يواجه نادي الزمالك المصري أزمة كبيرة بعد رفض الاتحاد المصري لكرة القدم تسجيل لاعبيه الجُدد بسبب عدم تسديد النادي للديون المستحقة لدى اتحاد الكرة.
قضية مثارة في الشارع الرياضي المصري، خاصة مع اقتراب مشاركة الزمالك من دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا، فهل تؤثر أزمة الديون على مشاركة الزمالك في البطولة الأفريقية؟ وما قصة هذه الديون؟
ديون الزمالك متعددة ومتنوعة
الديون الواقعة على الزمالك متعددة، فمنها جزء لاتحاد الكرة المصري، وآخر لمصلحة الضرائب المصرية بالإضافة إلى قضايا مرفوعة من بعض اللاعبين الأجانب السابقين لعدم نيل مستحقاتهم وما تزال القضايا مفتوحة.
من هذه الديون المستحقة على الزمالك في الفترة المقبلة عدم تقديم النادي لاقرار الضريبة المضافة عن شهر 12 لسنة 2019، ووجود فروق ضريبية مستحقة وقدرها 210 ملايين جنيهًا مصريا، وذلك بعد فحص دفاتر النادي من ديسمبر 2019 حتى يونيو 2020، وتقدم النادي بالطعن في 3 نوفمبر 2021 ولم يتم البت في الطعن حتى الآن.
وتبلغ ديون الزمالك قرابة 85 مليون جنيهًا تتعلق بموقف الضريبة على الدخل وتحت بند كسب العمل.
وتبلغ قيمة الديون المستحقة على الزمالك إجمالًا حوالي 143 مليون جنيهًا للضرائب المصرية ولاتحاد الكرة المصري لكرة القدم.
وكان الزمالك قد تعاقد مع 3 لاعبين هم ناصر منسي مهاجم البنك الأهلي، وأحمد بلحاج متوسط ميدان أسوان، ومحمد شبانة بعد قطع إعارته من سموحة.
وحاولت إدارة النادي تسجيل اللاعبين على النظام الإلكتروني الخاص بالانتقالات داخل الاتحاد المصري لكرة القدم في الدقائق الأخيرة قبل غلق باب القيد، لكن الاتحاد المصري لم يوافق على القيد إلا بعد سداد ديونه.
موقف الزمالك من الأزمة
صرح "أسامة نبيه" المدرب العام لفريق الزمالك لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن عدم قيد اللاعبين أمر مُحير ويضر بالفريق سواء على المستوى المحلي أو الأفريقي، خصوصًا أن الفريق سيدخل أولى مباريات دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا يوم الجمعة ويحتاج إلى أكبر عدد من اللاعبين في قائمته.
وأضاف نبيه أن الزمالك يمثل مصر في المحفل الأفريقي وهو بطل الدوري ويجب مساندته وليس الوقوف ضده بعدم قيد اللاعبين، معبرا عن اندهاشه من طريقة تعامل الاتحاد المصري لكرة القدم مع هذه الأزمة.
ورأى المدرب العام للزمالك أن ضغط المباريات محليًا وقاريًا يؤدي لإجهاد وإصابة اللاعبين، وبالتالي فالفريق يحتاج لحسم قرار قيد اللاعبين الجدد في أسرع وقت ممكن.
وكانت قرعة دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا قد أوقعت الزمالك في المجموعة الرابعة مع الترجي التونسي والمريخ السوداني وشباب بلوزداد الجزائري الذي سيواجه الزمالك في أولى مباريات هذه المجموعة في القاهرة يوم 10 فبراير الحالي.
في السياق ذاته، صرح أمير مرتضى منصور، مدير جهاز الكرة في الزمالك لقناة النادي أن مديونية الزمالك ارتفعت من 17 مليون جنيه مصري إلى 76 مليون في فترة اللجان المؤقتة التي أدارت النادي، مهددًا برفع قضايا تعويض مالي على الاتحاد المصري لكرة القدم في حال عدم قيد اللاعبين الجدد.
