بات فريق "سياتل ستورم" الأميركي لكرة السلة للسيدات صاحب أعلى قيمة سوقية بين كل فرق سيدات كرة السلة في العالم، وذلك عقب بيع جزء من حصص النادي إلى 15 مستثمرًا مقابل مبلغ قياسي بلغ 151 مليون دولار.
صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت أن هذا المبلغ يعني أنه أعلى 15 مرة من المبالغ المدفوعة في جميع الفرق الأخرى داخل الدوري الأميركي، الذي يعتبر الأغلى في العالم والأكثر شعبية وشهرة.
وشكلت عملية البيع قفزة تعكس القيمة المتزايدة للممتلكات الرياضية النسائية بشكل عام، لتكون دافعاً لبقية فرق البطولة التي تكافح من أجل الحصول على شعبية جماهيرية داخل الولايات المتحدة.
ولا تزال شركة "إل إل سي فورس 10 هوبس"، وهي شركة تديرها 3 سيدات في منطقة سياتل، هي المالك للفريق.
منصة "فرونت أوفيس الأميركية" أكدت أن الشركة رأت أهمية بيع الفريق في الوقت الراهن، حيث ستجني فوائد كبيرة من عملية البيع، منها البدء في بناء ملعب تدريب على مساحة 50 ألف قدم مربع، بالإضافة إلى تدشين مكاتب إدارية بقيمة تبلغ 64 مليون دولار.
مخطط لنشر اللعبة عالمياً
نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق محمد يوسف، صرح لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن فريق "سياتل ستورم" أصبح صاحب أعلى قيمة سوقية في العالم بعد خطوة الشركة المالكة ببيع حصصه، على غرار ما تفعله إدارات أندية الرجال في الدوري الأميركي لكرة السلة، وذلك من أجل إبرام المزيد من التعاقدات مع أهم اللاعبات، مضيفاً أن الفوارق في الرواتب بين الدوريين كبيرة جداً لصالح الرجال، حيث أن أكبر عقد للاعبة في فرق السيدات يصل إلى 250 ألف دولار في الموسم، مقابل عقود تصل إلى 50 مليون دولار لدى الرجال، ومتوسط الرواتب لدى الرجال يبلغ 10 مليون دولار في الموسم.
وأشار يوسف، وهو عضو اللجنة الإعلامية بالاتحاد الدولي لكرة السلة، إلى أن هذه الفوارق هي المحرك الأساسي لإدارات فرق السيدات في خططها لرفع القيم السوقية لدوري السيدات، وزيادة ضخ الأموال من المعلنين في البطولة، مثلما يحدث مع دوري الرجال، بالإضافة إلى سعي الإدارات النسوية إلى زيادة شعبية الدوري الأميركي خارج الولايات المتحدة وبعدها يتم بيع حقوق البث التليفزيوني والديجيتال بمبالغ مالية كبيرة حسب المخطط المرسوم.
وأكد يوسف أن مسؤولي دوري السيدات يأخذون على عاتقهم مسؤولية انتشار كرة السلة للسيدات بشكل عام في العالم، وتشجيع الدوريات الأخرى على الارتقاء بقيمة مسابقاتها، خصوصاً في أوروبا، موضحاً أن الدوري الإسباني على سبيل المثال تتراوح الرواتب فيه شهرياً من ألفين إلى ثلاثة آلاف يورو فقط لنجمات الفرق، وهو ما يحدث في ريال مدريد وبرشلونة، إذ لا يتخطى راتب أعلى لاعبة في دوريات أوروبا مبلغ 60 ألف يورو في الموسم.
وأوضح أن كرة السلة للسيدات تحتاج إلى هذه الطفرة المالية الكبيرة في العالم، خصوصاً في البلاد المهتمة بهذه اللعبة وهي تركيا وألمانيا وإسبانيا لتتحول اللعبة إلى مجال لتداول الأموال الكبيرة مثلما يحدث مع الرجال والخطوة التي قامت بها إدارة سياتل ستورم ستكون بداية كبيرة نحو تحقيق هذا المخطط الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام الأميركية منذ سنوات وليس في الوقت الحالي فقط، مؤكداً أن زيادة القيمة السوقية لفرق سيدات أميركا ينعكس إيجاباً على نظيراتهن في أوروبا.
وكشف يوسف أن المسؤولين عن البطولة لديهم خطة مستقبلية بحلول عام 2025 تهدف إلى زيادة عدد فرق الدوري إلى أكثر من 12 فريقاً، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى نمو في القيمة السوقية والفنية للبطولة، وبالتالي ترتفع أسهم الفرق المشاركة فيها وتتوسع دائرة شركات الرعاية.
الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفات، الذي يضم 12 فريقاً، يحظى بشعبية واهتمام كبير في جميع أنحاء أميركا الشمالية بحسب تقرير "فرونت أوفيس الأميركية".
وفاز فريق "سياتل ستورم" بلقب الدوري الأميركي لكرة السلة 4 مرات، ويُصنف على أنه أفضل الفرق في المسابقة، وصاحب الشعبية الأكبر بين فرق الدوري، حيث يحضر أكثر من 10 آلاف و500 متفرج لتشجيعه في المباريات التي تقام على ملعبه.
خطط لجذب رؤوس أموال
"كاثي إنغلبرت"، مفوضة دوري كرة السلة الأميركي للسيدات المحترفات، تسعى إلى إقامة بعض المباريات خارج الولايات المتحدة بحلول عام 2025 لنشر اللعبة والبحث عن شراكات جديدة من أجل زيادة قيمة البطولة مادياً وفنياً.
وكانت "إنغلبرت" قد أكدت تواصلها مع 10 مجموعات من المستثمرين للدخول في عمليات استثمار في البطولة، سواء عن طريق شراء أسهم بعض الفرق، أو الاستحواذ على سوق تذاكر المباريات الموسمية، ونجحت في إبرام اتفاقيات رعاية مع شركة "نايكي" للملابس الرياضية، وبعض المستثمرين الأميركيين بعقود وصلت إلى 75 مليون دولار.
كما يعتبر بند بيع الحقوق التلفزيونية للبطولة، من أهم البنود التي تعول عليها "كاثي إنغلبرت" لجذب المزيد من الأموال في البطولة، وتبلغ قيمة بيع الحقوق التلفزيونية 35 مليون دولار في صفقة مع شبكة "إي إس بي إن" تنتهي في عام 2025.
ويتم بيع حقوق البث التلفزيوني الرياضي لبعض بطولات السيدات ضمن عملية بيع حقوق نفس البطولات في فئة الرجال، التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الأموال، ومنها بطولة كرة السلة للسيدات، وهو أمر يحجب قيمة الأحداث الرياضية النسائية. لدى بعض المسؤولين.
أرضية صلبة للرياضة النسوية
بدورها، أكدت "جيني غيلدر" إحدى مالكات "سياتل ستورم" أن عملية البيع هي بداية لوضع أرضية صلبة حقيقية ليس لكرة السلة فقط ولكن لهوكي السيدات و لكرة قدم السيدات ولكل رياضة نسائية".
وفي العقد الماضي، تم بيع بعض الفرق بمبلغ لم يتجاوز 10 ملايين دولار لكن اللجوء إلى شركات تحليل مالي كبرى مع مستثمرين جادين أوصل قيمة "سياتل ستورم" إلى 151 مليون دولار بعد عدة سنوات من المحاولات المضنية لرفع القيمة السوقية للفريق.