عانى بائعو الهواتف الذكية من بيئة اقتصادية صعبة طوال عام 2022، أدت إلى تراجع شحنات الهواتف الجديدة بنسبة 11 بالمئة إلى أقل بقليل من 1.2 مليار هاتف، في أسوأ أداء سنوي منذ عقد.

ورغم أن موسم العطلات خلال الشهر الأخير من العام 2022 ساهم في دعم مبيعات الهواتف الذكية، إلا أن الكلمة الأخيرة كانت للضغوط التضخمية التي حدّت من المبيعات بشكل قاس خلال مختلف أشهر العام.

وبحسب أحدث إحصاءات مؤسسة Canalys للأبحاث السوقية، فإن آبل ورغم مواجهتها لتقلص الطلب ومشاكل تتعلق بمصانع انتاج آيفون في الصين، إلا انها استطاعت احتلال المرتبة الأولى في مبيعات الهواتف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2022 بسيطرتها على حصة 25 بالمئة من السوق، وهي أكبر حصة سوقية ربع سنوية لآبل على الإطلاق.

في المقابل حلّت سامسونغ في المرتبة الثانية على صعيد مبيعات الهواتف، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2022، بحصة سوقية وصلت نسبتها إلى 20 بالمئة، تبعتها "شاومي" في المرتبة الثالثة بحصة 11 بالمئة.

أخبار ذات صلة

تسريبات تكشف الجديد في هاتف "آيفون 15"
قيمة أبل السوقية دون تريليوني دولار للمرة الأولى منذ 2021
آيفون أم سامسونغ.. من سيطر على سوق الهواتف في 2022؟
ما الذي يمكنك فعله بالأجهزة الإلكترونية القديمة؟
أبل 2022: الهاتف والساعة؛ وهل من جديد؟!

ولكن ورغم التقدم الكبير الذي حققته آبل في الربع الأخير من 2022، إلا أن ذلك لم يغير من النتيجة على صعيد مبيعات كامل عام 2022 والذي انتهى باحتلال سامسونغ المرتبة الأولى.

فمن أصل أقل بقليل من 1.2 مليار هاتف تم شحنه خلال 2022، وصلت حصة سامسونغ من هذه الشحنات إلى 22 بالمئة، في حين أتت آبل في المركز الثاني بحصة 19 بالمئة و"شاومي" ثالثة بحصة 13 بالمئة ومن ثم "أوبو" بحصة 9 بالمئة، لتكون المرتبة الخامسة من نصيب فيفو بحصة 9 بالمئة.

ويقول الخبير التكنولوجي مازن دكاش في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن 2022 كان عاماً مليئاً بالتحديات لجميع البائعين، وخاصة الربع الأخير من العام، الذي انخفضت فيه المبيعات بنسبة 17 بالمئة وذلك رغم أن الشهر الأخير من العام، شهد تسجيل مبيعات قوية بدعم من موسم الأعياد، مشيراً إلى أن احتلال آبل المركز الأول في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2022، هو سيناريو يتكرر كل عام بدعم من المبيعات التي تحققها هواتف آيفون الجديدة.

وبحسب دكاش فإن آبل طرحت سلسلة هواتف آيفون 14 الجديدة للبيع، في منتصف شهر سبتمبر وبالتالي فإن معظم مبيعات هذه الهواتف الجديدة تدخل ضمن أرقام الربع الأخير من 2022، لافتاً إلى أن سيناريو احتلال آبل المرتبة الأولى على صعيد ربع سنوي حصل أيضاً في الربع الأخير من عام 2021 بدعم من مبيعات آيفون 13، إلا أن آبل عادت إلى المرتبة الثانية في بداية 2022 إثر استعادة سامسونغ لزعامتها مع طرحها لعدد من الهواتف الجديدة.

ويرى دكاش أن سيطرة آبل على حصة 25 في المئة من السوق خلال الربع الأخير من 2022، وهي أكبر حصة سوقية ربع سنوية للشركة على الإطلاق، لم يكن نتيجة قوة مبيعات آبل بل نتيجة للتراجع الكبير الذي ضرب مبيعات سامسونغ وشاومي وهو أمر ألمحت اليه الشركات المذكورة منذ أيام.

من جهته يقول مهندس الاتصالات عيسى سعد الدين في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة والتباطؤ الاقتصادي والتعثر في سوق العمل، كان لها تأثير سلبي كبير على مبيعات الهواتف الذكية خلال 2022 وخاصة في السوق الأوروبي الذي تبدلت أولوياتها خلال العام المنصرم.

وأكد سعد الدين أن الصعوبات التي واجهتها سوق الهواتف في 2022 ستمتد إلى عام 2023، حيث تشير التوقعات إلى أن النصف الأول من العام، سيكون صعباً على البائعين الذين عليهم بذل الكثير من الجهود للمحافظة على الربحية وحماية حصصهم السوقية، مشيراً إلى أن تطور الوضع في السوق، سيكون مرتبطاً بالصورة العامة للاقتصاد العالمي واجراءات محاربة التضخم.

وشدد سعد الدين على أن إعادة فتح الاقتصاد الصيني سيلعب دوراً إيجابياً في تحسين مبيعات الهواتف الذكية، ولكن ليس على المدى القصير بل في النصف الثاني من 2023.