افتتح المستشار الألماني أولاف شولتس، السبت، محطة استيراد وتحويل للغاز الطبيعي المسال في ميناء لوبمين على بحر البلطيق، بهدف تعويض توقف شحنات الغاز الروسي لأكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وقال المستشار "لقد حرصنا أيضا على أن تظل إمدادات الطاقة في ألمانيا آمنة في الأوقات الصعبة"، فيما تعاني البلاد بشكل كبير من تأثير أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
مرتديا سترة أمان صفراء، سلّم شولتس الشركة الألمانية "دويتشه ريغاز" رخصة تشغيل المحطة وفتح رمزيا صمام غاز أمام الصحافة إلى جانب مسؤولين من المنطقة الواقعة في شمال ألمانيا.
سيتم استخدام المحطة لاستقبال وتحويل الغاز الذي يتم تسليمه عن طريق السفن في صورة سائلة. ومن المفترض أن تكون قادرة على "تغطية حوالي 5 بالمئة من الطلب" في البلاد، وفق مجموعة "توتال إنرجيز" الفرنسية التي بنت المحطة بالشراكة مع "دويتشه ريغاز".
وهذه هي المحطة الثانية للغاز الطبيعي المسال التي تفتتح في ألمانيا بعد افتتاح المحطة الأولى في فيلهلمسهافن على بحر الشمال في منتصف ديسمبر.
توقفت شحنات الغاز من روسيا عبر خط أنابيب نورد ستريم تدريجيا منذ بدء الحرب ضد أوكرانيا، ما حرم الأوروبيين من احتياطيات الغاز التي كانت ألمانيا تعتمد عليها بشكل كبير.
لكن المستشار طمأن الألمان بأن "الأسعار تتراجع في أوروبا" بعد الارتفاع في الأشهر الأخيرة، وأكد أن ذلك تم "بفضل القرارات التي اتخذناها وأعددنا لها في وقت مبكر جدا، حتى قبل الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا".
وستزود "توتال إنرجيز" المحطة أيضا وبالتالي ستصبح "أحد موردي الغاز الطبيعي المسال الرئيسيين في ألمانيا"، وفق ما جاء في بيان لها.
وسيتم إنشاء أربع محطات عائمة أخرى لاستيراد الغاز المسال هذا العام في ألمانيا.
على عكس بلدان أوروبية أخرى، لم يكن لدى ألمانيا محطات للغاز المسال على أراضيها لأنها فضّلت استيراده بثمن أرخص عبر خطوط أنابيب من روسيا التي كانت تعتمد عليها في 55 بالمئة من وارداتها من الغاز.
لكن الوضع تغير جراء الحرب في أوكرانيا وانتهاء عمليات التسليم من شركة غازبروم. وقفزت مذاك واردات الغاز المسال إلى ألمانيا عبر الموانئ البلجيكية والهولندية والفرنسية.
ستوفر المحطات الجديدة في ألمانيا والتي ينتظر أن تخفّض تكاليف النقل الباهظة، ثلث احتياجات البلاد من الغاز، ما يبعد في الوقت الحالي شبح النقص الهائل في الغاز التي كانت برلين تخشاه قبل بضعة أشهر.