من جهته، أقام مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك دعوى قضائية في محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة لإبطال قرار اتحاد كرة القدم بعدم قيد اللاعبين.
موقف الاتحاد المصري من الأزمة
عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم "إيهاب الكومي" صرح لـ"لاقتصاد سكاي نيوز عربية" أن هذا الموضوع برمته من اختصاص رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم "جمال علام" الذي يرفض الحديث لوسائل الإعلام في الوقت الحالي عن هذه الأزمة.
وقطع "علام" زيارته للمغرب عائدًا إلى مصر، حيث كان مدعوًا لمشاهدة مباريات كأس العالم للأندية التي يشارك فيها فريق الأهلي المصري.
موقف الضرائب من الديون
المستشار الضريبي، والمدير السابق في مصلحة الضرائب المصرية حسن مراد أكد لـ"لاقتصاد سكاي نيوز عربية" أن دفع ديون الضرائب من أي جهة لابد أن تأتي قبل تسديد أي دين آخر لأن الضرائب تعتبر جهة "امتياز" لها الأولوية في تحصيل الديون، وبالتالي فإن المواعيد المستحقة على ديون نادي الزمالك - على سبيل المثال- يجب أن تُسدد في موعدها، مضيفًا أن عملية الجدولة في دفع المديونية لدى الضرائب موجودة ويجوز العمل بها، حيث يمكن لإدارة النادي التوافق مع مصلحة الضرائب العامة لدفع ديونه مجدولة.
وأوضح المستشار الضريبي أن عدم التوصل لاتفاق بين الطرفين "الضرائب والنادي" في قضية سداد الديون، يمنح مصلحة الضرائب العامة الحق القانوني في القيام باجراءات الحجز على أرصدة النادي وممتلكاته، وفقًا لاجراءات الحجز الإداري التي تُتخذ فقط في حالة وجوب تسديد قيمة الضرائب طبقًا لنص المادة 41 من اللائحة التنفيذية لضريبة القيمة المضافة.
ماذا تقول لوائح الكاف؟
التونسي "أنيس بن ميم" المحامي الدولي في قضايا اللاعبين، وخبير اللوائح الرياضية الدولية، أجاب في تصريحاته لـ"لاقتصاد سكاي نيوز عربية" أن هذه الأحكام شأن داخلي، باستثناء إصدار حكم بات ونهائي من الفيفا بشأن ديون مستحقة على أحد اللاعبين، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة، مضيفًا أن نظام الكاف مرتبط بنظام الفيفا في ضرورة البت في مثل هذه القضايا التي يجب أن تصدر قبل 31 مارس من كل عام بدلًا من التاريخ السابق 31 ديسمبر، هذا يعني أنه ما دام أي فريق دخل بطولة وتمت الموافقة على إشراكه من الاتحاد القاري فلا تنطبق عليه العقوبات اللاحقة، وبالتالي ليس هناك ما يُهدد مشاركة الزمالك في البطولة الأفريقية حتى لو احتجت الفرق المتنافسة معه في المجموعة.
وأكد "بن ميم" أنه بالنسبة لقضية اللاعبين الجُدد، فلديهم طريقان: الأول الانتظار بدون لعب حتى الانتقالات الصيفية القادمة، ووقتها ينهي الزمالك مشكلة ديونه، ويتم السماح لهم رسميًا بالمشاركة معه، والثاني أن يرفع اللاعبان الجديدان قضية على نادي الزمالك بالضرر من عدم اللعب، ووقتها سيكون الحكم بات ومؤكد بعودة اللاعبين إلى فريقيهما السابقين.
لكن المحامي الدولي أشار إلى أن اللاعب الثالث وهو محمد شبانة الذي كان مُعاراً من الزمالك لنادي سموحة، يحق للزمالك إشراكه مباشرة حتى قبل حل مشكلة الديون لأن فترة إعارته تعتبر منهية وهو ليس لاعبًا جديدًا.