تحت هذا العنوان تساءلت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" الإيطالية عن الأرقام المالية الكبيرة التي تقاضاها وكلاء اللاعبين والمدربين في إيطاليا والتي سجلت رقمًا قياسيًا بلغ 173.8 مليون يورو للوكلاء في عام 2021.
ووفقا للبيانات التي نشرها الاتحاد الدولي لكرة القدم فقد دفعت أندية الدوري الإيطالي 173.8 مليون يورو للوكلاء في عام 2021، بزيادة قدرها 26 بالمئة مقارنة بعام 2020.
ويأتي نادي يوفنتوس في مقدمة الأندية الإيطالية التي دفعت أكثر من غيرها، حيث دفع 29 مليون يورو متقدمًا على نادي إنتر ميلان الذي دفع 27.5 مليون، وعلى فريق العاصمة الإيطالية وروما الذي دفع 26 مليون يورو.
هذه الزيادة الكبيرة في الأموال المدفوعة لوكلاء اللاعبين في إيطاليا تثير الاندهاش في الوسط الرياضي هناك بسبب عدم استفادة الكرة الإيطالية منها لا سيما بعد عدم تأهل إيطاليا إلى كأس العالم الأخيرة.
مزايا خاصة
وفي تصريح لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية" قال الصحفي الإيطالي المخضرم "ماوريسيو بيستوتشي" أن هذه العمولات هي مزايا مالية لصالح المديرين التنفيذيين والوكلاء، الذين يهتمون فقط بالمال.
وأضاف بيستوتشي أنه يجب البحث عن مستثمرين حقيقيين جُدد في الدوري الإيطالي الذي سيأتي في ذيل الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا إذا لم يصل إليه مستثمرون جُدد.
عملية شائكة
نجم الكرة المصرية السابق هاني صديق، أحد أشهر المدربين في اكتشاف اللاعبين في القارة الأفريقية ونقلهم لأوروبا، صرح لـ" اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن الحديث عن عمليات انتقالات اللاعبين والمدربين خاصة في أوروبا موضوع شائك للغاية، حيث تدور مليارات الدولارات حول هذه العملية كل موسم، مضيفًا أن تقارير الاتحاد الدولي لكرة القدم تشير إلى وجود نسبة 30 بالمئة من اتفاقيات بيع وشراء اللاعبين تتم في نطاق خارج وكلاء اللاعبين أو ما يُعرف بالوسيط بين النادي واللاعب.
وأضاف هاني أن الدوريات الأوروبية فيها أكبر نسبة من انتقالات اللاعبين وفيها أكبر مبالغ مالية يتم تداولها في هذه الانتقالات خصوصًا في الدوريات الخمس الكبرى ومنهم الإيطالي، وصرح أن هناك عشر دول أوروبية هي المسيطرة على هذا السوق الكبير بما يعادل 84 بالمئة بجانب الانتقالات المحلية بين فرق البلد الواحد وتصل لأرقام فلكية سنويًا، حيث يوجد في كل دوري أوروبي ما لا يزيد عن 5 وكلاء هم المسيطرون على عمليات انتقال وبيع اللاعبين تصل في بعض الأحيان لفرض هيمنتهم وقرارهم على بعض الأندية، مضيفًا أنه بعد الارتفاع "الجنوني" في أسعار اللاعبين تحول وكلاء اللاعبين إلى انشاء شركات كبرى لإدارة هذه المليارات بالاتفاق مع رؤساء أندية ووجود مصالح مشتركة بينهم في كثير من الأحوال، حتى أن بعضهم اشتروا أندية بأسماء شركاتهم لتسهيل عمليات بيع وشراء عقود اللاعبين.
وتابع هاني صديق تصريحاته بأن أكبر صفقات انتقالات لاعبين في أوروبا تدور بين أسبانيا وانجلترا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، ولفت إلى أن الفيفا قرر أخيرًا عدم وجود طرف ثالث بين اللاعب والنادي حتى لا يملك أحد عقد اللاعب ولا تتحول عمليات بيع وشراء اللاعبين إلى "تجارة رقيق"، كما أكد على أن شركات الدعاية هي من تقوم بتلميع بعض اللاعبين لزيادة قيمتهم المالية.
التونسي "حسام الحاج علي" المدير الرياضي لنادي أهلي طرابلس صرح لـ" اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن وكلاء اللاعبين يحصلون على 7 إلى 10 بالمئة من قيمة أي صفقة حسب العقد لكن مؤخراً بدأت عمليات مزايدة من كبار الوكلاء على اللاعبين وعلى الأندية سواء في إيطاليا أو غيرها، حيث يشترطون على الاندية دفع مبالغ خرافية غير النسبة العادية وخاصة في اللاعبين المنتهية عقودهم أو اللاعبين الذين ستنتهي عقودهم في نهاية الموسم وهذا ما يضر بميزانيات الأندية.
وأضاف المحلل الرياضي التونسي أن الفرق الإيطالية إذا لم تتعامل بهذه الطريقة مع الوكلاء فلن يحصلوا على توقيع أي لاعب بارز، وبالتالي لن يستطيعوا منافسة الفرق القادرة على إبرام هذه الصفقات في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا، موضحًا أن الحل الوحيد لعودة الأندية الإيطالية للمنافسة على البطولات القارية هو تغيير قوانين الضرائب على الأندية وتسهيل وتشجيع دخول مستثمرين أجانب بميزانيات كبيرة.
نمو قياسي
صحيفة "كورييري ديلو سبورت" ذكرت أنه منذ عام 2015، دفعت الأندية المحترفة في إيطاليا لوكلاء اللاعبين أكثر من 1.22 مليار يورو، منها 1.087 مليار يورو داخل الدوري الإيطالي وحده بنمو وصل إلى 79 بالمئة عن الفترة التي سبقت عام 2015, موضحة أن لكن هذا الأمر لا يقتصر على إيطاليا فقط، بل يوجد أيضًا داخل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تلقى الوكلاء قرابة 330 مليون يورو في عام 2021.
الفيفا ذكر أن حوالي 450 مليون يورو تم دفعها للانتقالات الدولية خلال عامي 2021- 2022 بزيادة 0.7 بالمئة عن العام 2020 على الرغم من انخفاض الرقم الذي تنفقه الأندية على اللاعبين بنسبة 14 بالمئة.
اتهامات متبادلة
وفجر الصدام بين "دانيلو إيرفولينو" المالك الجديد لنادي "ساليرنيتانا" وبين المدير الرياضي السابق "والتر ساباتيني" معركة كبيرة في الكرة الإيطالية بعد اتهامات متبادلة بينهما عن الاستفادة من عمولات الوكلاء الرياضيين، حيث صرح المالك الجديد بأنه أراد زيادة راتب أحد لاعبيه بقيمة 200 ألف يورو لكن شريطة دفع مليون يورو لوكيل اللاعب على حد قوله.
الاتهامات المتبادلة بين الطرفين فتحت من جديد باباً طالما أراد مسؤولو كرة القدم في إيطاليا غلقه قبل سنوات، ليعود الجدل مجددًا داخل أحد أهم دوريات كرة القدم حول العالم.