التركية مجموعة من اللوائح التنظيمية أمس الثلاثاء لتخفيف الأثر على أسواق الأسهم عند استئناف التداول اليوم.
بين التفاؤل والتشاؤم
وقبيل بدء الجلسة، استطلع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" آراء عدد من الاقتصاديين والمتعاملين بسوق الأوراق المالية، ممن اختلفوا حول مدى جدوى استئناف التداول قبل حصر إجمالي الأضرار التي لحقت بالشركات.
وفي تصريح خاص لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، قال الرئيس المؤسس لجمعية تنمية التجارة الخارجية في تركيا، رجل الأعمال هاكان سينار، إنه لم يكن يؤيد استئناف التداولات في الوقت الحالي بعد توقف لخمس جلسات، في إشارة للمخاوف المرتبطة بعدم استقرار الأوضاع وبما قد يفضي إلى مزيد من الخسائر.
وذكر الاقتصادي التركي أن تقدير الخسائر العامة جراء الزلزال يقدر بمليارات الدولارات، وإن ثمة احتياجات (اقتصادية) تفرض نفسها ليس فقط على المدى القصير إنما أيضا على المديين المتوسط والطويل، بالنظر إلى التأثير القوي للزلزال.
يتفق معه بالرأي أحد المتعاملين ببورصة إسطنبول ممن تواصل معهم موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" والذي قال: "أعتقد بأنه لم يكن ينبغي فتح الأسواق في هذه الفترة"، مشدداً على أن التوقعات صعبة للغاية في مرحلة يسودها الضباب بشأن حجم التداعيات الناجمة عن الزلزال وتأثيراتها الاقتصادية.
ويعلق على المطالبات المرتبطة بإلغاء تعاملات جلستي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بعد الخسائر التي منيت بها بورصة إسطنبول عقب الزلزال، مشيرا إلى أنه على ما يبدو سيكون إلغاؤها صعبا من الناحية الفنية.
بينما يؤيد المحلل الفني وخبير أسواق المال كورساد بوكاك، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" استئناف العمل بالبورصة، ويبدي تفاؤلا بتجاوز المرحلة على المديين المتوسط والطويل.
ويشير بوكاك، والنشط ببورصة إسطنبول على مدار 26 عاما، إلى أنه رغم أن آثار كارثة الزلزال ستسبب ضغوطا على المدى القصير لفترة من الوقت إلا أنه يتوقع تجاوز ذلك لاحقا، ليستهدف المؤشر مستويات 5700 و 6800 نقطة, بعدما كان قد أغلق عند مستويات بحدود 4500 نقطة.
وتوقع صعود أسهم الأسمنت في بورصة إسطنبول في ظل الوضع الراهن، مع تأثر أسهم التأمين، على اعتبار أن عشرات الآلاف من الأشخاص سيحصلون على التأمين الخاص بهم، بينما يتوقع أن يكون هناك اتجاه للتحسن بالنسبة لتلك على الأسهم على المدى المتوسط والطويل.