لا تتوقف استفادة الأندية العربية المُشاركة في كأس العالم للأندية، المقامة في المغرب، عند حد الارتقاء بالمستويات الفنية فحسب، بل تشكل تلك البطولة فائدة أخرى على المستوى المالي لجميع الفرق ومنها الفرق العربية.
النسخة الحالية التي تضم 7 فرق ستكون هي النسخة قبل الأخيرة التي تقام فيها البطولة بهذا الشكل المتعارف عليه، حيث تم الاتفاق على زيادة عدد الفرق إلى 32 فريقاً في نسخة 2025، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الجوائز المالية البطولة، لتصبح شبيهة بكأس العالم للمنتخبات.
في نسخة المغرب 2023 يٌشارك ثلاثي عربي في البطولة، هم: الوداد المغربي صاحب الضيافة وبطل دوري أبطال أفريقيا، والأهلي المصري وصيف بطل أفريقيا، والهلال السعودي بطل آسيا، مع كل من أوكلاند سيتي النيوزيلندي ممثلاً عن قارة أوقيانيوس، وسياتل ساوندرز الأميركي ممثلاً عن قارة أميركا الشمالية، وفلامنغو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية بالإضافة إلى ريال مدريد بطل أوروبا.
والمعروف أن بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية يدخلان البطولة في نظامها الحالي من الدور نصف النهائي.
الجوائز المالية لبطولة كأس العالم للأندية – فيفا المغرب 2023:
- البطل 5 مليون دولار
- الوصيف 4 مليون دولار
- المركز الثالث 2.5 مليون دولار
- المركز الرابع 2 مليون دولار
- المركز الخامس 1.5 مليون دولار
- المركز السادس مليون دولار
- المركز الأخير نصف مليون دولار وهو الذي حصل عليه فريق أوكلاند سيتي بعدما انتهت مهمته عقب خسارته من الأهلي بثلاثة أهداف دون مقابل، ليضمن الأهلي حصوله على مليون دولار على الأقل بعد تأهله إلى الدور ربع النهائي لمقابلة سياتل الأميركي، هذا المبلغ المالي قابل للزيادة في حال فوز الأهلي وتأهله لنصف النهائي لمواجهة ريال مدريد.
أيمن شوقي، نجم هجوم الأهلي والمنتخب المصري السابق، صرح لـ"لاقتصاد سكاي نيوز عربية" أن القيم السوقية عامل أساسي في مثل هذه البطولات، وتؤثر بكل تأكيد على المستوى الفني للاعبين، مضيفاً أنه بالنظر إلى لاعبي ريال مدريد، وقيمهم السوقية الكبيرة مقارنة بكل الفرق الأخرى، فإن هذه الفوارق تمنحهم مزيداً من الثقة وتسبب مزيداً من القلق للفرق الأخرى.
وقال شوقي أن أكبر مثال على ذلك هو الفارق الشاسع بين قيمة ريال مدريد السوقية وبين أقرب منافسيه في البطولة وهو فريق فلامنغو البرازيلي.
أولوية الفرق العرب فنية أم مالية؟
ويلتقي الوداد المغربي مع الهلال السعودي وكل منهما يدخل البطولة ضامنًا الحصول على مليون دولار، وستزيد الجائزة في حال تأهل أحدهما إلى الدور نصف النهائي ليضمن وقتها الحصول على 2 مليون دولار على الأقل.
المحلل الرياضي السعودي "سفيان السعدون" صرح لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن أولوية الثلاثي العربي المُشارك في بطولة كأس العالم للأندية هي الوصول إلى أعلى مراكز الترتيب النهائي في المنافسة، خصوصاً للثنائي الأهلي المصري والهلال السعودي اللذان يطمحان إلى تحقيق نجاح أكبر مما تحقق لكل منهما في مشاركاتهما العديدة السابقة.
وأوضح المحلل الرياضي السعودي أن المكاسب المالية المُمثلة في جوائز البطولة، تُمثل حافز إضافي لهذه الفرق للوصول إلى أعلى المراكز المُمكنة، بيد أن هذه المداخيل المادية ربما لا تشكّل أولوية لإدارات مثل ناديي الهلال والأهلي التي تضمن لأنديتها تمويلاً واسعاً آمناً يجعلها في غنى عن اعتبار جوائز بطولة مونديال الأندية كأولوية رئيسية للمشاركة.
وأضاف السعدون أنه على المستوى الفني، فإن المشاركة في بطولة فيها مواجهة بطل أوروبا ريال مدريد، أو بطل أميركا الجنوبية وأحد رموز الكرة العالمية فلامنغو البرازيلي، هو مكسب حقيقي وكبير للغاية لكل الفرق العربية المشاركة في مونديال الأندية.
