حققت مباراة "السوبر بول" لكرة القدم الأميركية في نسختها الـ57 أرقاماً قياسية على مستوى العائدات المالية سواء من الإعلانات التجارية أو غيرها، لتتأكد مقولة الجماهير الأميركية أنها "المباراة الأغلى على مستوى العالم".
"السوبر بول" هي مباراة سنوية فاصلة لتحديد بطل الموسم لبطولة الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية، وتقام بين بطل اتحاد كرة القدم الأميركي وبطل دوري كرة القدم الأميركي، في أول يوم أحد من شهر فبراير من كل عام.
وفاز فريق"كانساس سيتي تشيفس" بلقب "السوبر بول" للمرة الثالثة في تاريخه، وهذه المرة تحت قيادة المدرب المخضرم "آندي ريد"، وذلك بعدما تغلب على منافسه "فيلادلفيا إيغلز" بنتيجة 38-35 مساء الأحد في المباراة التي أقيمت في مدينة "غلينديل" بولاية "أريزونا".
مباراةُ نسخة 2023 كسرت الرقم القياسي في عدد المشاهدين بتخطيها رقم 100 مليون مشاهد، علماً أن نسخة العام الماضي 2022 شهدها قرابة 99 مليون مشاهد بحسب موقع "ستاتيستا" للإحصائيات.
إنفاق باهظ ليلة المباراة
" دارين وينبرغ" مدير القسم الرياضي في قناة "إن تي في نيوز" الأميركية، صرح لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن "السوبر بول" هذا العام كان مثيراً على المستوى الفني، لكنه كان أكثر إثارة على مستوى الإعلانات والمراهنات، مضيفاً أن المباراة تحظى باهتمام معظم الشعب الأميركي، وهي أقرب للاحتفال بالأعياد، حيث تزيد عمليات الشراء من قبل الجماهير الأميركية للمشروبات والأطعمة لاسيما "الديك الرومي" و"أجنحة الدجاج" مثلما يحدث في عيد الشكر، مضيفًا أن الجماهير والمتابعين للمباراة ينفقون مبالغ مالية ضخمة سواء في محيط الملعب أو في المنازل والمقاهي ويقبلون على شراء الهدايا التذكارية وعُملة البطولة المعدنية.
"وينبرغ" أكد أن كل المؤشرات تؤكد أن هذه النسخة ستحقق أعلى إيرادات في تاريخ السوبر بول منذ انطلاقة عام 1967، بعدما نجحت الرابطة الوطنية في بيع حقوق بث الدوري لثلاث شبكات تلفزيونية بمبلغ 3 مليار دولار سنوياً.
وكانت شبكة "فوكس" الأميركية قررت بيع كل 30 ثانية للإعلان الواحد مقابل 7 مليون دولار وهو أعلى رقم في تاريخ "السوبر بول" منذ انطلاقته في يناير عام 1967.
وكان الاتحاد الوطني الأميركي قد أشار إلى أن الجمهور الأميركي سينفق خلال هذه النسخة قرابة 16 مليار ونصف مليار دولار، على كافة الأنشطة المتعلقة بالمباراة من طعام ومشروبات واقتناء هدايا النجوم وشراء تذاكر المباراة، إضافة إلى عمليات النقل الداخلي بين مختلف الولايات والتي وصلت إلى قرابة ألف طائرة شارتر لنقل الجماهير من مختلف أنحاء البلاد إلى أريزونا خلال الأيام التي سبقت المباراة.
هذا ويُعرف عن ليلة "السوبر بول" بأنها ثاني أكثر ليلة يُقبل فيها الشعب الأميركي على تناول الطعام بعد "عيد الشكر".
خصوصية إعلانات "السوبر بول"
يتميز "السوبر بول" بأنه الحدث الرياضي الذي ينتظره الجمهور الأميركي بسبب الإعلانات التليفزيونية التي تجذب المشاهدين بدرجة لا تقل عن المباراة نفسها على حد وصف "إنسايدر بيزنس"، التي نشرت تقريراً رصدت فيه كل الإعلانات الشهيرة التي رافقت "السوبر بول" خلال السنوات العشر الماضية.
"إيريك جاكسون" الصحفي الأميركي في منصة "سبورتيكو" الأميركية، والذي قام بتغطية السوبر بول، صرح لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن كرة القدم الأميركية المعروفة اختصارًا باسم NFL هي الرياضة الأكثر مشاهدة في أميركا، وبالتالي فالمنافسة كبيرة أيضًا بين الشركات المعلنة في هذا الحدث، وهو ما يدعو القنوات أيضًا للمنافسة على الفوز بحقوق البث بمبالغ مالية كبيرة، حيث تنجح هذه القنوات في تحقيق مكاسب أكبر بكثير مما أنفقته على شراء حقوق البث، من خلال المساحات الإعلانية.
وكانت مباراة ليلة الأحد هي الأولى منذ سنوات عديدة التي تخرج فيها من "عباءة" رعاية شركة "بيبسي"، بعدما فازت شركة "آبل" بمسؤولية الرعاية ضمن صفقة مدتها 5 سنوات مع رابطة الدوري الوطني.
ومن أبرز مميزات هذه الليلة، الحفل الغنائي الذي يتعاقب عليه أشهر المطربين والمطربات في العالم سنويًا، علماً أن المطرب أو المطربة لا يتقاضى أي مبلغ مالي، فوجوده في الحدث يعتبر جائزة في حد ذاتها، وشهدت نسخة هذا العام وجود المطربة الشهيرة "ريهانا" التي تبلغ صافي ثروتها مليار و400 مليون دولار، وهي أول مليارديرة تُغني في بين شوطي مباراة "السوبر بول".
