تنفست أسواق المال العراقية الصعداء، اليوم السبت، إثر ارتفاع قيمة الدينار العراقي بشكل كبير أمام الدولار الأميركي، مع كشف البنك المركزي العراقي، مساء الجمعة، عن فحوى لقاء محافظه علي العلاق مع مساعد وزير الخزانة الأميركية براين نيلسون في تركيا.
وقال المكتب الإعلامي للبنك المركزي في بيان: "جرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون والتنسيق بين الجانبين بما يسهم في تحقيق استقرار سعر الصرف في العراق والآليات المرتبطة بذلك".
وأضاف البيان أن "وزارة الخزانة الأميركية أكدت دعمها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في العراق في إشارة إلى تعزيز ما تم بحثه بين رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الأميركي جو بايدن في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما يوم الخميس في التأكيد على أهمية استقرار العراق للمنطقة".
البنك المركزي العراقي تابع أن "وزارة الخزانة الأميركية أبدت استعدادها للمرونة اللازمة لتحقيق الأهداف المشتركة"، مبينا، أنه "جرى الاتفاق على مواصلة التنسيق والتعاون خلال الاجتماعات المزمع عقدها في العاصمة واشنطن قبل منتصف الشهر الجاري".
وفور صدور البيان شهدت أسعار صرف الدينار أمام الدولار في العراق ارتفاعا كبيرا، وصل إلى نحو 10 آلاف دينار، فبعد أن وصل سعر الصرف الجمعة لقرابة 170 ألف دينار لكل 100 دولار، هبط السبت إلى ما دون 160 ألفا.
ويتوقع محللون وخبراء اقتصاديون أن تخف وطأة أزمة الدولار بالعراق خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي يتوقعون انفراجها بشكل كامل مع زيارة الوفد الرسمي العراقي المرتقبة للعاصمة الأميركية بعد نحو 10 أيام، والتي تشير المعلومات المتداولة إلى أنها ستكرس للبحث في سبل إنهاء هذه الأزمة ووقف تداعياتها التي باتت تهدد بانهيار العملة العراقية، كما يحذرون.
زيارة بالغة الأهمية
يقول الأكاديمي والأستاذ بجامعة بغداد الدكتور إحسان الشمري، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية:
- بات واضحا أن نتائج الزيارة المرتقبة لواشنطن، التي ستضم إلى جانب وزير الخارجية العراقي محافظ البنك المركزي، هي ما سيحدد مآلات هذه الأزمة السياسية الاقتصادية الحادة التي تعصف بالأسواق المالية العراقية منذ أسابيع عديدة، على وقع الاشتراطات الأميركية حول وقف تهريب العملة الصعبة لإيران وغيرها من دول مجاورة للعراق.
- المؤشرات تفيد أن العراق سيوافق على الشروط الأميركية والتعهد بالامتثال للمعايير المالية الدولية في هذا الصدد، وهو ما تعززه نتائج اللقاء التمهيدي الذي تم بين البنك المركزي العراقي ووزارة الخزانة الأميركية.
- الوفد العراقي سيعمل على طمأنة الجانب الأميركي والعمل باتجاه اعتماد مقاربة مالية ومصرفية جديدة في العراق، تأخذ في الحسبان معايير نظام الحوالات العالمي سويفت واشتراطاته الخاصة، بمنع استفادة دول وجماعات تصفها واشنطن بالإرهاب والتطرف من الثغرات التي كانت موجودة في النظام المصرفي العراقي، والذي كان يتيح لها الاستفادة ماليا وذلك عبر منع تدفق الأموال إليها عبر البوابة العراقية.
- الحكومة العراقية تحرص على معالجة هذه الأزمة بأسرع وقت، والتي باتت تثقل كاهل العراقيين وتحط من قدراتهم الشرائية بشكل مريع.
تفاصيل الزيارة
وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد اجتمع قبل أيام مع آلينا رومانوسكي، سفيرة الولايات المتحدة بالعراق للترتيب لزيارة الوفد العراقي لبلادها.
حيث تطرق الجانبان وفق الخارجية العراقية: "إلى الزيارة المرتقبة التي سيجريها الوفد العراقي إلى واشنطن في الأيام القليلة المُقبلة برئاسة السيد فؤاد حسين لبحث القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، وتبادلا وجهات النظر ووضع اللمسات الأخيرة حول محاور وجدول الأعمال المُكثف واللقاءات المُزمع عقدها مع جهات مُتعددة في الإدارة الأميركية".