تباين كبير في القيمة السوقية للفرق
ضِمن قائمة الـ100 فريق الأعلى قيمة سوقية في العالم، جاء فريقان فقط من المشاركين في البطولة ضمن هذه القائمة وهما:
- ريال مدريد سادس العالم من حيث القيمة السوقية بـ 849 مليون يورو، ليكون أعلى الفرق كقيمة سوقية في كأس العالم للأندية، ومن بعده جاء فلامنغو البرازيلي بـ162.4 مليون يورو وهو في المركز الـ63 عالمياً.
بينما خلت قائمة الـ100 من الفرق الخمسة الأخرى المشاركة، وقيمهم السوقية على النحو التالي:
- سياتل ساوندرز الأميركي – 49.03 مليون يورو
- الهلال السعودي – 39.63 مليون يورو
- الأهلي المصري – 29.75 مليون يورو
- الوداد المغربي – 20.23 مليون يورو
- أوكلاند سيتي النيوزيلندي- 4.48 مليون يورو
القيم السوقية بين الورق والملعب
من جانبه، قال مدير النشر في موقع 360 الإخباري المغربي، وديع المودن، لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن القيم السوقية المتباينة بين الفرق المُشاركة في مونديال الأندية تُرشح الفرق الكبرى للفوز مثل ريال مدريد وفلامنغو، لكن ذلك على الورق فقط، مضيفاً أن مباريات كرة القدم تُلعب داخل المستطيل الأخضر، وكل شيء وارد فيها، وقد تتحطم القيم السوقية، وأكبر دليل على ذلك كان في الانتصارات المتتالية التاريخية لمنتخب المغرب في مونديال 2022 حيث كانت القيم السوقية الخيالية لمنتخبات مثل إسبانيا والبرتغال وبلجيكا تفوق كثيراً نظيرتها في المنتخب المغربي، لكن ذلك لم يكن عائقاً أمام المغرب في تحقيق الانتصارات.
ووصف الصحفي المغربي الجوائز المالية المخصصة لهذا المونديال بأنها "محترمة"، حيث أن تخصيص مبلغ 5 مليون دولار للبطل و4 مليون لوصيفه، وصولاً إلى نصف مليون دولار لصاحب المركز الأخير، يعني أنها جوائز تُشكل حافزًا أمام الفرق للتنافس بقوة من أجل الظفر بالمراكز المتقدمة، وبالتالي الفوز بجوائز مالية أكبر.
واعتبر المودن أن الفرق العربية المشاركة هي فرق تتمتع بـ"الغنى المادي" وبالتالي فإن الحافز المالي ليس هو الحافز الأساسي لهم، حيث أن الهدف الأهم للثلاثي العربي هو الاحتكاك مع مدارس كروية عريقة سواء في أوروبا أو المدرسة اللاتينية.
نجوم ريال مدريد الأعلى قيمة
وحسب موقع " ترانسفير ماركت" فإن لاعبي ريال مدريد هم الأعلى قيمة سوقية في كأس العالم للأندية، حيث يتصدر النجم البرازيلي " فينسيوس جونيور" نجم الفريق القائمة بقيمة سوقية تبلغ 120 مليون يورو، وهو ثالث أعلى لاعب في القيمة السوقية على مستوى العالم، بعد الفرنسي "كيليان مبابي" نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، وقيمته 180 مليون يورو، يليه في المركز الثاني عالمياً النرويجي "إيرنينغ هالاند" نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وقيمته السوقية 170 مليون يورو.
وجاء لاعب ريال مدريد " فيدريكو فالفيردي" في المركز الثاني في قائمة الأعلى قيمة سوقية في "مونديال الأندية" بمبلغ 100 مليون يورو.
ثم زميله الفرنسي "أوريلين تشواميني" في المركز الثالث بـ90 مليون يورو، وتلاه في المركز الرابع زميله في الفريق "رودريغو" بـ 80 مليون يورو، وفي الترتيب الخامس جاء نجم ريال مدريد أيضًا "إيدر ميليتاو" بـ 60 مليون يورو.
اللاعبون الأعلى قيمة في كل فريق
1- "فينسيوس جونيور" - ريال مدريد – 120 مليون يورو
2- "جابرييل باربسوا" – فلامنغو البرازيلي - 22 مليون يورو
3- "ميشيل ديلغادو" - الهلال السعودي – 8.5 مليون يورو
4- " كريستيان رولدان" - سياتل ساوندرز- 6 مليون يورو
5- أليو ديانغ - الأهلي المصري - 3.5 مليون يوور
6- "يحي عطية الله" – الوداد المغربي - 2.5 مليون يورو
7- "نيكو بوكسال" وزميله "إيميليانو تيد" - أوكلاند سيتي النيوزيلندي - 350 ألف دولار لكل منهما.