نمت سوق "الإعلانات عبر الهواتف المحمولة" بنسبة 14 بالمئة على صعيد سنوي خلال عام 2022، بدعم من الإنفاق المتزايد على الإعلان الرقمي، واستمرار تحويل المعلنين لميزانيّاتهم بشكل تدريجي من وسائل الإعلام التقليديّة مثل التلفزيون والصحف نحو الإعلانات عبر الإنترنت وتحديداً تلك التي تظهر على الهواتف.

وبلغ حجم الإنفاق على "الإعلانات المحمولة" التي تظهر على الهواتف المحمولة 336 مليار دولار في 2022 بحسب البيانات الحديثة لمؤسسة data.ai.

وتشمل "الإعلانات المحمولة" الإعلانات التي تظهر داخل التطبيقات والمتصفحات على الهواتف المحمولة، وحتى رسائل الـ SMS أو الرسائل المدفوعة التي ترد عبر تطبيقات الدردشة.

الإعلان المحمول في 2023

وتقول هناء قداحة وهي المديرة العامة لشركة "مايند شير" للإعلانات في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن وصول حجم الإنفاق على الإعلانات التي تظهر على الهواتف المحمولة إلى 336 مليار دولار في 2022 ليس أمراً مفاجئاً أبداً، إذ أن الإنفاق على هذا النوع من الإعلانات، ينمو حالياً بمعدل مذهل بدعم من انتشار الهواتف الذكية التي تقوم بتسريع التحوّل من الإعلان التقليدي إلى الإعلان الرقمي.

وبحسب قداحة فإن الهواتف الذكية غيّرت توجه المعلنين، الذين يبحثون دائماً عن مكان تواجد النسبة الأكبر من المشاهدين، وبما أن الناس باتوا ينظرون إلى هواتفهم على مدار الساعة وفي جميع الأيام، فقد لحقت الإعلانات عيون المستهلكين وانتقلت إلى شاشات الهواتف، التي باتت تحصد حالياً أعلى نسبة مشاهدة في جميع دول العالم، لافتة إلى أن المعلنين سينفقون مزيداً من الأموال على "الإعلان المحمول" خلال عام 2023، حيث من المتوقع أن يتخطى حجم الإنفاق حاجز الـ 362 مليار دولار.

الهاتف

أخبار ذات صلة

"سبوتيفاي" تستغني عن 6 بالمئة من موظفيها
ما أسباب انهيار الطلب على الكمبيوتر الشخصي في 2022؟
لتباطؤ نمو الإيرادات.. "مايكروسوفت" تستغني عن 10 آلاف موظف
"أبل" تفاجئ جمهورها بجهاز "أسرع من أي وقت مضى"

وتؤكد قداحة أن "الإعلانات المحمولة" باتت صناعة اقتصادية مزدهرة، في ظل التحوّل الرقمي الذي يعيشه العالم، وهي أقل تكلفة مقارنة بغيرها من الخدمات الإعلانية، حيث يمكن للأفراد وأصحاب المؤسسات الصغيرة والناشئة، تخصيص مئات الدولارات للانطلاق بحملة إعلانية، في حين أن الإعلان عبر الوسائل التقليدية مثل شاشات التلفزة مكلف جداً، ويحتاج لميزانية بعشرات الآلاف من الدولارات، مشددة على أن هذه الصناعة ستحصد المزيد من الإنفاق.

من جهته، يقول سامي صعب وهو خبير التواصل والإعلان ومدير الإبداع في شركة PHENOMENA في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن "الإعلان المحمول" بات يقضم شيئاً فشيئاً من حصة "الإعلانات التقليدية"، فنحن نعيش اليوم في عصر تنتقل فيه من الإعلانات التي كان يتلقاها الناس بشكل جماعي، عبر شاشات التلفزة والراديوهات أو حتى الإعلانات الطرقية إلى الإعلانات الرقمية التي يستطيع من خلالها المعلن إيصال رسالته بشكل فردي لكل شخص يحمل هاتفاً ذكياً.

نمو بـ 14 بالمئة

ويرى صعب أنه رغم الأحداث غير المستقرة التي شهدها عام 2022 على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وتأثر كل المجالات والقطاعات بها، إلا أن الإنفاق على الإعلان المحمول لم يتقلص، بل حصل العكس وارتفع بنسبة 14 بالمئة، وهذا يدل على مدى قوة هذه السوق الإعلانية وقدرتها على جذب مزيد من المعلنين، إلى مكان يتواجد فيه الزبائن على مدار 24 ساعة، وهذا ما يبرر ارتفاع نسبة الإنفاق على "الإعلانات المحمولة" من 155 مليار دولار في عام 2018 إلى 336 مليار دولار في 2022.

أخبار ذات صلة

"واتساب" يوقف دعم عشرات الأنواع من الهواتف
تكنولوجيا الكلام.. دراسة لنقل المشاعر البشرية إلى الروبوت

التسويق الذكي

ويشرح صعب أن "الإعلانات المحمولة" تعتمد على مفهوم التسويق الذكي، أي عرض الإعلان للشخص المناسب وذلك بمساعدة برمجيات الذكاء الاصطناعي، التي باتت تعرف توجهات ونمط المستخدمين والأمور التي يبحثون عنها، ومن هذا المنطلق فإن المعلن يرى أنه من الانسب والأوفر ثمناً له، توجيه إعلاناته إلى سوق يمكن من خلالها الوصول إلى الزبائن بشكل محدد، بدلاً من عرضها على نطاق واسع دون الحصول على المردود المتوقع.