المُعلنون لا يعترفون بالركود
"إنسايدر بيزنس" كتبت أنه على الرغم من أن الشركات المُعلنة تتوخى الحذر دائماً بسبب عملية الركودالاقتصادي العالمي، لكنها مع "السوبر بول" تبادر بشراء فترات الإعلانات مبكراً، وبالتحديد منذ شهر سبتمبر الماضي، حيث باعت "فوكس" 95 في المائة من مساحتها الإعلانية في سبتمبر الماضي.
المراهنات الأعلى في تاريخ الرياضة
الأميركي "جون وايت"، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سوشيال ماركتنغ سوليوشنز" قال لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن المشجعين في الولايات المتحدة يحبون المراهنات خصوصًا في ليلة "السوبر بول"، فالحدث بالنسبة لهم أكبر بكثير من كونه مباراة فيها فائز وخاسر.
وأضاف "وايت" أن الجماهير يمكنها الرهان على أي شيء وليس المال فقط في "السوبر بول"، فهم يراهنون على نتيجة المباراة، وعلى القُرعة التي يجريها حكم المباراة بالعملة المعدنية، حتى الألوان يتراهنون عليها.
وحسب مسح أجرته جمعية الألعاب الأميركية فإن "السوبر بول" هذا العام شهد زيادة قدرها 61 في المائة عن العام الماضي في عدد المراهنين على نتيجة المباراة وعددهم 51 مليون أميركي.
بدوره، قال الصحفي "إيريك جاكسون" إن زيادة إقبال الجماهير على المراهنات يقترن بزيادة شعبيتها وانتشارها الكبير، حيث ساعد التقنين القانوني للمراهنات في عديد الولايات على ارتفاع مداخيلها المالية.
وأكد "جاكسون" أن جمعية المراهنات الأميركية قدرت قيمة المبالغ التي تم المراهنة عليها ليلة الأحد بحوالي 16 مليار دولار.
في السياق ذاته، أكد موقع "فوربس" أن المبلغ الإجمالي الذي تم الرهان عليه هو 16 مليار دولار، ووصف الرقم بالمُذهل.
وشهد عام 2018 قيام 36 ولاية أميركية بتشريع وتقنين قوانين المراهنات الرياضية بعد سنوات من الرفض.
هذا التقنين استفادت منه هيئة الضرائب الأميركية، فقد جمعت نيويورك وحدها 650 مليون دولار من الإيرادات الضريبية الناتجة عن المراهنات الرياضية في العام الماضي.
وتستحوذ الولايات المتحدة الأميركية على نسبة تصل إلى 40 بالمئة من سوق المراهنات حول العالم، فيما تتوزع النسب الـ60 الآخرين على بقية دول العالم، ما يجعلها أكبر سوق للمراهنات الرياضية في العالم
أرقام من السوبر بول
- حصل كل لاعب من فريق "كانساس سيتي تشيفس" على 157 ألف دولار عقب التتويج باللقب بدلاً من 150 ألف دولار موسم 2022.
- حصل كل لاعب من فريق "فيلادلفيا إيغلز" صاحب المركز الثاني على 82 ألف دولار بدلاً من 75 ألف دولار عن الموسم الماضي 2022
- قيمة الإعلان التلفزيوني 30 ثانية ارتفع من نصف مليون دولار عام 1978
- متوسط معدل الإعلان التجاري لمدة 30 ثانية، حتى موسم 2015 كان 850 ألف دولار، وبحلول عام 2016، أصبح 5.4 مليون دولار، قبل أن يصل هذا العام إلى 7 مليون دولار.
- قيمة الإعلان الموسم الماضي على "بي بي سي" وصل إلى 6.5 مليون دولار.
- 13 علامة تجارية جديدة دخلت في الإعلانات هذا الموسم.
- ملعب المباراة استضاف63 ألف و400 متفرج.
- أرخص سعر تذكرة سوبر بول متاح على محرك البحث عن التذاكر "تيكيت كيو" بلغ 5آلاغ و 500 دولار ومتوسط سعر التذاكر حوالي 9 آلاف دولار، بينما أعلى تذكرة كانت بحوالي 44 ألف دولار.
- 6120 صحفي من بلاد شتى من العالم قاموا بتغطية المباراة.
- أول نهائي سوبر بول كان في يناير 1967 وشاهده 60 مليون شخص.
- مقدار الإنفاق الاستهلاكي المحيط بالمباراة يتخطى مبلغ 16 مليار دولار زيادة عن الموسم الماضي الذي بلغ 14.6 مليار دولار.
- 16 مليار حجم المراهنات في "السوبر بول" عن طريق 51 مليون أميركي.
- تم بيع 17 ألف وحدة نقانق في المطاعم المحيطة بملعب المباراة،
- تكلفة رحلة عطلة نهاية الأسبوع لمشاهدة المباراة من خارج الولاية بلغ 8800 دولار.
- "باتريك ماهومز" نجم فريق "كانساس سيتي تشيفس" حصد 29.5 مليون دولار من مكافآت المباريات وراتبه و22 مليون دولار أخرى من الإعلانات.
- ولاية "أريزونا" حققت مكاسب بلغت 600 مليون دولار بسبب استضافتها لمباراة "السوبر بول".